أصيب ستة من عناصر الجيش الباكستاني في هجومين مختلفين في مقاطعة شمال وزيرستان القبلية المحاذية للحدود الأفغانية، اليوم الأربعاء، في وقت أعلن الجيش الباكستاني في منطقة القبائل تخصيص مكافأة مالية لكلّ من يقدم معلومات عن بعض القادة الميدانيين من حركة "طالبان" الباكستانية.
وأوضح مصدر قبلي لـ"العربي الجديد"، أن لغماً أرضياً استهدف دورية لقوات الجيش في منطقة شوال بمقاطعة شمال وزيرستان، وشنّت قوات الجيش على إثره عملية تعقّب في المنطقة، لتتعرض بعدها لهجوم ثانٍ. وأضاف المصدر أن الهجومين أديا إلى إصابة ستة من عناصر الجيش، حسب الأنباء الأولية، وقد نُقلوا إلى المستشفى العسكري في منطقة بانو.
في غضون ذلك، نشر الجيش الباكستاني في مقاطعتي شمال وجنوب وزيرستان، منشورات فيها صور للعديد من القادة الميدانيين في حركة "طالبان".
وخصّص الجيش مكافأة مالية لكلّ من يدلي بمعلومات عن هؤلاء القادة الذين يبلغ عددهم تسعة، وقسّمهم إلى قسمين: الأول يضمّ حميد الله، وسيد أنار، وشفير الله، وعرض خمسة ملايين روبية باكستانية مقابل معلومات عنهم. والثاني يضمّ ستة، هم حسن كل، ومير حاتم، ورحمان الله، وأفتاب الله، ومحمد، وطارق، وعرض ثلاثة ملايين روبية باكستانية مقابل معلومات عنهم.
وتشهد الساحة الباكستانية هذه الأيام أشرس موجة من أعمال العنف التي تطاول رجال الجيش والأمن، كان أكبرها الهجوم على قاعدتي بنجكور ونوشكي في إقليم بلوشستان الأسبوع الماضي، الذي استمرّ عدة أيام، وأدى إلى مقتل تسعة من عناصر الجيش، بينهم ضابطان، فضلاً عن مقتل 20 مهاجماً من جيش تحرير بلوشستان، الذي تبنى مسؤولية الهجوم.
وفشلت المفاوضات بين الحكومة الباكستانية و"طالبان" التي جرت بواسطة حركة "طالبان" في أفغانستان، لتخرج الحركة الباكستانية على إثرها من وقف إطلاق النار مع الحكومة الباكستانية في آخر شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، ومنذ ذلك الحين تشهد الساحة الباكستانية أشد أنواع العنف.
في غضون ذلك، قال نائب الناطق باسم حكومة "طالبان"، وهو عضو اللجنة الثقافية إنعام الله سمنغاني، في تصريح صحافي، رداً على ادعاء باكستان أن المسلحين يستخدمون الأراضي الأفغانية في هجماتهم على باكستان، إن ملف الأمن الباكستاني ملف داخلي، من هنا يجب على إسلام آباد حلّ قضاياها مع حركة "طالبان" الباكستانية داخلياً، مؤكداً أن حكومة "طالبان" لن تتدخل في القضية.
وأكد سمنغاني أن حكومة "طالبان" لن تسمح لأي جهة بأن تستخدم الأراضي الأفغانية ضد أي دولة مجاورة، مشيراً إلى أنْ لا دليل على ما ادعته إسلام آباد عن أن مسلحي "طالبان" الباكستانية يستخدمون الأراضي الأفغانية.