"والاه": واشنطن أبلغت إسرائيل بأن التطبيع مع السعودية يتطلب "تنازلات كبيرة" للفلسطينيين
أفاد موقع "والاه" الإسرائيلي، مساء الجمعة، نقلاً عن أربعة مسؤولين أميركيين لم يسمهم، بأن الإدارة الأميركية أكدت للحكومة الإسرائيلية الأسبوع الماضي أنه سيتوجب عليها تقديم "تنازلات كبيرة" للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، كجزء من أي اتفاقية تطبيع مستقبلية مع المملكة العربية السعودية، يتم توقيعها برعاية أميركية.
وأضاف الموقع أن إبرام اتفاق تطبيع مع السعودية سيشكّل "إنجازاً تاريخياً" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلا أنه متردد في تقديم تنازلات جديّة للفلسطينيين في الضفة الغربية على المستويين الجوهري والسياسي.
وبحسب الموقع، فإن وزراء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، بمن في ذلك عدد من وزراء حزب الليكود، يعارضون تقديم تنازلات للفلسطينيين، مشيرًا إلى أن اتخاذ مثل هذه الخطوة يمكن أن يؤدي إلى حل الحكومة، وقد تجبر نتنياهو على محاولة تشكيل ائتلاف بديل مع أحزاب المعارضة.
وتندرج اتفاقية التطبيع مع المملكة العربية السعودية، بحسب الموقع الإسرائيلي، في إطار صفقة شاملة تضمن أيضًا اتفاقية دفاع بين واشنطن والرياض، واتفاقًا بشأن برنامج نووي مدني على الأراضي السعودية.
كما تُعتبر الاتفاقية المبادرة الرئيسية للرئيس جو بايدن في مجال السياسة الخارجية، وهو ما جعل البيت الأبيض يهتم بإحراز تقدم فيها حتى مارس/ آذار المقبل، قبل أن تسيطر الانتخابات الرئاسية على أجندة بايدن بالكامل.
وزار وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون درامار واشنطن الأسبوع الماضي، والتقى بعدد من كبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية لإجراء محادثات بشأن الصفقة الشاملة مع السعودية.
وقال مسؤولون كبار في إدارة بايدن ومسؤول أميركي سابق إن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن أثارا مع درامار ضرورة قيام الحكومة الإسرائيلية بتقديم تنازلات للفلسطينيين كجزء من أي صفقة مستقبلية مع السعودية.
وأوضح بلينكن لدرامار أن الحكومة الإسرائيلية "تخطئ في قراءة الوضع" إذا اعتقدت أنها لن تكون ملزمة باتخاذ خطوات مهمة تجاه الفلسطينيين كجزء من اتفاق التطبيع مع السعودية، بحسب اثنين من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية، تحدثا لموقع "والاه".
أهمية تقديم "التنازلات" للسعودية وواشنطن
وقال بلينكن لدرامار، بحسب ما نقله الموقع عن المسؤولين، إنه "على الرغم من أن القضية الفلسطينية ليست أولوية قصوى بالنسبة للمملكة العربية السعودية، إلا أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يجب أن يأخذ في عين الاعتبار الرأي العام في المملكة، وكذلك الرأي العام في العالم العربي والإسلامي، وأن يظهر أنه حصل على مقابل كبير من إسرائيل للفلسطينيين ضمن اتفاق التطبيع".
وبحسب مصادر الموقع، قال سوليفان لدرامار إن "الرئيس بايدن يريد الحصول على دعم واسع داخل الحزب الديمقراطي وبين أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين وأعضاء مجلس النواب لأي صفقة شاملة مع السعودية.. العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين الذين سيتعيّن عليهم التصويت على أجزاء من الصفقة الشاملة مع السعودية لديهم مواقف تحمل انتقادات شديدة لولي العهد السعودي أو لرئيس وزراء إسرائيل، أو تجاه كليهما، مما سيجعل مثل هذا التصويت صعبًا جداً".
وأشار المصدر إلى أن "سوليفان أكد لدرامار أن الخطوات المهمة التي تتخذها إسرائيل تجاه الفلسطينيين ستكون ضرورية لإقناع أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين بدعم الصفقة السعودية".
وبحسب مسؤولين أميركيين كبيرين ومصدر مطّلع، تحدثوا للموقع، فإن "درامار لم يبدِ انفتاحاً على اتخاذ خطوات إسرائيلية مهمة تجاه الفلسطينيين في سياق التطبيع مع السعودية".
وذكر المصدر المطلع على التفاصيل أن درامار أبلغ سوليفان أن "التنازل الإسرائيلي سيكون بمثابة استعداد لقبول برنامج نووي مدني في المملكة العربية السعودية". كما ذكر الموقع نقلاً عن مصادر أميركية قولها إن هناك احتمالاً كبيراً بأن يُدعى نتنياهو للقاء بايدن في الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر/ أيلول المقبل.