أمير قطر يجري مباحثات رسمية مع أمير الكويت في الدوحة

أمير قطر يجري مباحثات رسمية مع أمير الكويت في الدوحة

20 فبراير 2024
زار أمير الكويت قبل قطر السعودية وعمان والبحرين (إكس)
+ الخط -

غادر أمير الكويت برفقة وفد رسمي مكون من 8 أفراد من الأسرة الحاكمة

تُعتبر هذه الزيارة إلى قطر هي الرابعة خارجياً لأمير الكويت

زار أمير الكويت قبل قطر السعودية وعمان والبحرين

عقد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، جلسة مباحثات رسمية بالديوان الأميري في الدوحة، اليوم الثلاثاء، مع أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الذي حلّ بقطر في زيارة هي الرابعة خارجياً له منذ أدائه اليمين الدستورية أمام البرلمان حاكماً للبلاد، في 20 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد السعودية وعمان والبحرين على التوالي.

وجرى، خلال الجلسة، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها، كما جرى تبادل وجهات النظر حول آفاق تعزيز العمل الخليجي المشترك، بما يعزز أمن المنطقة واستقرارها، والقضايا الإقليمية والدولية.

وقال أمير قطر في منشور، عبر حسابه الرسمي على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "ناقشت اليوم مع سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح أمير الكويت الشقيقة تطلعاتنا الثنائية لتعزيز علاقتنا القائمة على وشائج الأخوة والتاريخ والتقدير المتبادل"، مضيفاً: "واتفقنا على تعزيز عملنا المشترك عربياً وخليجياً، وبما يخدم مصالحنا، ويسهم في ازدهار المنطقة وشعوبها".

ناقشت اليوم مع سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح أمير الكويت الشقيقة تطلعاتنا الثنائية لتعزيز علاقتنا القائمة على وشائج الأخوة والتاريخ والتقدير المتبادل. واتفقنا على تعزيز عملنا المشترك عربيا وخليجيا، وبما يخدم مصالحنا ويسهم في ازدهار المنطقة وشعوبها. pic.twitter.com/pYwlBeQUcf

— تميم بن حمد (@TamimBinHamad) February 20, 2024

وفي ختام الزيارة، صدر بيان كويتي - قطري مشترك جاء فيه وفق ما أوردته وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن جلسة المباحثات الرسمية استعرض خلالها قائدا البلدين "العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في المجالات كافة".

وثمّن الشيخ تميم "دعم وتأييد حكومة دولة الكويت الدائم لإنجاح الأنشطة والفعاليات التي تستضيفها دولة قطر"، فيما أشاد الجانبان بنمو العلاقات التجارية والاستثمارات الثنائية بين البلدين.

تطورات الأوضاع في فلسطين

وفيما يخص الشأن الإقليمي، بحث الجانبان تطورات الأوضاع في فلسطين والأراضي العربية المحتلة، وأعربا عن بالغ قلقهما حيال الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، وما يشهده القطاع من حرب وحشية.

وشدد الجانبان على ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن بمسؤولياته لوقف العمليات العسكرية في الأراضي الفلسطينية، وحماية المدنيين وفقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وطالبا بالضغط على إسرائيل السلطة القائمة على الاحتلال لإيقاف عدوانها، ومنع محاولات فرض التهجير القسري على الفلسطينيين من قطاع غزة.

كما أكد الجانبان ضرورة تمكين المنظمات الدولية الإنسانية من القيام بمهامها بفعالية في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك منظمات الأمم المتحدة.

وأكد الجانبان ضرورة تكثيف الجهود للوصول إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، وفقاً لمبدأ حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

كما أعرب الجانبان عن ترحيبهما بقرار محكمة العدل الدولية الصادر بتاريخ 26 يناير/ كانون الثاني 2024 الخاص بمطالبة الاحتلال الإسرائيلي باتخاذ التدابير كافة التي نصت عليها اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.

كما تابع الجانبان بقلق بالغ قرار بعض الدول بشأن وقف مساعداتها إلى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إثر الاتهامات التي وجهت لأفراد من موظفي الوكالة، مؤكدين في هذا الصدد، على الدور الإنساني والحيوي المهم الذي تضطلع به الوكالة في تقديم الخدمات وتلبية احتياجات أساسية لما يقارب 5.7 ملايين لاجئ فلسطيني.

كما دعا الجانبان المجتمع الدولي إلى مواصلة دعمه ومساندته للاجئين الفلسطينيين، خاصة في ظل استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي.

إشادة بالوساطة القطرية

كما أشاد الجانب الكويتي بجهود الوساطة القطرية المبذولة في إطار حفظ السلم والأمن الدوليين، لا سيما فيما يتعلق بعملية تبادل الأسرى الفلسطينيين، وإدخال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، وبالدور الذي تقوم به الدوحة بالتنسيق مع العديد من الدول.

حرص على تعزيز التعاون الدفاعي

ونوّه الجانبان بالتعاون الوثيق بينهما في مختلف المجالات، السياسية، والعسكرية، والأمنية، والاقتصادية، والثقافية، والعلمية، والرياضية، وغيرها من مجالات التعاون المشترك.

وفي الجانب الدفاعي والأمني، أكد الجانبان حرصهما على تعزيز التعاون الدفاعي في جميع المجالات، وتطوير العلاقات والشراكات الاستراتيجية لحماية أمن واستقرار البلدين والمنطقة.

كما تداول الجانبان، وفق "كونا" مسيرة التعاون الخليجي المشترك، وما حققته من منجزات بارزة تلبية لتطلعات مواطني دول المجلس.

وناقش الجانبان مستجدات الأوضاع الإقليمية وانعكاساتها على العلاقات العربية - العربية والأمن والاستقرار الإقليمي، وشددا على أهمية احترام جمهورية العراق لسيادة دولة الكويت ووحدة أراضيها.

كما أكد الجانبان أهمية التزام العراق باتفاقية تنظيم الملاحة البحرية في خور عبد الله الموقعة بين دولة الكويت وجمهورية العراق.

كما أكد الجانبان أن حقل الدرة يقع بأكمله في المناطق البحرية لدولة الكويت، وأن ملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة الكويتية - السعودية، بما فيها حقل الدرة بكامله، هي ملكية مشتركة بين دولة الكويت والمملكة العربية السعودية فقط.

وفيما يخص اليمن، أكد الجانبان أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، بما يتوافق مع المرجعيات الثلاث، المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن، ومنها القرار 2216.

وبخصوص الملاحة في البحر الأحمر، أكد الجانبان أهمية المحافظة على أمن واستقرار منطقة البحر الأحمر، واحترام حق الملاحة البحرية فيها، وفقاً لأحكام القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982 حفاظاً على مصالح العالم أجمع.

حضر المباحثات الشيخ عبد الله بن حمد آل ثاني نائب الأمير، والشيخ جاسم بن حمد آل ثاني الممثل الشخصي للأمير، والشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، والشيخ خليفة بن حمد آل ثاني وزير الداخلية قائد قوة الأمن الداخلي (لخويا)، والشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس الديوان الأميري، وعدد من الوزراء.

وحل الشيخ مشعل الأحمد الصباح بالدوحة برفقة وفد رسمي مكوّن من 8 أفراد من أبناء الأسرة الحاكمة، أبرزهم نائب رئيس الحرس الوطني الشيخ فيصل نواف الأحمد الصباح، والشيخ طلال فهد الأحمد الصباح، إلى جانب كبار المسؤولين في الديوان الأميري.

وحول الزيارة، قال السفير الكويتي لدى قطر، خالد المطيري، في تصريح صحافي، أمس الاثنين، إنّ زيارة أمير الكويت إلى الدوحة "تجسّد عمق العلاقات الأخوية المتأصلة والراسخة عبر الزمن"، مُضيفاً أن "المحطات التاريخية التي مرت بها العلاقات زادت من أواصر المحبة بين البلدين والشعبين، وأعطت دفعة إلى السير على الطريق ذاته في كل المحافل الدولية، وعلى جميع الأصعدة الهادفة إلى دعم السلم والاستقرار في المنطقة والعالم".

وأكد أنه "بموازاة التوافق وتطابق الرؤى السياسية تجاه مختلف القضايا والتطورات، هناك حرص من قيادتي البلدين على الدفع بمسار التعاون الاقتصادي والاستثماري إلى آفاق أوسع، نطراً إلى ما يتمتع به البلدان من إمكانيات وقدرات اقتصادية".

من جهته، قال السفير القطري في الكويت، علي آل محمود، إن "العلاقة مع دولة الكويت تتصدر سلّم أولوياتنا واهتماماتنا، بتوجيهات من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني".

وفي غياب أمير الكويت عن البلاد، يتولّى رئيس مجلس الوزراء، الشيخ محمد صباح السالم، مهامه بالإنابة عنه، وذلك طوال فترة غياب الأمير عن البلاد، وفق أمر أميري صادر في 24 يناير/ كانون الثاني الماضي، في ظل عدم تعيين وليّ عهد جديد في الكويت.