استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني. وتعتبر هذه القمة الثامنة والعشرين بين الزعيمين خلال سبعين شهراً، وهو رقم قياسي في تاريخ العلاقات بين البلدين.
واستقبلت فرقة الخيالة التابعة لحرس القصر الرئاسي أمير قطر أمام المجمع الرئاسي، ورافقته حتى بوابة البروتوكول في المجمع، حيث كان في استقباله الرئيس التركي أردوغان.
وأُقيمت مراسم استقبال رسمية في ساحة المجمع الرئاسي، حيث تم عزف النشيد الوطني لكلا البلدين. وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبًا بالضيف، واستعرض الزعيمان حرس الشرف.
والتقطت للجانبين صور قبيل توجههما لعقد اجتماع ثنائي وآخر موسع على مستوى الوفود، ثم سيشاركان في مراسم توقيع اتفاقات في مجالات مختلفة.
وظهر الخميس، وصل أمير قطر إلى العاصمة التركية أنقرة، للمشاركة في اجتماع الدورة السادسة للجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين، في ظل علاقات ثنائية استراتيجية تشهد تطوراً متنامياً وتعاوناً متواصلاً على مختلف الأصعدة.
وبحسب وكالة الأنباء القطرية (قنا)، كان في استقبال أمير قطر لدى وصوله والوفد المرافق بمطار أنقرة الدولي وزير المالية والخزانة التركي لطفي ألوان، وسفير قطر لدى تركيا سالم مبارك شافي آل شافي، والسفير التركي لدى قطر محمد مصطفى كوكصو، وأعضاء السفارة القطرية في أنقرة. وبث الديوان الأميري القطري، عبر حسابه في "إنستغرام"، لقطات لوصول أمير قطر تميم بن حمد إلى أنقرة.
وذكرت وكالة الأنباء القطرية (قنا)، أنّ اجتماعات الدورة السادسة للجنة ستبحث سبل توطيد الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.
ولفت السفير التركي في الدوحة مصطفى كوكصو، في تصريحات صحافية، أمس الأربعاء، إلى أن "هناك عدداً من الاتفاقيات الجديدة سيجري التوقيع عليها بين الجانبين القطري والتركي، تضاف إلى 52 اتفاقية وُقِّعَت سابقاً، حيث من المتوقع أن تتجاوز الاتفاقيات الموقعة بين البلدين 60 اتفاقية، تشمل مجالات عديدة ومتنوعة، منها الاقتصادية والصناعية والثقافية والشؤون الإسلامية، وكذلك التجارة الدولية والموارد المائية".
ومنذ تأسيس اللجنة الاستراتيجية العليا بين قطر وتركيا عام 2014، شهدت العلاقات الثنائية تقدماً كبيراً على جميع المستويات، خاصة الدفاعية والعسكرية.
ووقعت قطر وتركيا، في شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 2014، اتفاقية لإنشاء اللجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين، حيث عقدت اللجنة خمسة اجتماعات مناصفة بين قطر وتركيا، إذ عُقد الأول بالدوحة في 2015، والثاني في طرابزون بتركيا في 2016، والثالث في الدوحة في 2017، والرابع في إسطنبول في 2018، والخامس في الدوحة في 2019، حيث شهد الاجتماع الخامس توقيع سبع اتفاقيات في مجالات الاقتصاد، والتمدن، والتجارة، والصناعة، والتكنولوجيا، وقطاعات الصحة، والتخطيط الاستراتيجي، والتعاون العلمي والملكية الفكرية.
وسجل التبادل التجاري بين البلدين نمواً بنحو 6% عام 2019 ليصل إلى نحو 1.6 مليار دولار.
وتعد الشركات القطرية ثالث أكبر المستثمرين في مجال المقاولات بالسوق التركي.
وفي المقابل، حصلت الشركات التركية على تعاقدات بقيمة 1.2 مليار دولار عام 2019 لتنفيذ مشاريع في دولة قطر. وفي مجال السياحة، وصل عدد الزائرين من المواطنين القطريين لتركيا إلى نحو 30 ألف قطري في 2016، ثم تزايد في عام 2019 حتى وصل إلى نحو 110 آلاف مواطن قطري، بنسبة تجاوزت 450%.
ووفق إحصاءات رسمية، تعمل أكثر من 179 شركة قطرية في تركيا، حيث وصل حجم الاستثمار القطري في تركيا إلى ما يزيد على 22 مليار دولار، فيما تساهم شركات الإنشاء التركية في مشاريع البنية التحتية في قطر، التي بلغت قيمتها منذ عام 2002 أكثر من 18 مليار دولار أميركي. وتنشط في قطر ما يزيد على 500 شركة تركية، تعمل في مجالات حيوية.