أوكرانيا: روسيا تطلق عدداً غير مسبوق من الصواريخ في يوم واحد

أوكرانيا: روسيا تطلق عدداً غير مسبوق من الصواريخ في يوم واحد

29 ديسمبر 2023
مبنى مدمر في كييف نتيجة استهدافه من قبل روسيا (بيير كروم/Getty)
+ الخط -

قالت أوكرانيا إن روسيا أطلقت، اليوم الجمعة، "عدداً غير مسبوق من الصواريخ" في يوم واحد، ما أدى لمقتل 12 مواطناً أوكرانياً على الأقل.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا أطلقت أكثر من 100 صاروخ فوق أوكرانيا، في أكبر هجوم في الأشهر الأخيرة.

وأضاف زيلينسكي على منصة إكس: "اليوم، استخدمت روسيا كل أنواع الأسلحة تقريبا الموجودة في ترسانتها: صواريخ كينجال وصواريخ إس-300 وصواريخ كروز ومسيّرات. أطلقت قاذفات استراتيجية صواريخ إكس-101/إكس-505. أطلق ما مجموعه حوالى 110 صواريخ على أوكرانيا. أسقط الجزء الأكبر منها".

وقالت السلطات الأوكرانية إنها فعّلت نظام الإنذار على مستوى البلاد، اليوم الجمعة، إثر شن روسيا ضربات صاروخية، في وقت مبكر صباحاً، على عدة مدن في أوكرانيا من بينها العاصمة كييف.

وقال رئيس بلدية العاصمة، فيتالي كليتشكو، في منشور على منصة تليغرام: "انفجارات في كييف، تفعيل الدفاعات الجوية.. الزموا الملاجئ"، وأفاد في وقت لاحق عن اندلاع النيران في مستودع، وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس وسط كييف بسماع دوي انفجارات قوية في ساعات مبكرة من صباح الجمعة.

وقال رئيس الإدارة العسكرية لكييف، سيرغي بوبكو، إن حطاماً تساقط في منطقتين من المدينة، مؤكداً اندلاع النيران أيضاً في مبنى يضم شققاً سكنية.

كما استهدفت الصواريخ الروسية، أيضاً، خمس مدن أوكرانية أخرى من بينها خاركيف (شمال شرق) ولفيف (غرب) وأوديسا (جنوب) بحسب ما أعلنه رؤساء بلديات تلك المدن والشرطة.

وقالت شرطة خاركيف: "اليوم عند الساعة الخامسة صباحاً، استهدف أتباع الفاشيين المدينة الآمنة بصواريخ إس-300. دوّت 10 انفجارات في خاركيف. وصلت الأجهزة المختصة إلى المواقع المستهدفة بسرعة". وأكد رئيس بلدية خاركيف، إيغور تيريخوف، في وقت لاحق وقوع ثلاث موجات من الضربات الجمعة.

من جهته، قال مساعد الرئيس الأوكراني، أندريه يرماك، إن الضربات الروسية تؤكد الحاجة "لمزيد من الدعم" من المجتمع الدولي، وكتب على "تليغرام": "نبذل كل ما بوسعنا لتعزيز درعنا الجوي، لكن على العالم أن يرى أننا بحاجة إلى المزيد من الدعم والقوة لوقف هذا الإرهاب".

وفي أوديسا اندلعت النيران في مبنى شاهق جراء سقوط حطام مسيّرة، بحسب رئيس بلدية المدينة، غينادي تروخانوف، الذي قال على منصات التواصل الاجتماعي إنه "بنتيجة هجوم آخر للعدو، لحقت أضرار بأحد المباني الشاهقة. أُخمدت النيران بسرعة".

وتأتي هذه الهجمات عقب تأكيد روسيا، يوم الثلاثاء الماضي، أن إحدى سفنها الحربية تضررت في هجوم أوكراني في ميناء فيودويسيا بشبه جزيرة القرم، في ضربة اعتبرتها أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون انتكاسة كبرى لسلاح البحرية الروسي.

وقالت أوكرانيا إن سلاحها الجوي دمر سفينة الإنزال الكبيرة نوفوتشركاسك، وأشار الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينكسي، إلى ذلك بطريقة ساخرة قائلاً إن السفينة انضمت الآن إلى "أسطول الغواصات الروسية في البحر الأسود".

وأبلغ وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الرئيس فلاديمير بوتين "بشأن الضرر الذي لحق بسفينة الإنزال الكبيرة خاصتنا ... في تقرير مفصل جداً"، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن السفينة تضررت جراء صواريخ جوية موجهة.

وقال الجيش الأوكراني إن سلاحه الجوي دمر السفينة في هجوم صاروخي على المرفأ الواقع شرق القرم.

بايدن يحض الكونغرس على اتخاذ خطوات "طارئة" لدعم أوكرانيا 

وحضّ الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الجمعة، الكونغرس على اتخاذ خطوات "طارئة" لتجاوز الخلافات بشأن المساعدات العسكرية لكييف، معتبراً أن الهجوم الصاروخي الذي شنّته روسيا صباح اليوم يشير إلى رغبتها في "محو" أوكرانيا.

وقال بايدن في بيان: "ما لم يتخذ الكونغرس خطوات طارئة في السنة المقبلة، فلن نتمكن من الاستمرار في إرسال الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي الحيوية التي تحتاجها أوكرانيا لحماية شعبها"، داعياً الكونغرس إلى التحرك "من دون أي تأخير إضافي".

وفي سياق آخر، شكر زيلينسكي، أمس الخميس، الولايات المتحدة على الإفراج عن الحزمة الأخيرة من المساعدات العسكرية المتاحة لأوكرانيا، وحض حليفه على الإبقاء على هذه المساعدة "الأساسية" التي يتزايد الغموض بشأن مستقبلها.

وقدّمت واشنطن لكييف حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 250 مليون دولار، أول أمس الأربعاء، تتضمّن ذخائر تحتاج إليها البلاد ومنظومات دفاع جوي لمواجهة الهجمات الروسية، لكنها الشريحة الأخيرة المتاحة من دون تصويت جديد في الكونغرس الأميركي الذي يرفض في الوقت الحالي تخصيص المزيد من الأموال لكييف.

وقال زيلينسكي، أمس الخميس، على منصة إكس: "أشكر الرئيس جو بايدن والكونغرس والشعب الأميركي"، معتبراً أن هذه المساعدة ستغطي "حاجات أوكرانيا الأكثر إلحاحاً".

وأضاف أن "القيادة الأميركية" من بين حلفاء كييف تؤدي "دوراً أساسياً في مكافحة الإرهاب والعدوان"، مؤكداً أنه "من أجل الدفاع عن الحرية والأمن في أوكرانيا وأوروبا، وأيضاً في الولايات المتحدة، علينا مواصلة الرد بحزم على العدوان الروسي".

لندن تعلن إرسال مئتَي صاروخ إلى أوكرانيا

وعقب الضربات الروسية، أعلن وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، اليوم الجمعة، أن بريطانيا سترسل نحو مئتَي صاروخ للدفاع الجوي إلى أوكرانيا.

وقال شابس على منصة "إكس" إنّ "المملكة المتحدة تتحرك بسرعة لتعزيز الدفاع الجوي لأوكرانيا عقب الضربات الجوية القاتلة التي نفذها بوتين". مضيفاً: "يتم إرسال مئات من صواريخ الدفاع الجوي بريطانية الصنع لضمان حصول أوكرانيا على ما تحتاجه للدفاع عن نفسها من قصف بوتين الهمجي".

صاروخ روسي دخل مجال بولندا الجوي

وفي تطور لافت، أكّدت بولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي، اليوم الجمعة، أن صاروخاً روسيّاً عبر مجالها الجوي صباحاً متجهاً إلى أوكرانيا التي تعرضت لهجوم مكثّف من موسكو.

وقال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش البولندي الجنرال فيسلاف كوكولا إنّ "كل شيء يشير إلى أن صاروخاً روسيّاً دخل المجال الجوي البولندي. رصدناه بالرادار، وخرج منه" فوراً باتجاه أوكرانيا.

وأشار قائد العمليات في الجيش ماتشيه كليش إلى أن الصاروخ بقي في المجال الجوي البولندي ثلاث دقائق، اجتاز خلالها مسافة نحو 40 كيلومتراً.

وأضاف: "أرسلنا قواتنا وطائرات مقاتلة لاعتراضه وإسقاطه إذا استدعى الأمر ذلك، لكن مدة (تحليقه) ومساره (...) جعلا ذلك مستحيلاً وسمحا للصاروخ بمغادرة بولندا".

وأوضح أنه عقب سلسلة من الضربات الجوية الروسية المكثفة على أوكرانيا، وُضعت منظومة الدفاع الجوي للبلاد في حالة تأهب ليل الخميس/ الجمعة.

وقال الجيش إنه أجرى أيضاً عمليات بحث على الأرض في الموقع الذي فُقدت فيه الإشارة اللاسلكية للصاروخ.

وعقب الحادث، عقدت السلطات المدنية والعسكرية البولندية اجتماعات طارئة، وتحدث الرئيس أندريه دودا مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ.

وأكد ستولتنبرغ عبر منصة "إكس" تضامن الحلف "مع حليفنا القيّم"، وأنه "يراقب الوضع وسيبقى على تواصل (مع وارسو) بينما يجرى إثبات الوقائع".

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)