أول جولة حوار بين بغداد وأربيل إثر قرارات المحكمة الاتحادية

05 ابريل 2024
خلال لقاء السوداني والبارزاني في أربيل 15 مارس، 2023 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- حكومتا بغداد وأربيل تستعدان لجولة حوار جديدة بعد أزمة سياسية ناجمة عن قرارات المحكمة الاتحادية العليا، تشمل قضايا مثل تنظيم الانتخابات وتوطين رواتب الإقليم.
- نيجيرفان البارزاني، رئيس إقليم كردستان، يخطط لزيارة بغداد لبحث ملفات الموازنة، الرواتب، النفط، وتعزيز العلاقات بين أربيل وبغداد، في إطار جهود تنظيم العلاقات.
- يسود تفاؤل بالتوصل إلى تفاهمات بين الطرفين برعاية دولية، مع تأكيدات على أن الحلول ستكون سياسية وتعتمد على تفاهمات بين بغداد وأربيل، مما يشير إلى اتجاه الأزمة نحو الحل.

تستعد حكومتا بغداد وأربيل لجولة حوار هي الأولى من نوعها بعد قرارات للمحكمة الاتحادية العليا، وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد، والتي تسببت بأزمة سياسية بينهما بعدما أعلن الحزب الديمقراطي الكردستاني الحاكم في إقليم كردستان مقاطعة انتخابات برلمان الإقليم، ملوحًا بمقاطعة العملية السياسية.

وكانت المحكمة الاتحادية قد اتخذت عدة قرارات تسببت بالأزمة، من بينها قرار تولي مفوضية الانتخابات العراقية تنظيم انتخابات برلمان إقليم كردستان وإلغاء مفوضية الانتخابات التي تعمل بالإقليم منذ عام 2006، وتقليص عدد مقاعد البرلمان من 111 مقعداً إلى 100 مقعد، بعدما قضت بعدم دستورية عدد مقاعد الكوتا، فضلا عن قرار توطين رواتب الإقليم الذي سحبت بموجبه سلطة التصرف بالشؤون المالية من حكومة الإقليم وحولتها إلى حكومة بغداد بشكل مباشر، بعدما كانت ترسلها إلى حكومة الإقليم التي تتولى توزيعها.

البارزاني يزور بغداد السبت ويلتقي السوداني

ووفقا للمتحدث باسم رئاسة إقليم كردستان العراق دلشاد شهاب، فإن "رئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني سيزور العاصمة بغداد للتباحث حول عدة ملفات"، مبينا في تصريح صحافي، مساء أمس الخميس، أنه "من المقرر أن تتم الزيارة السبت المقبل، حيث سيلتقي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني".

وأكد أن "البارزاني سيبحث خلال هذه الزيارة مع المسؤولين العراقيين عدة ملفات، منها ملف الموازنة والرواتب والنفط واستئناف تصديره، فضلا عن العلاقات بين أربيل وبغداد وغيرها"، مبينا أن "رئيس الإقليم مسؤول عن تنظيم العلاقات بين أربيل وبغداد، وذلك وفقا للقانون، وسيؤكد خلال هذه الزيارة على تنفيذ بنود الاتفاق بين قوى الإطار التنسيقي الذي بنيت على أساسه الحكومة العراقية".

تفاؤل بالتوصل إلى تفاهمات

من جهتها، أعربت عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني أشواق الجاف عن تفاؤلها بالتوصل إلى تفاهمات مع السوداني، وقالت في تصريح متلفز: "ستفشل جميع الجهود التي تتعارض مع الدستور وتستهدف إقليم كردستان (في إشارة إلى قرارات المحكمة الاتحادية)"، مؤكدة أن "الجهود ستكون مفتاحاً لتنفيذ برنامج حكومة السوداني، وهذه بداية جيدة لحل باقي القضايا".

والزيارة المرتقبة هي الأولى من نوعها بعد أزمة قرارات المحكمة الاتحادية العليا وما أعقبها من تصعيد بالمواقف والتصريحات، وهو ما دفع السفيرة الأميركية في العراق آلينا رومانوسكي إلى التدخل، وقد أجرت لقاءات عدة مع زعامات الحزب الديمقراطي الكردستاني وأخرى مع السوداني للتوصل إلى حلول.

تفاهمات بين زعماء الإقليم والسوداني برعاية بلاسخارت

من جهته، أكد مسؤول في حكومة إقليم كردستان، اشترط عدم ذكر اسمه، أن "تفاهمات كبيرة جرت بين زعامات الإقليم والسوداني، برعاية السفيرة الأميركية وممثلة بعثة الأمم المتحدة بالعراق جينين بلاسخارت"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "السوداني متفهم جدا للملفات، وأنه وعد أيضا بالتدخل لتجاوز أزمة انتخابات برلمان كردستان، وأن الوفد الذي سيرأسه البارزاني إلى بغداد سيبحث ملف الانتخابات وقرارات المحكمة الاتحادية".

وأضاف أن "وعودا بتأجيل إجراء الانتخابات حصل عليها رئيس الحكومة، وأنها لن تجري إلا بمشاركة الحزب الديمقراطي الكردستاني"، مبينا أن "الأزمات التي أثارتها قرارات المحكمة الاتحادية متجهة إلى الحل".

وأوضح أن "الحلول لا تكمن بنقض قرارات المحكمة، إذ إنها غير قابلة للطعن أو التمييز، إلا أن الحلول ستكون سياسية بتفاهمات وتوافقات بين بغداد وأربيل".

وبلغت الأزمة ذروتها على أثر قرارات المحكمة الاتحادية، وكان زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني قد اتّهم، الأسبوع الماضي، المحكمة الاتحادية العليا في العراق بـ"التلاعب" بقانون انتخابات برلمان إقليم كردستان العراق من أجل "أجندات خارجية"، متهماً إياها بالسعي لـ"كسر" الحزب الديمقراطي، في حين رفض تنفيذ قراراتها التي وصفها بـ"غير الدستورية".

المساهمون