تواصل التوتر في الجنوب السوري، اليوم الأحد، بين قوات النظام والفاعليات المحلية الأهلية والمسلحة، على الرغم من الجهود الروسية لتهدئة الأوضاع، في وقت يتواصل فيه الرفض الشعبي للانتخابات المقررة الشهر المقبل.
وذكرت مصادر محلية في الجنوب السوري، لـ"العربي الجديد"، أن شبّاناً مسلحين من أهالي درعا البلد هاجموا، ليل أمس، حاجزاً لمجموعات اللجان التابعة للأمن العسكري في درعا المحطة، بسبب التجاوزات التي يقوم بها عناصر الحاجز بحق الأهالي.
ولفتت المصادر إياها إلى وقوع اشتباكات بين الجهتين بالأسلحة الخفيفة، وذلك قرب سوق الشهداء، قبل أن تتدخل الشرطة العسكرية الروسية وتفضّ الاشتباك الذي لم يوقع خسائر في صفوف الطرفين، وذلك بعد اتصال أجراه أعضاء مِن اللجنة المركزية الذين يمثلون درعا البلد، بالجانب الروسي.
ووفق المصادر، فإن السبب الرئيسي لمهاجمة الشبان للحاجز، إقدام عناصر الأخير على ضرب شبان من درعا البلد وإهانتهم، وذلك في إطار التجاوزات التي تقوم بها الحواجز التابعة للمقدم سامر عمران، المسؤول عن عدد مِن الحواجز التي تربط بين حيّي درعا البلد والمحطة.
ويتّهم ناشطون المقدم عمران، المسؤول عن عدد من المليشيات المحليّة في درعا، بالضلوع في عمليات اغتيال تحصل في المحافظة، فضلاً عن التجاوزات الكثيرة لحواجز المجموعات التابعة للأمن العسكري في درعا بحق أبناء البلدة، وأيضاً أصحاب المحال التجارية في المنطقة.
وتشكلت في مدينة درعا العديد من المليشيات المحلية التي تتبع لأفرع النظام السوري الأمنية، ويقودها أشخاص من محافظة درعا كمجموعات أحمد المسالمة ومصطفى المسالمة (الكسم) وشادي بجبوج (العو)، ويرتبط معظمهم بالمقدم سامر عمران الذي يعمل ضابط ارتباط بين فرع الأمن العسكري والفرقة الرابعة و"حزب الله" اللبناني.
قتلى وجريح من الأمن العسكري
إلى ذلك، قُتل الرقيب في الأمن العسكري معن نصر بركات، المنحدر من مدينة يبرود بريف دمشق، ظهر أمس السبت، جراء طلق ناري استهدف سيارة تابعة للأمن العسكري، من قبل مجهولين، عند جسر بلدة صيدا شرقي درعا.
كذلك قُتل في الهجوم ذاته الرقيب في الأمن العسكري، محمد ناصر بربر، المنحدر من منطقة السلمية بريف حماة، والمتطوع في الأمن العسكري طليع علي كمال، المنحدر من محافظة السويداء، وجرح عنصر رابع نقل إلى مشفى درعا الوطني، وفق موقع "تجمع أحرار حوران".
وذكر مراسل قناة "سما" الموالية في درعا، عبر حسابه في "فيسبوك" أن عناصر من القوى الأمنية سقطوا بين قتيل وجريح إثر استهداف سيارة عسكرية، إلا أنه لم يبين عدد القتلى.
تظاهرة في درعا
وكان حيّ درعا البلد، قد شهد مساء أمس السبت، خروج العشرات مِن أبناء الحيّ في تظاهرة أمام ساحة المسجد العمري، للتضامن مع بلدة أم باطنة في ريف محافظة القنيطرة، التي تحاصرها قوات النظام وتهدد باقتحامها.
ويأتي ذلك على الرغم من السماح لأهالي أم باطنة بالعودة إلى منازلهم بعد منحهم 12 ساعة، أمس، لمغادرة البلدة قبل اقتحامها، على خلفية هجوم قام به مسلحون ضد أحد حواجز قوات النظام في المنطقة.
وهتف المتظاهرون في ساحة المسجد العمري ضد نظام الأسد ونصرة لقرية أم باطنة.
كذلك، خرجت تظاهرة مماثلة مساء أمس في مدينة الحراك شرقي درعا، تضامناً مع أهالي بلدة أم باطنة. وكذلك في مدينة نوى بريف درعا الغربي.
في الأثناء، أفرجت قوات النظام عن النساء اللاتي احتجزتهن مع أطفالهن، في أثناء محاولتهن النزوح من بلدة أم باطنة عبر الطرق التي تتمركز فيها قوات النظام.
وكشفت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام أعطت مهلة ثلاثة أيام للبت في مصير البلدة بعد مفاوضات مع وجهائها وتدخل اللجان المركزية عن محافظة درعا، والشرطة العسكرية الروسية.
أهالي درعا: لا لانتخابات الأسد
من جهة أخرى، تتواصل في محافظة درعا تظاهرات الرفض للانتخابات الرئاسية التي يعتزم النظام إجراءها الشهر المقبل.
وفي هذا الإطار، ظهر الشيخ فيصل أبازيد، أحد أبرز وجهاء مدينة درعا، أمس، في مقطع مصور يطالب فيه الناس بعدم الاستجابة لما يدعو إليه أنصار النظام بشأن "تجديد البيعة" لنظام الأسد.
وكانت العديد من المدن والبلدات في درعا قد أصدرت الأسبوع الماضي بيانات رفض للانتخابات الرئاسية، نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر منشورات ورقية علقت على جدران البلدات، وأيضاً من خلال مقاطع مصورة.
ووصفت المنشورات الانتخابات بـ"المهزلة"، وحذرت من المشاركة في الترويج لها عبر مسيرات التأييد التي يشجع عليها الروس، وتوعدت بالرد على المتعاونين والمشاركين فيها.
وأجرى الروس، قبل عشرة أيام، لقاءات مع وجهاء المناطق في درعا، وعرضوا عليهم تحسين بعض الخدمات الأساسية، وزيادة مخصصاتها من الطحين والوقود والكهرباء، مقابل خروج مسيرة تأييد لنظام الأسد، وتشجيع الحملة الانتخابية، لكن الوجهاء رفضوا مباركة أي شكل من أشكال التأييد للنظام، وأكدوا رفضهم لمسرحية الانتخابات.