أوباما يهاجم الجمهوريين ويشبههم برافعي شعار "الموت لأميركا"

06 اغسطس 2015
استهجن بعض المعلقين تشبيه إيران بالإتحاد السوفياتي(Getty)
+ الخط -
ربط الرئيس الأميركي، باراك أوباما، بين المتشددين الدينيين في إيران، والمتشددين الجمهوريين في بلاده. معتبراً أن هناك مصالح مشتركة بين الطرفين دلت عليها معارضتهما الموحدة للإتفاق النووي الأممي مع إيران. وفي المقابل عمد أوباما، إلى مقارنة نفسه بالرئيسين الراحلين جون كندي، ورونالد ريغان، في إقدامهما على التفاوض مع الإتحاد السوفياتي، من أجل تقليل مخاطر انتشار الأسلحة النووية أثناء الحرب الباردة.

جاء هذا الربط المزدوج، في كلمة ألقاها أوباما بالجامعة الأميركية في واشنطن، وهي ذات الجامعة التي أطلق الرئيس الأميركي الديمقراطي، الراحل جون كندي، من إحدى قاعاتها قبل 52 عاماً نداءاً للسلام، في خطاب تاريخي دعا فيه الإتحاد السوفياتي، إلى محادثات من أجل وقف التسلح النووي ومنع انتشاره. 

وجدد الرئيس الأميركي، تعهده بعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، مهما كان الثمن مهدداً بأن الخيار العسكري سيظل قائماً إن لم تف إيران بمتطلبات الإتفاق. وأظهر الرئيس أوباما، خلال كلمته التي ألقاها اليوم الأربعاء أنه يعتبر الإتفاق النووي، مع إيران أقوى اتفاق على مدى التاريخ حتى الآن يتعلق بمنع دولة مستقلة من التسلح النووي. ويعتبر أوباما، ما حققه إنجاز تاريخي يخشى عليه من أن يتعرض للقتل في الكونجرس، بإصدار تشريع قد يفرغه من مضمونه أو يبطله في مهده من جانب الولايات المتحدة على الأقل.

وتجسد قلق أوباما في العبارات الناقدة بقوة لمعارضي الإتفاق، و تسخيره جل الخطاب للدفاع عن الإتفاق النووي وتفنيد آراء المعارضين لبنوده. وقال أوباما، إن أشد الفئات معارضة للإتفاق النووي هم المتشددون في إيران الذين يهتفون "الموت لأميركا"، ولهم مصلحة في بقاء الوضع الراهن على ما هو عليه. وتابع "إن معارضة هؤلاء للإتفاق أوجدت لهم قضية ذات قواسم مشتركة مع قيادات الحزب الجمهوري".

وأشار أوباما إلى أن الإيرانيين ليسوا كلهم متشددين، ولا يهتف جميعهم  "الموت لأميركا"، بل إن غالبية الإيرانيين تجنح للسلم، ولهذا يجدر بالولايات المتحدة "أن تمنح الإيرانيين الفرصة  للإيفاء بمتطلبات الاتفاق".

وأشار أوباما، إلى أن كلا من كندي وريغان، وقعا مع الإتحاد السوفياتي معاهدات أكثر خطورة، تنازلت فيها الولايات المتحدة، بقبول تخفيض حجم ترسانتها النووية بصورة كبيرة.
و لم يفوت أوباما فرصة الإشارة إلى جرأة كندي، في الجهر بمدأ السلام بل تطرق إلى ذلك في مطلع كلمته، لافتاً إلى أن كندي أطلق نداء السلام في خطاب الجامعة الأميركية، في وقت كانت فيه الحرب الباردة في أوجها بعد فترة وجيزة من بناء حائط برلين الذي أصبح لاحقاً من أبرز معالم صراع المعسكرين الإشتراكي والرأسمالي.

واعتبر أوباما، أن الرئيس الأميركي الجمهوري، رونالد ريغان، أنجز لاحقاً ما كان يطمح إليه الرئيس كندي، من اتفاقات مع الإتحاد السوفياتي، في محاولة من أوباما، على ما يبدو، لكسب ود الجمهوريين المعتدليين الذين يعتبرون ريغان، أعظم رؤساء أميركا، في النصف الثاني من القرن العشرين، في حين أن الديمقراطيين ينظرون إلى جون كندي، بأنه أكثر رؤساء القرن العشرين شعبية على الإطلاق. 

وفي الوقت الذي استهجن فيه بعض المعلقين التلفزيونيين الناقمين على سياسات أوباما، تشبيه إيران بالاتحاد السوفياتي، وتشبيه نفسه بكل من كندي وريغان فقد أبدى بعض مؤيدوه نوعاً من القلق على حياته بسبب إيحائه في خطابه أن سياساته قائمة على المبادئ نفسها التي سار عليها "الرئيسين العظيمين". ومعروف أن كندي اغتيل عام 1963، بطلقة قناص مجهول اخترقت رأسه قبل أن يكمل فترة رئاسته الأولى، كما تعرض ريغان أثناء رئاسته لمحاولة اغتيال أصيب خلالها بطلق ناري لكنه نجا من الموت وأكمل فترتين كاملتين من عام 1980 حتى 1988.

أما المعلقين السياسيين المحايدين فقد اتجهت تحليلاتهم في مجملها إلى القول أن مقارنة أوباما للاتفاق مع إيران، بالاتفاقات مع الاتحاد السوفياتي السابق، يفهم منها أن حالة العداء بين الطرفين ستظل قائمة وأن الاتفاق يقتصر على جانب عسكري محدد، إذ أن المعاهدات التي وقعتها الولايات المتحدة، مع الإتحاد السوفياتي لم تمنع استمرار حالة العداء بين أيدلوجيتين متناقضتين.

اقرأ أيضاً: أوباما: أرصدة إيران غير المجمّدة ستستخدم لتمويل الإرهاب