استمع إلى الملخص
- **أبرز المترشحين وتنوع خلفياتهم**: تشمل قائمة المترشحين البارزين عبد اللطيف المكي، الصافي سعيد، كمال العكروت، هشام المدب، مراد المسعودي، ذاكر لهيذب، ألفة الحامدي، وناجي جلول، مما يعكس تنوع الخلفيات المهنية والسياسية.
- **التحديات والظروف الاستثنائية للانتخابات**: تأتي الانتخابات في ظرف استثنائي، مع مرشحين ملاحقين قضائياً وآخرين في السجون، وسط مناخ غير طبيعي وخطابات تتهم المرشحين بالخيانة والشعبوية.
بدأت في تونس مرحلة تقديم مطالب الترشّح للانتخابات الرئاسية وجمع التزكيات، ومن المقرّر أن تنتظم الانتخابات في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، والمتوقع أن تشهد مفاجآت من حيث الأسماء المعلنة، أو التي ستدخل السباق لاحقاً. وأفادت هيئة الانتخابات بأن عدد المترشحين تجاوز الخمسين لغاية أمس الأحد، وينتظر أن يشهد ارتفاعاً واضحاً في الأيام المقبلة. وتضم قائمة المترشحين أطباء وعسكريين وأسماء مجهولة، بالإضافة إلى من كُشف عنهم من بين رؤساء الأحزاب ومعارضي الرئيس قيس سعيّد. وفي ما يلي أبرز المترشّحين.
عبد اللطيف المكي.. ممنوع من الظهور الإعلامي
رئيس حزب العمل والإنجاز ووزير الصحة الأسبق عبد اللطيف المكي، من مواليد 1962 من القصور بمحافظة الكاف، طبيب وسياسي تونسي وقيادي سابق في حركة النهضة. شغل منصب وزير الصحة بين 2011 و2014 في حكومتي حمادي الجبالي وعلي العريض. من مؤسسي الاتحاد العام التونسي للطلبة وأمينه العام بين 1989 و1990، ورغم القرارات القضائية الصادرة ضده والقاضية بمنعه من السفر والظهور الإعلامي وتقييد سفره والخروج من منطقته (في الوردية بتونس العاصمة) إلا أنه مصرّ على مواصلة المسار، معتبراً أن المعركة لا تخلو من صعوبات.
الصافي سعيد.. كاتب يتعهد ببناء الديمقراطية
شغل الكاتب والناشط السياسي الصافي سعيد خطة نائب في البرلمان المنحل (2019).
أعلن خلال ترشّحه للانتخابات الرئاسية في مؤتمر صحافي، في 17 إبريل/نيسان الفائت، أنه، في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية، سينفذ جملة من النقاط الواردة في برنامجه الانتخابي في الأشهر الستة الأولى من عهدته، وفي مقدمتها تشكيل المحكمة الدستورية ورفع الإجراءات الاستثنائية وإنهاء مرحلة الطوارئ المتواصلة منذ أكثر من عشر سنوات، وإعادة بناء الديمقراطية، وسن التشريعات اللازمة لتنظيم حياة الناس.
سجناء ضمن المترشّحين
أعلن إلياس الشواشي، نجل الناشط السياسي المعتقل والأمين العام السابق للتيار الديمقراطي والوزير الأسبق غازي الشواشي، في فيديو عبر صفحته في موقع فيسبوك، أن والده قرّر الترشّح للانتخابات الرئاسية التونسية. وقد اعلن، وهو المودع السجن منذ 25 فبراير/ شباط 2023، وهو محل تتبع في القضية المعروفة بقضية "التآمر على أمن الدولة"، خوض السباق الرئاسي. ولا يزال موقف الأمين العام المعتقل للحزب الجمهوري عصام الشابي في انتظار الحسم، وهو ما سيقرّره المكتب السياسي للحزب قريباً.
وترشح الأمين العام لحزب الاتحاد الشعبي الجمهوري لطفي المرايحي للانتخابات الرئاسية التونسية المقبلة. والمرايحي طبيب مختصّ في اﻷمراض الصدرية والحساسية للحساب الخاص، وهو مؤسس لحزب اﻹتحاد الشعبي الجمهوري سنة 2011 وكاتب عام سابق لجمعية أطباء القطاع الخاص. وقد ألقت الشرطة التونسية، في 4 يوليو/ تموز الحالي، القبض على المرايحي، الذي يعتبر أحد أبرز منتقدي الرئيس قيس سعيّد، بشبهة غسيل أموال وفتح حسابات بنكية في الخارج من دون ترخيص من البنك المركزي.
وترشّحت رئيسة الحزب الدستوري الحر الديمقراطي المعتقلة، عبير موسي، للانتخابات الرئاسية، وهي من أبرز المعارضين في تونس، وقد جرى اعتقالها بعد إيقافها أمام القصر الرئاسي في أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
المنذر الزنايدي.. وزير بن علي
أعلن المنذر الزنايدي (74 عاما)، أحد أهم وزراء نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، ترشّحه للانتخابات الرئاسية التونسية. وكان قد تولى مناصب وزارية من دون انقطاع بين 1994 و2011. وزارات النقل والسياحة والتجارة والصحة، وكان منتسباً لحزب التجمّع الدستوري الديمقراطي حينها. وقال الزنايدي، في بيان على صفحته في "فيسبوك"، إنه قرّر الترشّح بعد إعلان موعد الاستحقاق الانتخابي الرئاسي، داعياً جميع التونسيين إلى المشاركة بكثافة في هذه الانتخابات لتقرير مصيرهم وتحقيق التغيير، متعهداً ببرامج ومشاريع واعدة.
عسكريون وأمنيون في السباق
أكّد الأميرال المتقاعد كمال العكروت، تقديم ترشّحه للانتخابات الرئاسية. وهو قائد سابق للقوات البحرية ومستشار الأمن القومي، وكان قد تقلد مهام مستشار أول للأمن القومي زمن الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي في 5 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، قبل أن يغادر المنصب عند وصول رئيس الجمهورية الحالي قيس سعيّد الى قصر قرطاج.
وأعلن العميد السابق والناطق الرسمي السابق باسم وزارة الداخلية هشام المدب الترشّح للانتخابات الرئاسية، وكان قد تولى من 2 يوليو/ تموز 2011 إلى 23 فبراير/ شباط 2012، منصب رئيس لإدارة العلاقات مع المواطن. وقال في تصريح إعلامي أن لديه معرفة وخبرة واسعة بالشأن الإداري والأمني، ما من شأنه أن يساعده كثيراً في إدارة دواليب الدولة، مؤكداً أنه "رجل وطن وليس رجل سياسة".
قاضٍ يدخل المنافسات
وأعلن رئيس جمعية القضاة الشبان والقاضي المعفى مراد المسعودي عن اعتزامه تقديم ترشحه للانتخابات الرئاسية. وقال في تصريح إعلامي إن الرهان هو وجود سلطة الانقلاب من عدمه وعلى الشعب أن يعطي رأيه، والسكوت عن ذلك والانسحاب هما الخيانة العظمى، "لأننا اليوم في سرداب مظلم وفي حفرة يتعين علينا استغلال الانتخابات للخروج منها جميعاً، فقرار مقاطعة الانتخابات خاطئ".
لهيذب.. طبيب جراح
وقدم الأخصائي في أمراض القلب والشرايين والأستاذ السابق بكلية الطب في تونس، ذاكر لهيذب، ترشّحه، معلناً أن نسق جمع التزكيات يسير بنسق جيد بل فاجأه، ما يعبر عن ثقة التونسيين بشخصه، وعُرف لهيذب بإجراء عمليات قسطرة قلبية استكشافية وعلاجية وزرع الدعامات والصمامات من دون جراحة. عمل في المستشفى العسكري في العاصمة ثم انتقل إلى أحد المصحات الخاصة، وهو ناشط على شبكات التواصل الاجتماعي.
ألفة الحامدي.. ناشطة في وسائل التواصل
تعتبر ألفة الحامدي البالغة 32 عاماً من أكثر الشخصيات الناشطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التونسية. تقلدت منصب مديرة عامة للخطوط الجوية التونسية في 2021. وتنحدر في الأصل من مدينة قفصة، جنوب غرب البلاد.
مرشّحون آخرون
وزير التربية الأسبق والسياسي والجامعي ناجي جلول عُيّن وزيراً للتربية في حكومة الحبيب الصيد وحكومة يوسف الشاهد من فبراير/ شباط 2015 إلى إبريل/ نيسان 2017، ثم عيّن في سبتمبر/ أيلول 2017 مديراً عاماً للمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية.
وأعلن الإعلامي الشاب نزار الشعري عن ترشّحه للانتخابات الرئاسية، وقال في تصريح إعلامي إنه سيعمل على إلغاء المرسوم 54، بالإضافة إلى إقامة المحكمة الدستورية وتعديل الدستور بما يضمن التوازن والرقابة بين السلطات. وأشار الشعري في بيان توضيحي إلى أن المرسوم 54 لسنة 2022 يتعارض مع حقوق وحريات عديدة، وهو ما يستدعي إلغاءه وإنهاء ملاحقة كل من يمارس حرية كفلتها قوانين البلاد.
وأعلن المترشح وأمين عام حزب حركة الشباب الوطني التونسي مالك السايحي (41 سنة) عن ترشّحه. وقد عرف بنشاطه في المجتمع المدني، وبمساندته مسار 25 يوليو وقيس سعيّد . وترشّح للرئاسية مؤسس حزب حركة صف الدفاع عن تونس محمد العادل الدّو، ويرى أنه لا بد من إنقاذ تونس وتحريرها مما هي عليه، وهو واجب وطني شرعي على كل التونسيين.
المرشّحون بين الجدية والشعبوية
وقال المحلل السياسي الأمين البوعزيزي لـ"العربي الجديد"، أن الانتخابات تأتي في ظرف استثنائي، فتونس تمر ولأول مرة بظرف مماثل حيث نجد مرشحين ملاحقين، وآخرين في السجون، في ظل خطابات كالمؤامرة واحتكار الوطنية وانتشار الشعبوية"، مبيناً أن الجديد هذه المرة أن "لدينا مرشحين من الجيش والداخلية، وهي مؤسسات حاملة للسلاح". وأضاف إن "أبرز ملاحظة أن عدداً مهماً من المترشحين للانتخابات الرئاسية التونسية من الشعبويين، فعبير موسي خصم مهم وطريقة إيقافها خطأ، ولكن خطابها شعبوي، وناجي جلول ولطفي المرايحي، وهناك أيضا مرشّحون مسجونون ومقصون بطريقة أو بأخرى من السباق، وهؤلاء ضد الشعبوية ويطالبون بالعودة إلى الديمقراطية، كعصام الشابي وغازي الشواشي. وهناك من هم ملاحقون في عدة قضايا، كرئيس حزب العمل والإنجاز عبد اللطيف المكي.
ولفت إلى أن "أغلب الظواهر الشعبوية طليقة وتمارس دورها بأريحية في حين أن المناضلين الحقيقيين تجرى ملاحقتهم"، مؤكداً أن "هناك أسماء جديدة برزت في السباق الرئاسي وبعضها ظهر خلال العشرية الأخيرة للثورة وقد عرفت بانحيازها للديمقراطية، وهو ما جعلها تبني سمعة جيدة ويجعل من ترشحها ترشحاً جدياً، كالدكتور ذاكر لهيذب، أي الشخصية العابرة للاصطفاف".
وبين البوعزيزي أن "جل المترشّحين للانتخابات الرئاسية التونسية ترشّحوا وكأن الوضع طبيعي، وأن هناك شروطاً للحياد والتنافس. وللأسف، لا الوضع طبيعي ولا الشروط متوفرة، وهو ما يطرح عدة تساؤلات هل أن المناخ فعلا انتخابي؟"، مضيفا أن خطاب السلطة الذي يصف المرشحين والمعارضين بالخونة لا يمكن أن يكون شفافاً، فكيف ينافس هؤلاء في الانتخابات". وقال البوعزيزي إنه "يتوقع أن يرتفع عدد المرشّحين وأن تكون هناك أسماء وازنة ربما تظهر في السباق قريباً وتطل برأسها، وربما أيضاً نرى مترشّحين من الصف الديمقراطي".