أمهات معتقلين سياسيين لدى أجهزة الأمن الفلسطينية يضربن عن الطعام

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
30 اغسطس 2022
45
+ الخط -

نفذت أمهات لمعتقلين سياسيين فلسطينيين لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، إضرابًا عن الطعام لمدة يوم واحد استكمالًا لإضراب مفتوح عن الطعام بدأته مُكرّم قرط والدة المعتقل أحمد هريش منذ 15 يومًا، وثروة محمد والدة المعتقلين جهاد وسعد وهدان منذ 7 أيام، فيما شرعت نداء رحيب، شقيقة المعتقل منذر رحيب، بإضراب مفتوح منذ صباح اليوم.

وتجمّعت أمهات المعتقلين، قبل ظهر اليوم الثلاثاء، في مقر الصليب الأحمر في مدينة البيرة الملاصقة لرام الله وسط الضفة الغربية، حيث شاركن في الوقفة الإسنادية للأسرى في سجون الاحتلال، قبل أن ينظمن اعتصامهن الخاص بعد انتهاء فعاليات مساندة الأسرى.

وقالت ثروة محمد، والدة المعتقلين في سجن أريحا جهاد وسعد وهدان، لـ"العربي الجديد"، إن أمهات الأسرى قررن الإضراب من أجل الضغط للإفراج عن أبنائهن، والاطمئنان عليهم.

وأضافت محمد: "إلى الآن لم نطمئن عليهما، وهما ممنوعان من زيارة المحامي، وإن اتصلا بنا هاتفيًّا لا تتجاوز المكالمة دقائق، لا يتحدثان فيها أكثر من كلمات الاطمئنان العادية، ونحن لجأنا للإضراب حتى تصبح هناك ضغوط لإخراج أبنائنا المظلومين في سجون الفلسطينيين، رغم أنهم فلسطينيون".

وأكدت محمد عدم توجيه لوائح اتهام حتى اللحظة ضد نجليها، مطالبة بمعرفة التهم التي توجه إليهما، فيما أشارت إلى أن اعتقال ابنها جهاد في 9 يونيو/ حزيران الماضي، كان بطريقة الخطف حسب وصفها، حيث اعتقل من داخل ورشة كان يعمل بها في بيرزيت شمال رام الله، فيما اعتقل ابنها سعد في 13 يونيو/ حزيران.

بدورها، أكدت مُكرّم قرط، والدة المعتقل أحمد هريش، لـ"العربي الجديد"، أنها كانت أعلنت إضرابها قبل أسبوعين تقريبًا؛ نصرة للأسرى في سجون الاحتلال والمعتقلين السياسيين في سجن أريحا؛ ابنها أحمد والمجموعة المعتقلة معه، وكانت قرط قد نقلت للمشفى قبل أربعة أيام لتدهور وضعها الصحي، بسبب استمرارها في الإضراب.

وأرسلت هريش رسالة تضامن مع الأسير في سجون الاحتلال خليل عواودة المضرب عن الطعام منذ ستة أشهر ضد الاعتقال الإداري، معتبرة أنها تشعر أن ابنها موجود في سجن أريحا الفلسطيني تحت الحكم الإداري نفسه بشكل تعسفي، بسبب عدم وجود قضية ضده ولا محاكمة، وعدم معرفة المدة التي سيقضيها في السجن.

وتساءلت قرط "كيف سننصر أبناءنا في سجون الاحتلال، وأولادنا في مسلخ أريحا، معتقلون عند أبناء ديننا ووطننا؟".

وكان هريش قد اعتقل بتاريخ 6 يونيو/ حزيران الماضي، وأفادت عائلته بتعرضه للتعذيب في الأيام العشرين الأولى، واحتجازه معظم مدة اعتقاله في زنزانة انفرادية، فيما رزق بمولوده البكر كرم في 16 أغسطس/ آب الجاري، وكانت عائلته قد طالبت الأجهزة الأمنية بالسماح له بحضور لحظة ولادة ابنه دون استجابة.

وعبرت الناشطة الفلسطينية حنان البرغوثي، شقيقة عميد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال نائل البرغوثي، في حديثها مع "العربي الجديد"، عن مساندتها لأمهات المعتقلين السياسيين، حيث وقفت معهن في باحة الصليب الأحمر.

وقالت البرغوثي: "إن الأسرى في سجون الاحتلال قرروا بعد عناء شديد خوض الإضراب، وهم بحاجة لمساندة شعبية ورسمية، لكنها في المقابل أكدت وجوب مساندة المعتقلين السياسيين كذلك، ومعظمهم أسرى محررون خاضوا عدة إضرابات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة أن ذلك مؤلم، ويعطي الاحتلال الذريعة لقمع الأسرى في سجونه".

وكان المتحدث الرسمي باسم المؤسسة الأمنية الفلسطينية المفوض السياسي العام طلال دويكات، قد نفى، في بيان صحافي أصدره في 23 أغسطس/آب الجاري، وجود اعتقالات سياسية أو ملاحقة لأحد إلا في إطار معالجة قضايا الخروج عن القانون والنظام وحفاظًا على السلم الأهلي، جاء ذلك في رد له على بيان مشترك لحركتي حماس والجهاد الإسلامي يستنكر الاعتقالات السياسية.

فيما ردت مجموعة "محامون من أجل العدالة" على بيان دويكات بإعلانها توثيق 117 حالة اعتقال سياسي لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي تتبع السلطة الفلسطينية منذ بداية شهر يونيو / حزيران الماضي، بينهم 6 معتقلين في سجن أريحا، إلى جانب اعتقالات على ذمة المحافظين دون عرض على المحاكمة.

ذات صلة

الصورة
دخان ودمار في تل الهوى في مدينة غزة جراء العدوان الإسرائيلي، 10 يوليو 2024 (الأناضول)

سياسة

تراجعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقتي الصناعة والجامعات، غربي مدينة غزة، اليوم الجمعة، بعد خمسة أيام من عمليتها العسكرية المكثفة في المنطقة.
الصورة
الحصص المائية للفلسطينيين منتهكة منذ النكبة (دافيد سيلفرمان/ Getty)

مجتمع

في موازاة الحرب الإسرائيلية على غزّة يفرض الاحتلال عقوبات جماعية على الضفة الغربية تشمل تقليص كميات المياه للمدن والبلدات والقرى الفلسطينية.
الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.