دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، اليوم الأحد، في حديث مع صحيفة بيلد الواسعة الانتشار، لاعتماد خطة من ثلاثة مراحل لتهدئة الوضع المتأزم بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتقضي المرحلة الأولى حسب ماس، بوقف الهجمات الصاروخية، يليها إنهاء العنف، أما المرحلة الثالثة فتكون بامتثال الأطراف مجدداً للمحادثات لتبيان الخطوات الملموسة لخلق الثقة بين طرفي الصراع، والتي يجب أن ينصب مضمونها حول حل الدولتين. ولم يغفل الوزير الألماني في حديثه التبرير لقوات الاحتلال حقها بالدفاع عن نفسها وحماية شعبها من "إرهاب حماس الصاروخي ".
أما مرشحة حزب الخضر انالينا باربوك الأوفر حظاً لمنصب مستشار، وفق استطلاعات الرأي الحالية، بعد الانتخابات البرلمانية العامة المقررة الخريف المقبل، فطالبت الحكومة الألمانية بالتزام أكبر وتفعيل دور الوساطة، مشيرة إلى أن "هناك حاجة لتزخيم المساعي الدبلوماسية".
وذكرت باربوك في تصريحات لـ"بيلد"، أن الأمر يتطلب إرسال مبعوثين رفيعي المستوى من قبل برلين إلى المنطقة والعمل على الإنهاء الفوري للعنف بالتنسيق مع الحلفاء، مؤكدة أن أمن اسرائيل جزء من المصلحة الألمانية.
وعلى الرغم من إعلان المتحدث باسم الحكومة شتيفان زايبرت، أن ألمانيا تدعم إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد ما تتعرض له من هجمات صاروخية من "حماس"، برزت تعليقات تفيد بأن ألمانيا تحاول اعتماد موقف متوازن، بعد أن كانت نددت بما حصل مع انطلاق أعمال العنف في القدس وحي الشيخ الجراح، مؤكدة وقتها أن التعرض للمدنيين الفلسطينيين مدان بشدة، إلى جانب مطالبتها بوقف الاستيطان.
كما برزت تحليلات بأن ألمانيا لن تقدم على دور وساطة مباشر إنما عبر الحلفاء في الغرب أو الدول العربية من أجل وقف العمليات العسكرية وتجنب المزيد من التدهور.
برزت تحليلات بأن ألمانيا لن تقدم على دور وساطة مباشر إنما عبر الحلفاء في الغرب أو الدول العربية
التصريحات المؤيدة لخفض مستوى التوتر والخوف من الجنوح نحو حرب شاملة، تأتي على وقع الوقفات الاحتجاجية التي تنظم من قبل أبناء الجالية الفلسطينية وغيرها من الأتراك والعرب من المقيمين في العديد من المدن الألمانية نصرة للفلسطينيين، مع الدعوات لوقف أعمال العنف وإراقة الدماء وقتل الأطفال وإدانة الأعمال العسكرية الإسرائيلية.
ولم تخل احتجاجات الأمس في العاصمة برلين من مواجهات مع الشرطة التي عمدت إلى فض التظاهرة في حي نيوكولن البرليني، بعد أن عمد المتظاهرون والذين قدر عددهم بحوالي 3500 شخص، لخرق قواعد التباعد الاجتماعي المفروضة بسبب وباء كورونا، وألقى بعضهم الزجاجات الفارغة والحجارة والألعاب النارية على القوى الأمنية، لترد عليهم بالرذاذ المسيل للدموع. أما في مدينة هانوفر فتجمع حوالي 800 شخص دعما لفلسطين.
في المقابل، نظمت وقفة أخرى قرب محطة القطارات الرئيسية حملت شعار: "ضد كل مظاهر معاداة السامية وتضامنا مع اسرائيل". وهو ما شهدته أيضا مدينة لايبزيغ شرق البلاد، إنما مع بعض التوتر بين التجمعين من الجانبين مع توجيه إهانات متبادلة، بحسب شرطة المدينة، قبل أن تسيطر الأخيرة على الوضع.
وبعد أن شهدت الوقفات ضد إسرائيل إطلاق شعارات كراهية معادية للسامية وبعض أعمال شغب في الشوارع والتعرض لعدد من معابد لليهود في بعض المدن، قال وزير الداخلية هورست زيهوفر لبيلد، إنه لن يكون هناك تسامح بهذا الخصوص، وهناك إجراءات صارمة لجميع أشكال معاداة السامية.