نواب ديمقراطيون طالبوا بربط دعم إسرائيل بمساعدات غزة
شبح غزو رفح أثار جدلاً متجدداً بين الديمقراطيين
البيت الأبيض نفى وضع "خطوط حمراء" لإسرائيل
طالب نواب في الحزب الديمقراطي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بربط الدعم العسكري لإسرائيل، بتسهيل الأخيرة وصول المساعدات إلى قطاع غزة، وذلك على وقع جدل كبير بشأن التهديد الإسرائيلي بشن عملية في رفح.
لكن مثل هذه الدعوة تواجه معارضة شديدة من قبل أعضاء آخرين من نفس الحزب الحاكم، أبدوا رفضهم المس بالدعم العسكري المقدم للاحتلال الإسرائيلي، والذي ساهم بشكل حاسم في حرب الإبادة التي قتل وجرحت أكثر من 110 آلاف فلسطيني في غزة، 70% منهم نساء وأطفال.
وقال موقع "أكسيوس" الأميركي إن شبح الغزو الإسرائيلي لرفح أثار جدلاً متجدداً بين الديمقراطيين في واشنطن حول ما إذا كان ينبغي ربط الدعم المقدم لإسرائيل بأوضاع حقوق الإنسان.
وذكر الموقع أن مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ بقيادة السيناتور بيرني ساندرز وجهوا رسالة إلى بايدن تطالبه بربط المساعدات بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وجاء في الرسالة "نحثكم على أن توضحوا... أن الفشل في توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية على الفور وبشكل كبير إلى جميع أنحاء غزة سيؤدي إلى عواقب وخيمة".
وتأتي الرسالة بعد دعوة من مجموعة من الديمقراطيين في مجلس النواب الأسبوع الماضي لبايدن للنظر في تعليق المساعدات إذا شنت حكومة الاحتلال عملية في رفح.
وتركز الرسالتان، وفقاً للموقع، على مذكرة الأمن القومي التي وقعها بايدن الشهر الماضي والتي تطالب إسرائيل بالالتزام بالقانون الدولي في استخدامها للأسلحة الأميركية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ديمقراطيون يعارضون فرض شروط على إسرائيل
لكن رغم الرسالة التي وجهت لإدارة بايدن، إلا أن نواباً ديمقراطيين أبدوا معارضة شديدة لفكرة وضع شروط على الدعم المقدم للاحتلال الإسرائيلي.
وقالت النائبة ديبي واسرمان شولتز (ديمقراطية من فلوريدا) لموقع "أكسيوس": "أنا لا أؤيد تقييد المساعدات. لا ينبغي لنا أن نفرض شروطاً على المساعدات".
وقالت النائبة كاثي مانينغ (ديمقراطية عن ولاية نورث كارولاينا) إنه "من المهم للغاية بالنسبة لإسرائيل التأكد من عدم قدرة حماس على العودة"، وأنه يجب على الولايات المتحدة "مواصلة الوقوف جنباً إلى جنب مع حليفنا الديمقراطي".
وبالمثل، قال النائبان توم سوزي (ديمقراطي من نيويورك) وستيني هوير (ديمقراطي من ماريلاند) إنهما لا يؤيدان فرض شروط على الدعم المقدم للاحتلال.
وقال الموقع إنه "حتى مجرد فكرة الشروط الضيقة، مثل النص على عدم جواز استخدام الأسلحة الأميركية في رفح، قوبلت بمقاومة قوية".
وقال النائب موسكوفيتش (ديمقراطي من فلوريدا) إنه من "الخطير حقاً" فرض شروط على المساعدات، مضيفاً أن بايدن "كان واضحاً بشأن ذلك" ولا ينبغي له أن "يغير موقفه".
من جانب آخر، قال نواب ديمقراطيون إن بعض الشروط ستكون ضرورية بالنسبة لهم لتقديم الدعم لحزمة الدعم العسكري لإسرائيل.
وقال النائب مارك بوكان (ديمقراطي من ولاية ويسكونسن): "مشاهدة الدمار... إنها فوضى رهيبة. أعتقد أن إدراك ذلك، على مستوى البيت الأبيض، سيكون أمراً مهماً وهو ما يبحث عنه الناس".
واقترحت النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز (ديمقراطية من ولاية نيويورك) أن الشروط الضيقة لن ترضي البعض في اليسار، مشيرة إلى القلق من أن "هناك الكثير من السطحية عندما يتعلق الأمر بالسياسة الأميركية" بشأن غزة.
البيت الأبيض ينفي وضع "خطوط حمراء" لإسرائيل
ونفى البيت الأبيض أمس الثلاثاء أن يكون الرئيس بايدن قد وضع أي "خطوط حمراء" لإسرائيل في حربها على غزة، لكنه حذر مرة أخرى من أن إسرائيل لا ينبغي أن تهاجم مدينة رفح دون حماية لأكثر من مليون ونصف شخص هجروا إليها.
ووفقا لصحيفة "نيويروك تايمز"، قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس، في إشارة إلى مقابلة أجراها بايدن خلال عطلة نهاية الأسبوع سُئل فيها عما إذا كان لديه "خط أحمر" مع إسرائيل: "لم يصدر الرئيس أي تصريحات أو إعلانات".
وقال سوليفان الذي التقى يوم الثلاثاء بالسفير الإسرائيلي مايكل هرتسوغ: "لن ننخرط في افتراضات حول ما سيأتي، والتقارير التي تزعم أنها تصف تفكير الرئيس هي تكهنات غير مدروسة". لكنه كرر وجهة نظر بايدن بأن إسرائيل لا ينبغي أن تهاجم رفح دون أن توضح كيف ستحمي المدنيين الذين لجأوا إليها.