أهالي غزة لا يجدون مكاناً آمناً: شهيد كل 5 دقائق

أهالي غزة لا يجدون مكاناً آمناً: شهيد كل 5 دقائق

15 أكتوبر 2023
من القصف الإسرائيلي على مدينة غزة، اليوم الأحد (علي جادالله/الأناضول)
+ الخط -

مع التهديد الإسرائيلي المتسارع بشن عدوان بري على قطاع غزة، تزداد المخاوف الفلسطينية من حصول مجازر أكثر بحق المدنيين، تحديداً في المناطق التي طلب الاحتلال الإسرائيلي من السكان إخلاءها في مدينة غزة ومحافظة الشمال، التي تضم مخيم جباليا، أكبر مخيمات اللاجئين وبيت لاهيا والمشروع، فيما هجر منذ اليوم الأول للعدوان سكان بلدة بيت حانون الملاصقة للسياج الحدودي.

ولا يزال الآلاف من الفلسطينيين في منازلهم في مدينة غزة ومحافظة الشمال التي تضم كثافة سكانية عالية، يرفضون مغادرتها، إما لعدم وجود أماكن لنزوحهم أو رغبة في إفشال مخططات الاحتلال بتجميع الفلسطينيين في جنوب القطاع، قرب الحدود مع مصر، تمهيداً لتنفيذ مخطط التهجير الإسرائيلي للفلسطينيين نحو سيناء.

يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة ساعات قاسية، وتمر الساعات ثقيلة وبطيئة في ظل استمرار العدوان والتهديد بتوسيعه براً، ومع هذا التهديد الإسرائيلي المتصاعد يُخشى من مجازر إسرائيلية واسعة. ويوسع طيران الاحتلال في ساعات الليل من قصفه للمؤسسات والمنازل على رؤوس ساكنيها، في محاولة يعدها السكان لتخويفهم وإجبار من تبقى على النزوح.

شهيد كل 5 دقائق

جرب أهالي قطاع غزة الحروب البرية الإسرائيلية عدة مرات في الأعوام 2008 و2009 و2014، وفي كل مرة كان الدمار هائلاً والمعتقلون كثرا والشهداء والجرحى بالمئات. ويستخدم جيش الاحتلال عادة سياسة الأرض المحروقة في العدوان البري، وهذا يعني قصف المنطقة بكثافة نارية عالية، ومن ثم صناعة شوارع جديدة من بين الركام والدمار خشية من أن تكون المقاومة قد جهزت الشوارع الرئيسية وفخختها لملاقاة قوات الجيش.

أشرف القدرة: عدد الشهداء في الأيام الثمانية الماضية من العدوان زاد عن عددهم خلال 51 يوماً من عدوان 2014

 

وبات يسجل كل خمس دقائق سقوط شهيد، وفق إحصائية رسمية تحدث عنها المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، الطبيب أشرف القدرة. وقال القدرة لـ"العربي الجديد، إن عدد الشهداء في الأيام الثمانية الماضية من العدوان زاد عن عددهم خلال 51 يوماً من العدوان البري والبحري والجوي على القطاع في عام 2014.

وتجد طواقم الإسعاف والدفاع المدني والمنظمات الأهلية صعوبة كبيرة في إخلاء الضحايا والجرحى، نتيجة التدمير الهائل الذي لحق بالأحياء السكنية في مناطق كثيرة من قطاع غزة.

ويقول الفلسطيني ياسر العمري من بلدة بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة، لـ"العربي الجديد"، إنه يرفض وأسرته مغادرة المنطقة رغم التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة بحق المنطقة ومدينة غزة. ويشير العمري إلى أن التهديدات الإسرائيلية والقصف الليلي على المنطقة بصواريخ قوية ومدمّرة يهدف بالأساس لتهجير من تبقى من السكان، موضحاً أن أكثر من 70 في المائة من سكان المنطقة لم يخرجوا منها ولا ينوون ذلك.

تجد طواقم الإسعاف والدفاع المدني والمنظمات الأهلية صعوبة كبيرة في إخلاء الضحايا والجرحى

 

وعبثاً حاول شقيق العمري المقيم في بلجيكا إقناع عائلته بمغادرة منزلهم خشية من استهدافه، خصوصاً أن أكثر من مائة فرد من العائلة والأقارب والأصدقاء النازحين احتموا بالمنزل، لكن كل محاولاته فشلت.

قصف مركز شرطة بيت لاهيا

وعند الساعة 2.30 فجر اليوم الأحد، شنّت طائرات حربية إسرائيلية ثلاث غارات عنيفة على مركز شرطة بيت لاهيا، ما أدى لتدمير أجزاء من المركز وعيادة هالة الشوا الطبية بجواره وستة منازل. وبدت المنطقة وكأن زلزالاً قوياً ضربها، إذ تطايرت جراء قوة الغارات الثلاث النوافذ والزجاج والحجارة في الشوارع، ولم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول للمكان في حينه، بل بعد ساعات من القصف.

وقبل هذا القصف أطلقت الطائرات ومدفعية الاحتلال قنابل إنارة وغاز على المناطق القريبة من مركز شرطة بيت لاهيا، وطوال ساعات الليل لم يسكت القصف الإسرائيلي على المنطقة ولم يتوقف صوت القذائف.

ويقول السكان إن الغرض من هذا القصف في الوقت الذي كانوا يحاولون النوم فيه، هو تهجيرهم بالقوة بعد أن استمروا في البقاء في منازلهم رغم التهديد والوعيد الإسرائيلي. ومع أن الإسرائيليين دعوا السكان للإخلاء بما أسموه "المنطقة الإنسانية جنوبي قطاع غزة"، إلا أن الغارات في المناطق التي يُطلب الإخلاء إليها لا تزال مستمرة ولم تتوقف، ما يدحض الادعاءات الإسرائيلية بأنها آمنة.

لجوء واغتراب
التحديثات الحية