صوت البرلمان الألماني "البوندستاغ"، اليوم الخميس، على اقتراح تسليم الأسلحة الثقيلة لأوكرانيا، بأغلبية بلغت 586 نائبا مقابل رفض 100 نائب وامتناع 7 آخرين عن التصويت.
وقدم الاقتراح "الاتحاد المسيحي الديمقراطي" المعارض، وأحزاب "إشارات المرور" المشاركة في الائتلاف الحاكم، وينص على الإسراع بتسليم المعدات اللازمة لأوكرانيا، وتسليمها أنظمة معقدة ودبابات "غيبارد" وغيرها، عدا عن "التبادل الدائري" للأسلحة مع طرف ثالث.
إلى ذلك، وافق البرلمان على دعم التدريب لأنظمة الأسلحة (المقرر تسليمها) في ألمانيا أو على أراضي دول حلف "الناتو"، إضافة إلى دعم جميع الخطوات التي اتُّخذت حتى الآن بما خص دعم أوكرانيا، بما في ذلك العقوبات ضد روسيا، والمساعدة في التحقيقات في جرائم الحرب.
ودافعت زعيمة "كتلة الخضر" في "البوندستاغ" بريتا هاسلمان، خلال الجلسة، عن عمليات تسليم الأسلحة المخطط لها، مشددة على أن الحرب تدمر النظام الأوروبي وتهاجم قيم الحرية وتقرير المصير، مؤكدة حق أوكرانيا في الدفاع عن نفسها وفقًا لميثاق الأمم المتحدة، إلا أنها أشارت إلى ضرورة "ألا تكون ألمانيا طرفًا في الحرب لكن من دون ترك أوكرانيا بلا حماية ضد المعتدي".
من جهته، رحب فريدريك ميرز، زعيم "المسيحي الديمقراطي" المعارض، بالتوافق حول دعم أوكرانيا مع توجيهه بعض الانتقادات للمستشار أولاف شولتز، الذي كان يعتبر أن تسليم الأسلحة قد يؤدي إلى نشوب حرب عالمية ثالثة. وقال "من الآن وصاعدًا، يمكن للحكومة الفيدرالية الاعتماد على التصويت الواسع في (البوندستاغ) لتزويد أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاجها ".
في المقابل، قال زعيم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي تينو شروبالا إن تسليم المزيد من الأسلحة لأوكرانيا التي تتعرض للهجوم الروسي قد يدفع ألمانيا للحرب. وأضاف "الاقتراح المشترك بين أحزاب الائتلاف الحاكم وأكبر حزب في المعارضة من شأنه أن يطيل أمد الحرب، ويمكن أن يجعلنا طرفا في حرب نووية، وأنه من مصلحة ألمانيا أن تحافظ على علاقات جيدة مع كلا البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية في المستقبل".
وبخصوص الدعم الذي تعتزم برلين تقديمه لكييف، ذكرت صحيفة تاغس شبيغل، اليوم الخميس، أن شركة الأسلحة كراوس مافاي فيغمان لا تزال لديها العشرات من دبابات "غيبارد"، مؤكدة أن الشركة قد تلقت الضوء الأخضر من الحكومة لبيعها، وأن هناك حديثاً عن تدريب مزمع للقوات المسلحة الأوكرانية على الدبابات في ألمانيا.
أما في ما يخص عمليات تبادل الأسلحة مع دول أخرى، فستعمد سلوفينيا لتسليم دبابات من طراز "تي 72" سوفييتية الصنع لأوكرانيا مقابل حصولها على مركبة القتال "ماردير"، وأخرى من نوع "فوكس" المدرعة بعجلات. كذلك، وُضعت قائمة بالمعدات العسكرية سريعة التسليم من الصناعات الألمانية، ومن بينها قاذفات القنابل التي يبلغ مداها 6 كيلومترات.
علاوة على ذلك، سيصار إلى دراسة الطلب الذي تقدمت به شركة راينميتال، ومقرها دوسلدورف، للحكومة الفيدرالية للموافقة على تسليم 88 دبابة قتالية من نوع "ليوبارد"، عدا عن دراسة طلب بتسليم 100 دبابة "ماردير"، وطلب من شركة كراوس مافاي فيغمان لإذن بتسليم 100 من مدرعات بانزرهاوبيتزن.
وكانت ألمانيا، وحتى يوم 21 إبريل/ نيسان الحالي، قد سلمت أوكرانيا 2500 صاروخ مضاد للطائرات و900 قاذفة صواريخ مضادة للدبابات مع 3000 طلقة ذخيرة و100 رشاش و15 قاذفة تحصينات و50 صاروخا، إضافة إلى 100 ألف قنبلة يدوية و2000 لغم أرضي وحوالي 5300 عبوة ناسفة وأكثر من 16 مليون طلقة ذخيرة للمسدسات والبنادق الهجومية والرشاشات الثقيلة.