وطغى الوجه الإسرائيلي على "إيلاف"، أمس الثلاثاء، إذ نشرت مقالة مشتركة للكاتب الكردي العراقي، مهدي مجيد عبدالله، والمتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، عنوانها "حماس... ثلاثون عاماً"، في ذكرى تأسيس "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس).
وزعم عبدالله وأدرعي في مقالتهما المشتركة أن "حماس لم تعبّر عن مطالب الفلسطينيين" و"تشكّل خطراً على الفلسطينيين ودولة إسرائيل"، ووصفاها بـ"الإرهابية"، كما ركزا على علاقة الحركة بإيران، وطالباها بـ"التوقف عن الارتماء في حضن إيران والدول والجماعات الداعمة للإرهاب"، في تماهٍ تام مع الخطاب السياسي الحالي للمملكة العربية السعودية والاحتلال الإسرائيلي، على حدّ سواء.
واليوم، نشرت "إيلاف" مقابلة أجراها مراسلها في القدس المحتلة، مجدي الحلبي، مع وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، هدد خلالها بـ"إعادة لبنان إلى العصر الحجري"، مستذكراً قول وزير سعودي إنه "سيعيد حزب الله إلى الكهوف في الجنوب"، ووصف المملكة العربية السعودية بـ"قائدة العالم العربي".
كما تحدث كاتس عن "سلام اقتصادي" عبر "المشروع الإقليمي لربط الخليج العربي بالسكك الحديدية مع الأردن ومعنا إلى ميناء حيفا"، و"حجم التبادل مع السعودية المقدّر بـ250 مليار دولار أميركي سنوياً"، و"ارتياح الشعب الإسرائيلي من التطورات الحاصلة في السعودية".
هذا الغزل بين مسؤولين إسرائيليين والمملكة، عبر "إيلاف"، ليس مستجداً، لكنه بات أكثر وقاحة ووضوحاً في الفترة الأخيرة. في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أجرت الصحيفة نفسها عبر المراسل مجيد الحلبي مقابلة مع رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال غادي إيزنكوت، وتباهت الصحيفة الإلكترونية السعودية بمقابلتها، مروّجة إياها باعتبارها "الأولى من نوعها لصحيفة عربية"، كما لم تتوان عن نقل أقوال الجنرال الإسرائيلي إنه "يتابع ما تنشره (إيلاف)"، وتطرقت إلى "سرور" إيزنكوت بإجراء هذه المقابلة في مقر هيئة الأركان الإسرائيلية، في تل أبيب.
ومنحت إيزنكوت منبراً عبّر من خلاله عن قدرات دولة الاحتلال العسكرية والاستخباراتية. وصرّح أن "للسعودية وإسرائيل مصالح مشتركة ضد التعامل مع إيران. ونوّه إلى "تقاطع المصالح بالكامل بين إسرائيل والدول العربية، وضرورة إقامة تحالف في المنطقة لمواجهة المد الإيراني، ومحاولات إيران التموضع في سورية والعراق ولبنان والبحرين واليمن".
وأكد إيزنكوت أن "هناك توافقاً تاماً بيننا وبين المملكة العربية السعودية التي لم تكن يوماً من الأيام عدوة أو قاتلتنا أو قاتلناها". وحول ما إذا كانت السعودية والرياض قد تشاركتا بمعلومات أخيراً، أجاب إيزنكوت: "نحن مستعدون للمشاركة في المعلومات إذا اقتضى الأمر. هناك الكثير من المصالح المشتركة بيننا وبينهم".
في يوليو/تموز الماضي، أجرت الصحيفة حواراً مع وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، موشيه بوغي يعالون، في تل أبيب. ولم يكتف المراسل بالتطرق معه إلى مواضيع أبرزها "حزب الله" وإيران، بل بادر إلى سؤاله عن كيفية قضائه أوقاته حينها. تصريحات يعالون لم تختلف عن إيزنكوت، إذ تطرّق إلى العلاقات مع المملكة العربية السعودية، وضرورة التعاون بين الاثنين في مواجهة الخطر الإيراني.
وأجرت "إيلاف" أيضاً مقابلة مع مدير وزارة الخارجية الإسرائيلية، دوري غولد، مع تمجيد الأخير باعتباره المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وأنه من يدير الوزارة نيابة عن الأخير، عام 2015.
هذه المقابلات كلها تأتي في وقت تكثر فيه تسريبات صحافية حول تقارب بين المملكة العربية السعودية والاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعد تأكيد مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى لوكالة "فرانس برس" أن الأمير السعودي الذي زار تل أبيب قبل شهور عدة، هو ولي العهد، محمد بن سلمان، في ظل الخطوات الأخيرة المتسارعة لمحور الرياض - أبوظبي نحو التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
(العربي الجديد)