يلتقي أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم الإثنين، في البيت الأبيض الرئيس الأميركي جو بايدن، ويبحث معه العلاقات الثنائية، وملفات إقليمية ودولية عدة، على رأسها إمكانية إمداد الدوحة لأوروبا بالغاز المسال في حال غزو روسيا لأوكرانيا، وفق مسؤولين في الإدارة الأميركية.
وكان أمير قطر قد وصل أمس، إلى الولايات المتحدة الأميركية، في زيارة عمل هي الأولى له إلى واشنطن منذ تولي بايدن الرئاسة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أميركيين، أن بايدن والشيخ تميم سيبحثان اليوم الاثنين مجموعة واسعة من القضايا، من بينها أمن الطاقة إذا ما حدث غزو روسي لأوكرانيا.
وقطر هي أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم، وربما توجه بعض الإمدادات إلى أوروبا إذا عرقل الصراع في أوكرانيا إمدادات الغاز الروسية للقارة الأوروبية.
ويتضمن جدول أعمال الاجتماع الذي يعقد في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض المحادثات النووية مع إيران والعلاقات مع أفغانستان، حيث تمثل قطر الآن المصالح الأميركية.
وأوضح مسؤول أميركي أن أمير قطر سيعقد اجتماعاً منفصلاً مع وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس، وسيبحث مبيعات السلاح وقضايا عسكرية أخرى مع وزير الدفاع لويد أوستن، وفق ما نقلت "رويترز".
ملف الطاقة وإمدادات الغاز
كان البيت الأبيض قد أعلن الثلاثاء أنّ بايدن سيلتقي أمير قطر في واشنطن، في 31 يناير/ كانون الثاني. وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية، جين ساكي، إنّ اللقاء سيتطرق إلى "تأمين استقرار الإمدادات العالمية للطاقة"، في توقيت تبحث فيه الولايات المتحدة ودول أوروبية عن بدائل إذا ما انقطعت إمدادات الغاز الروسي في حال مهاجمة موسكو أوكرانيا.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قطر علي باكير، أنه "في ظل الظروف الحالية سيظل ملف الطاقة على رأس الملفات التي سيتم بحثها خلال المباحثات، خاصة في ظل التصعيد الروسي ضد أوكرانيا".
ولفت باكير في تصريحات لـ"الأناضول"، إلى أن هناك "تخوفا من قطع موسكو إمدادات الغاز عن بعض أو كل الدول الأوروبية في ظل الصراع الجاري حالياً".
الملف الأفغاني
تهدف زيارة أمير قطر في الملف الأفغاني، إلى تعزيز العلاقات مع واشنطن، التي شهدت تطوراً كبيراً منذ استضافة الدوحة محادثات أفضت إلى اتفاق 2020 لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، ولعبت دوراً محورياً في جهود الإجلاء أثناء الانسحاب الأميركي وما بعده.
وأصبحت قطر الممثل الدبلوماسي للولايات المتحدة في أفغانستان، التي تخضع الآن لحكم حركة "طالبان"، وفق اتفاقية وقعها البلدان خلال انعقاد الحوار الاستراتيجي في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وذكر المحلل السياسي باكير أنه "بخلاف العلاقات الثنائية سيكون هناك بحث للوضع الجيوسياسي والأمني في أفغانستان".
وعقدت في واشنطن في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي الدورة الرابعة من الحوار الاستراتيجي القطري- الأميركي، حيث أعادت الولايات المتحدة التأكيد على متانة العلاقة مع دولة قطر من خلال التوقيع على اتفاقيتين جديدتين تقوم الدوحة بموجبهما بدور "القوة الحامية" في أفغانستان، وتسهل سفر المواطنين الأفغان من حاملي تأشيرات الهجرة الخاصة الأميركية في إطار شراكة رسمية مع الولايات المتحدة.
المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران
أما في الملف الثالث، ملف المفاوضات النووية مع إيران، فوفق مصادر دبلوماسية أميركية، من المتوقع أن يبحث الشيخ تميم وبايدن الجهود الدولية لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران.
وزار نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الخميس، العاصمة الإيرانية طهران، حيث التقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.
ومن المنتظر أن يبحث أمير قطر خلال الزيارة "صفقة الطائرات بدون طيار" التي كانت قطر قد تقدمت لشرائها في وقت سابق، ولم يجر البت في الطلب القطري، ورجحت صحيفة "وول ستريت جورنال" في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن تكون هذه المسألة واحدة من أولويات أجندة الزيارة.
كما من المتوقع بحث الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في اليمن.