أكدت الشرطة الأوكرانية مقتل ما لا يقل عن 32 شخصاً في منطقة خيرسون، جنوبي أوكرانيا، جراء القصف الروسي منذ انسحاب القوات الموالية لروسيا قبل أسبوعين.
وقال قائد الشرطة الوطنية الأوكرانية، إيهور كليمينكو، إن "القصف الروسي اليومي يدمر المدينة ويقتل السكان المحليين المسالمين. إجمالاً، قتلت روسيا 32 مدنياً في منطقة خيرسون منذ انتهاء الاحتلال".
وأضاف أن "كثيراً من الناس يغادرون بحثاً عن ملاذ آمن في مناطق أكثر هدوءاً بالبلاد. لكن الكثيرين من السكان لا يزالون في منازلهم، وعلينا توفير أقصى قدر ممكن من الأمن لهم".
وذكر كليمينكو أيضاً أن المحققين سجلوا 578 مما وصفها بجرائم حرب ارتكبتها القوات الروسية، ونفت موسكو مراراً ارتكاب قواتها انتهاكات بحق المدنيين.
وفرّ مئات المدنيين يوم السبت إلى خارج مدينة خيرسون، بسبب القصف المكثف من القوات الروسية، فيما تضاربت مشاعر الأوكرانيين، إذ كان العديد من المدنيين سعداء باستعادة مدينتهم، لكنهم عبّروا عن أسفهم لعدم تمكنهم من البقاء.
وكانت خيرسون واحدة من العديد من المدن التي واجهت، في الأيام الأخيرة، هجوماً عنيفاً من نيران المدفعية الروسية والطائرات نت دون طيار، حيث تركز القصف بشكل خاص هناك.
موسكو تعلن قتل أكثر من 200 جندي أوكراني
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، مقتل أكثر من 200 جندي أوكراني، بالإضافة إلى تدمير عشرات الآليات العسكرية، السبت.
وقالت الوزارة في بيان إن الجيش الروسي استهدف "نقاط تمركز المرتزقة الأجانب المؤقتة" في مقاطعة دونيتسك الانفصالية، ما أسفر عن "مقتل نحو 100 مرتزق". وقالت القوات الروسية إنها أحبطت هجمات للقوات الأوكرانية في محوري لوغانسك ودونيتسك وأجبرتها على العودة إلى مواقعها الأصلية.
واعترضت أنظمة الدفاع الجوي الروسية صاروخين من نوع "هيمارس" بالقرب من قرية بوغدانوفكا في مقاطعة خيرسون.
تعثر ميداني بسبب الأمطار الغزيرة
من جهة أخرى، توقع محللون وخبراء، الأحد، أن يكون للطقس الشتوي تأثير متزايد على اتجاه الصراع، خاصة مع تعثر الطرفين بسبب الأمطار الغزيرة وظروف المعركة الموحلة في بعض المناطق.
وقال معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث يتابع التطورات في أوكرانيا من كثب، إن التقارير الواردة من كلا الجانبين تشير إلى أن الأمطار الغزيرة والوحل كان لها تأثير، لكن التجمد الأوسع المتوقع على طول الخطوط الأمامية في الأيام المقبلة قد يلعب دورا كبيرا.
وأضاف المعهد في ملاحظات نشرت يوم السبت: "من غير الواضح ما إذا كان أي من الجانبين يخطط على نحو جاد أو يستعد لاستئناف العمليات الهجومية أو الهجمات المضادة في ذلك الوقت، ولكن العوامل الجوية التي كانت تعيق مثل هذه العمليات ستبدأ في الزوال".
كما ذكر معهد دراسة الحرب أن القوات الروسية كانت تتخندق في مناطق أبعد شرق مدينة خيرسون، التي طردتها منها القوات الأوكرانية قبل أكثر من أسبوعين، وواصلت على نحو روتيني عمليات القصف بنيران المدفعية عبر نهر دنيبرو.
مسؤول أوكراني: مؤشرات على مغادرة روسيا محطة زابوريجيا
قال رئيس شركة الطاقة النووية الحكومية الأوكرانية إن هناك مؤشرات على أن القوات الروسية ربما تستعد لمغادرة محطة (زابوريجيا) الضخمة للطاقة النووية، التي سيطرت عليها في مارس/آذار بعد فترة وجيزة من بدء الغزو.
وقال بيترو كوتين، رئيس شركة "إنرغوآتوم" الأوكرانية، للتلفزيون الوطني: "في الأسابيع الأخيرة نتلقى فعليا معلومات عن أن مؤشرات ظهرت على أنهم ربما يستعدون لمغادرة (المحطة)".
وأضاف: "مبدئيا، هناك عدد كبير جدا من التقارير في وسائل الإعلام الروسية تفيد بأن الأمر يستحق إخلاء (المحطة)، وربما نقل السيطرة (للوكالة الدولية للطاقة الذرية)" التابعة للأمم المتحدة. وتابع: "هناك انطباع بأنهم يحزمون حقائبهم ويسرقون كل ما يستطيعون".
(أسوشييتد برس، قنا، الأناضول، رويترز)