من جديد يعود ملف أمن محافظة كركوك شمالي العراق إلى الواجهة، بعد سلسلة من الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت ضواحي المدينة المتنازع على إدارتها بين بغداد وأربيل، ما تسبب بارتباك أمني، وسط مخاوف من تأثير ذلك على مجريات الانتخابات البرلمانية المقررة في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
ويعد الملف الأمني لمحافظة كركوك من أعقد الملفات في البلاد، ويدار من قبل القوات العراقية و"الحشد الشعبي".
وارتفعت حصيلة الهجوم الذي تعرضت له قوة من الشرطة الاتحادية في بلدة الرشاد بكركوك، ليل أمس لسبت، إلى 12 قتيلاً و3 جرحى، وفقاً لمصدر أمني.
وأكد المصدر لـ"العربي الجديد"، أن "القيادات الأمنية في المحافظة ستعقد اليوم اجتماعاً مهماً لبحث الملف الأمني"، معتبراً أن "التنظيم يسعى لإرباك الأمن من خلال هجمات متسارعة ينفذها بشكل خاطف".
وأكد أن "التنظيم عمد في الأيام الأخيرة إلى استهداف الأطراف والقرى النائية، كون القوات الأمنية الموجودة فيها قليلة"، مشيراً إلى أن "تعزيزات أمنية ستصل إلى المحافظة في وقت لاحق من اليوم، وستتم إعادة الانتشار وتنظيمه بحسب المعطيات الأمنية".
ويحذر سياسيون في المحافظة، من عودة نشاط التنظيم مجدداً، وقال رئيس الجبهة التركمانية، النائب أرشد الصالحي، إن "تزايد الهجمات الإرهابية في مناطق جنوب كركوك مؤشر خطير يدل على عودة نشاط خلايا الإرهاب".
ودعا في بيان إلى "مراجعة الخطط الأمنية والاستخبارية الموضوعة، وأخذ الحيطة والحذر والانتباه من بقايا تنظيم داعش الإرهابي، وتكثيف الفعاليات الأمنية لملاحقة الإرهاب".
النائب عن القوى الكردية في كركوك، جمال شكور، ربط بين التراجع الأمني في المحافظة وملف الانتخابات، مؤكداً أن الملف الأمني يدار سياسياً.
وقال شكور، لـ"العربي الجديد"، "هناك تراجع في أمن المحافظة بسبب وضع الانتخابات والمشاكل بين الكتل، وأن تنظيم داعش ما زال موجوداً في المحافظة التي لم يتم تمشيط مناطقها بصورة جيدة"، مؤكداً "نحتاج إلى جهد استخباري ويجب أن يكون هناك تعاون في إدارة الملف بين البشمركة والأجهزة الأمنية الأخرى".
وشدد على ضرورة "إبعاد ملف أمن كركوك عن الأجندات السياسية وعن تأثير الخلافات بين القوى السياسية"، مشيراً إلى "وجود جهات سياسية تسعى لتحقيق مكاسب انتخابية من تراجع أمن المحافظة بدعم من قبل قوى إقليمية، الأمر الذي يستدعي إجراءات أمنية عاجلة لمنع انعكاس تراجع الأمن على الانتخابات".
وتسجل محافظة كركوك، أعمال عنف يومية من هجمات وقتل وتفجير وغيرها، تصاعدت أخيراً بشكل لافت، بينما تسعى القوات الأمنية إلى وضع خطط تستطيع من خلالها ضبط الملف.