بعد ليلة ساخنة عاشتها العاصمة الأفغانية كابول تحت سيطرة حركة "طالبان"، يسود، صباح اليوم الاثنين، الهدوء الحذر، وسط دعوة الحركة أهالي كابول إلى مزاولة العمل بشكل طبيعي، في وقت يوصي أهالي كابول بعضهم بعضاً بعدم الخروج من المنازل، إذ لا تزال عصابات مجهولة تقوم بأعمال سرقة ونهب وقتل في مختلف أطراف المدينة.
في السياق، أكد قيادي في "طالبان"، لـ"العربي الجديد"، أن القوات الخاصة التابعة للحركة دخلت إلى كابول وتمركزت في جميع نواحي العاصمة لحفظ الأمن.
وعن الواقع على الأرض، يقول سميع الله، أحد سكان منطقة خير خانه، لـ"العربي الجديد"، إن المحال التجارية والأسواق جميعها مغلقة، باستثناء بعض المحال التي تقع وسط كثافة سكانية.
ويوضح: "الوضع حتى الساعة غير معروف، ومسلحو طالبان لم ينتشروا حتى الآن في جميع مناطق العاصمة، بالتالي، هناك فراغ أمني، ما يجعل المواطن يأخذ الحيطة والحذر".
ويضيف أن "مجموعة مسلحة حاولت بالقرب من منزله اختطاف رجل، وعندما قاوم قامت بقتله وهربت".
وفي السياق، أعلنت حركة "طالبان" اعتقال خلية كانت تجول على المستشفيات وتسلب الأموال من الأطباء والمرضى.
كما أعلن أمن "طالبان" في العاصمة كابول عن أرقام الهواتف كي يتواصل من خلالها المواطنون في حال واجهوا أي مشكلة أمنية.
إلى ذلك، دعا المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد، في تسجيل صوتي أرسله إلى وسائل الإعلام، جميع سكان كابول إلى مزاولة العمل بشكل طبيعي، كما طلب من وسائل الإعلام أن تخرج إلى الشارع وتغطي ما يحصل هناك بشكل حيادي وموضوعي.
Mutaqqi sahib taza bayan https://t.co/V5u4dUOdyJ
— Bilal Karimi(بلال کریمي) (@BilalKarimi21) August 16, 2021
كذلك، طلبت حركة "طالبان" من جميع المرافق والمستشفيات والمراكز الصحية مزاولة العمل بشكل طبيعي، وحضور الكادر الطبي بشكل منتظم، نساء ورجالا، دون أي توقف.
وقالت اللجنة الصحية في الحركة، في بيان، إن أعضاء ومسؤولين في اللجنة التقوا، اليوم، بوزير الصحة في حكومة الرئيس أشرف غني، وحيد مجروح، وطلبوا منه الاستمرار في العمل، وأن يحث جميع المراكز الطبية على "مزاولة العمل بشكل طبيعي، مع حضور جميع الطاقم النسائي دون توقف".
وكانت لافتةً، ليل أمس، أصوات الطائرات التي كانت تغطي سماء كابول، ويبدو أنها تعود للقوات الأميركية التي هي بصدد إجلاء مواطنيها عن العاصمة الأفغانية. ولم تعرف من أين تأتي تلك الطائرات وإلى أين تذهب، لكنها كانت تستخدم القنابل الدخانية في الهواء.
وتمركزت القوات الأميركية وطاقم سفارتها في مطار كابول بعدما تعطلت جميع الرحلات التجارية.
ويقول مصدر في المطار، لـ"العربي الجديد"، إن القوات الأميركية أبلغت "طالبان" أن المطار سيكون تحت سيطرتها حتى الأربعاء المقبل، ما يعني أن الرحلات المدنية والتجارية متوقفة إلى ذلك الحين.
كما توجه آلاف المواطنين الأفغان صوب المطار الليل الفائت، وقاموا بكسر الأبواب ودخلوا إلى مدرج المطار رغم وجود القوات الأميركية، وسط أنباء عن إطلاق تلك القوات النار على المواطنين هناك وسقوط عدد من القتلى والجرحى.
سياسياً، تستمر الجهود بواسطة الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي ورئيس المجلس الأعلى الوطني عبد الله عبد الله وزعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار، من أجل انتقال السلطة.
ويدير رئيس اللجنة العسكرية في "طالبان" الملا عبد القيوم ذاكر، حتى الساعة، شؤون كابول من القصر الرئاسي الأفغاني.