الائتلاف الحاكم في ألمانيا يتفق مع المعارضة على مقترح برلماني لمكافحة معاداة السامية

02 نوفمبر 2024
متظاهرون في برلين رافضون لحرب الإبادة الإسرائيلية، 20 أكتوبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توصل الائتلاف الحاكم في ألمانيا والمعارضة إلى اتفاق حول مقترح برلماني لمكافحة معاداة السامية، رغم أنه غير ملزم قانونياً، إلا أنه يُتوقع أن يكون له تأثير سياسي كبير.
- المقترح يسلط الضوء على انتشار معاداة السامية والعداء لإسرائيل، خاصة من المهاجرين من شمال أفريقيا والشرق الأوسط، ويطالب الحكومة الألمانية بتطبيق تعريف معاداة السامية وفق "وثيقة التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست".
- ألمانيا تدعم إسرائيل بشكل كبير، حيث تعد ثاني أكبر مصدر للأسلحة لها بعد الولايات المتحدة، وتواصل دعمها السياسي والعسكري رغم الانتقادات الدولية.

عقب مفاوضات طويلة ومثيرة للجدل، اتفق الائتلاف الحاكم في ألمانيا مع المعارضة، ممثلة في التحالف المسيحي المحافظ، على نص مقترح برلماني لنبذ معاداة السامية ومكافحتها. وشدد بيان مشترك أخيراً من الكتل البرلمانية الممثلة للائتلاف الحاكم والمعارضة، على ضرورة تقديم المقترح ومناقشته والتصويت عليه في البرلمان الاتحادي (البوندستاغ) الأسبوع المقبل.

وعلى الرغم من أن المقترح ليس ملزماً قانونياً، من المتوقع أن يكون له تأثير سياسي. تجدر الإشارة إلى أن الائتلاف الحاكم في ألمانيا يضم "الحزب الاشتراكي الديمقراطي"، المنتمي إليه المستشار أولاف شولتز، وحزب "الخضر" و"الحزب الديمقراطي الحر". ويضم التحالف المسيحي المعارض "الحزب المسيحي الديمقراطي" و"الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري".

وجاء في نص المقترح: "خلال الأشهر الأخيرة، أصبح واضحاً المدى المخيف لمعاداة السامية، التي تنبثق عن الهجرة من دول شمال أفريقيا والشرق الأدنى والأوسط، حيث تنتشر على نطاق واسع معاداة السامية والعداء لإسرائيل، وبسبب التلقين الإسلاموي وعقيدة الدولة المناهضة لإسرائيل أيضاً". وزعم المقترح في الوقت نفسه إلى تزايد نظريات المؤامرة المعادية للسامية والتفكير الشعبوي.

كما انتقدت الكتل البرلمانية أحزاب الائتلاف الحاكم والتحالف المسيحي "للتهاون في التعامل مع ذلك وزيادة معاداة السامية المرتبطة بإسرائيل وذات الصبغة اليسارية المناهضة للإمبريالية". وجاء في المقترح أنه يتعين على الحكومة الألمانية أن تستمر في "العمل بفعالية لصالح وجود دولة إسرائيل ومصالحها الأمنية المشروعة". وطالب الحكومة الألمانية أيضاً بالتأكد من أن الولايات والبلديات تُطبق ما يسمى بتعريف معاداة السامية المنصوص عليه في "وثيقة التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست" عاملاً حاسماً عند اتخاذ القرارات، مثل تمويل مشاريع معينة.

تجدر الإشارة إلى أن استخدام تعريف "التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست" لمعاداة السامية في النصوص الملزمة قانوناً أمر مثير للجدل بين خبراء القانون. ويتمسك "التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست" - من بين أمور أخرى - في هذا التعريف بأن مظاهر معاداة السامية "يمكن أيضاً أن تكون موجهة ضد دولة إسرائيل، التي تُفهم على أنها جماعة يهودية"، إلا أنه أشار إلى أن الانتقادات الموجهة لإسرائيل، والتي تشبه الانتقادات الموجهة لدول أخرى، لا تعتبر معادية للسامية.

وحذرت مجموعة من المحامين في رسالة إلى أعضاء البرلمان الألماني العام الماضي من أن استخدام هذا التعريف في اقتراح برلماني من شأنه أن يؤدي إلى "منطقة إشكالية للغاية بموجب الدستور الألماني والقانون الدولي"، موضحين أنه لم يكن القصد من التعريف أن يكون له أثر ملزم قانوناً.

وتنافس ألمانيا الولايات المتحدة في الدفاع عن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تحت شعار "حق إسرائيل في الدفاع عن النفس"، ونفي ارتكاب الاحتلال إبادة جماعية في القطاع الذي تجاوز عدد الشهداء فيه الـ43 ألفاً، إضافة إلى التدخل في الدعوى التي كانت مرفوعة ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية للدفاع عنها بحجة استغلال سياسي للقضية.

ولا يتوقف دعم إسرائيل على المواقف، فألمانيا تعد ثاني مصدّر للأسلحة لإسرائيل بعد الولايات المتحدة، وهي زادت مبيعاتها من الأسلحة والمعدات العسكرية لإسرائيل في الآونة الأخيرة، بعدما نفت مراراً تعليق تراخيص أي صادرات أسلحة جديدة إليها.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون