ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي، الأربعاء، أن البيت الأبيض ووزارة الخارجية حثا إسرائيل، يوم الأحد، على المساعدة في الضغط على الجنرالات المتحاربين للموافقة على وقف إطلاق النار.
ونقل عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن إسرائيل تستخدم علاقاتها لحث الطرفين على إنهاء القتال الذي خلّف أكثر من 270 قتيلاً.
وأشار الموقع إلى أن عملية التطبيع الإسرائيلية مع السودان، في السنوات الثلاث الماضية، والعلاقات التي أقامتها مع كل من قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، وقائد "قوات الدعم السريع" اللواء محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي"، تمنح دولة الاحتلال القدرة على التأثير على الجنرالين المتحاربين.
وأضاف الموقع نفسه أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تملك الحوافز للتدخل في السودان. ونقل "أكسيوس" عن المسؤولين الإسرائيليين سالفي الذكر أنهم "قلقون للغاية من أن القتال الحالي سيدمر البلاد، ويمنع تشكيل حكومة مدنية، وينهي أي احتمالات لاتفاق سلام بين إسرائيل والسودان".
وكان السودان جزءاً من "اتفاقات أبراهام" التي توسط فيها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بين إسرائيل والعديد من الدول العربية في عام 2020، لكن استيلاء الجيش على السودان بعد عام أدى إلى تعليق المساعدات الأميركية، وتجميد عملية التطبيع بين إسرائيل والسودان.
وبحسب المسؤولين الإسرائيليين، انخرطت وزارة الخارجية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة مع البرهان في عملية التطبيع، وإن وكالة استخبارات الموساد تتواصل مع حميدتي بشأن قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب.
وبحسب الموقع نفسه، فقد قال مسؤولون إسرائيليون، قبل بدء القتال، إنهم كانوا يتابعون عن كثب المحادثات في السودان بشأن الاتفاق الإطاري الذي كان من المفترض أن يؤدي إلى تأسيس حكومة بقيادة مدنية.
وعندما زار وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الخرطوم، في فبراير/شباط الماضي، حث البرهان على المضي قدماً في إعادة السلطة إلى حكومة مدنية، وأوضح أنه سيكون من الصعب التوصل إلى معاهدة سلام بدونها.
وذكر الموقع أن مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً قال إن الحكومة الإسرائيلية كانت متأكدة الأسبوع الماضي من أن الاتفاق على تعيين حكومة مدنية سيأتي في غضون أيام، إن لم تكن ساعات، وشعر بالإحباط عندما انهار الاتفاق وبدأ القتال في نهاية الأسبوع.
ونقل عن مسؤولين إسرائيليين أن البيت الأبيض ووزارة الخارجية حثا إسرائيل، يوم الأحد، على المساعدة في الضغط على الجنرالات المتحاربين للموافقة على وقف إطلاق النار. تحدث مسؤولو وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى البرهان، بينما تحدث مسؤولون من الموساد إلى حميدتي، وحثوا الطرفين على وقف التصعيد.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2021، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد قد طلبت تدخل إسرائيل في الأزمة السودانية لإنهاء الانقلاب.
في حينه، رأت هيئة البث الإسرائيلية "كان" أن الولايات المتحدة ترى في إسرائيل دولة ذات تأثير على ما يحدث في السودان، لا سيما وأن مسؤولين رفيعي المستوى في "الموساد" الإسرائيلي زاروا السودان قبيل تنفيذ الانقلاب العسكري.
وفقاً لتقرير "أكسيوس"، ترى الولايات المتحدة أن إسرائيل تملك القدرة على التأثير على السياسة الداخلية في السودان، ومن هنا تأتي مطالبتها بالتدخل لإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الانقلاب.
وذهب الموقع إلى أن دولة الاحتلال هي واحدة من عدة دول لها مصالح في السودان، و"كان لها دور في الوضع السياسي الداخلي في هذا البلد، بما في ذلك الأزمة الحالية".
وبحسب التقرير، فإن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، منخرطة بعمق في السودان. واتهم حميدتي مصر بالتواطؤ مع البرهان وإرسال مقاتلات وجنود لمساعدة الجيش السوداني. لكن مصر نفت ذلك، مؤكدة أن قواتها موجودة في السودان للمشاركة في مناورة عسكرية مشتركة.
كما كانت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وجهة للعديد من القادة السياسيين السودانيين في السنوات الأخيرة. وكلا البلدين جزء من مجموعة "رباعية من أجل السودان"، تضم إلى جانبهما الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. كما تلعب دول ومنظمات دولية أخرى، بما في ذلك النرويج والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، دوراً في الشأن السياسي في السودان.
أما عن الدور الروسي، فمجموعة فاغنر، بحسب الموقع، متورطة في استخراج الذهب في البلاد، وقد زار حميدتي موسكو، قبل يوم واحد من الغزو الروسي لأوكرانيا، والتقى بالمسؤولين الروس.
وكانت مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة قد نفت، الأربعاء، تورطها في ما يجري في السودان، وقالت إن لا علاقة لها بالمعارك التي تدور في الدولة الأفريقية.
وكتبت المجموعة على "تليغرام": "نظرا لورود عدد كبير من الاستفسارات من مختلف وسائل الإعلام الأجنبية حول السودان، معظمها استفزازي، نرى من الضروري إبلاغ الجميع أن أفراد فاغنر ليس لهم وجود في السودان منذ أكثر من عامين".
ولفت المسؤولون الإسرائيليون الثلاثة، كما يختم تقرير "أكسيوس"، إلى أن القرار الرسمي الإسرائيلي كان عدم الانحياز إلى جانب طرف في الأزمة وعدم التورط في أي جهود وساطة بخلاف الحث على وقف إطلاق النار.
وأضاف المسؤولون أنهم يعتقدون أن أفضل طريقة لوقف القتال هي أن يرسل الاتحاد الأفريقي، والعديد من الدول المجاورة للسودان وفداً عاجلا إلى الخرطوم، وبدء محادثات دبلوماسية، وإعطاء ضمانات للجانبين تقنعهما بوقف القتال.