كشف موقع "أكسيوس" الإخباري، اليوم الجمعة، أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن بدأ يشعر بالإحباط من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بعد رفض الأخير معظم طلبات الإدارة الأميركية بشأن الحرب على غزة.
وفي حديثه مع الموقع، أكد السيناتور الأميركي كريس فان هولين، وهو ديمقراطي من ولاية ماريلاند، وكان على اتصال وثيق بالمسؤولين الأميركيين بشأن الحرب، أن "نتنياهو وجه أصابع الاتهام نحو بايدن في كل لحظة حرجة"، مضيفاً أن الإدارة الأميركية "تتوسل المسؤلين في ائتلاف نتنياهو، لكنها تتعرض للصفعات مراراً وتكراراً".
ونقل الموقع الأميركي عن مسؤولين في إدارة بايدن قولهم إنّ "صبر الرئيس بدأ ينفد (...) الوضع سيئ ونحن عالقون".
وكشف الموقع أن بايدن لم يتحدث مع نتنياهو منذ 20 يوماً، بعد مكالمة أخيرة كانت متوترة بينهما، إذ أنهى الرئيس الأميركي المكالمة حينها بطريقة فجة، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد رفض في ذات المكالمة طلب بايدن أن تفرج إسرائيل عن عائدات الضرائب الفلسطينية التي تحتجزها.
وعلى الرغم من محاولة البيت الأبيض التقليل من حجم هذه التوترات بين الزعيمين، إلا أن مسؤول أميركي أكد أن "هنالك إحباطاً هائلاً عند إدارة بايدن".
وبحسب الموقع، فإن بايدن ومستشاريه يشعرون بأن إسرائيل لا تفعل ما يكفي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، كما أنهم يشعرون بالإحباط بسبب عدم رغبة نتنياهو مناقشة خطط "اليوم التالي" من الحرب بجدية، ورفضه الخطة الأميركية الخاصة بإصلاح السلطة الفلسطينية ليكون لها دور في قطاع غزة.
ويشعر المسؤولون الأميركيون بقلق متزايد من أن إسرائيل لن تفي بجدولها الزمني للانتقال إلى عمليات منخفضة الكثافة في غزة بحلول نهاية يناير/ كانون الثاني.
وبحسب مسؤولين أميركيين تحدثوا إلى الموقع، فإن زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، الأسبوع الماضي، أدت إلى تفاقم الإحباط داخل البيت الأبيض ووزارة الخارجية من نتنياهو.
وكان بلينكن، الذي زار عدة دول عربية قبل أن يتوجه إلى إسرائيل، قد قال للمسؤولين الإسرائيليين إنّ "الدول العربية لن تقوم بإنقاذهم" في إعادة بناء غزة وإدارتها، في حال لم تسمح إسرائيل للسلطة الفلسطينية بإدارة القطاع.
وكشفت مصادر مطلعة على محادثات وزير الخارجية الأميركي مع إسرائيل أنه "بات واضحاً لبلينكن أن رفض نتنياهو الإفراج عن عائدات الضرائب الفلسطينية يعيق الجهود الأميركية للدفع من أجل الإصلاحات في السلطة الفلسطينية".
وقالت المصادر إنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبلغ بلينكن أنه مستعد لتشكيل حكومة جديدة، لكنه أكد أنها لن تكون قادرة على العمل من دون أموال، وأن عائدات الضرائب تشكل جزءاً كبيراً من الميزانية.
وتحاول إدارة بايدن تغيير حسابات نتنياهو من خلال إحياء جهود التوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية.
وبحسب المصادر ذاتها، فقد أخبر بلينكن نتنياهو أن المملكة العربية السعودية لا تزال تريد التطبيع بعد انتهاء الحرب، لكن الرياض أكدت أن ذلك لن يحصل إلا إذا التزمت إسرائيل بمبدأ حل الدولتين.