أسرى الاحتلال لدى "حماس".. تحدٍ لسياسة نتنياهو وعدوانه على غزة

11 أكتوبر 2023
الأسرى ورقة مهمة في يد "حماس" (أليكسي جي. روزنفيلد/ Getty)
+ الخط -

تشير كل المؤشرات إلى أن عائلات جنود الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه الذين أسرتهم "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، في عملية "طوفان الأقصى" سيمثلون تحديا كبيرا لحكومة بنيامين نتنياهو وقدرتها على إدارة المواجهة مع المقاومة في قطاع غزة.

وهددت عائلات أسرى الاحتلال لدى "حماس" أمس بـ"زلزلة" إسرائيل في حال لم تعمل الحكومة "أقصى ما تستطيع" لضمان إعادتهم.

وفي لقاء جمعهم بالرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتسوغ، اشتكى ممثلو عائلات الأسرى من أن أحدا من ممثلي الحكومة لم يتحدث إليهم.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن أحد ممثلي عوائل الأسرى قوله لهيرتسوغ: "لن نقبل أن يبقى أبناؤنا في غزة تسع سنوات"، في إشارة إلى جنود ومستوطني الاحتلال الذين أسرتهم "حماس" خلال حرب 2014 وفي أعقابها وما زالوا في الأسر.

ومما فاقم إحباط عائلات الأسرى أن جيش الاحتلال لمّح إلى أنه لن يربط بين غاراته في عمق غزة ووجود الأسرى الإسرائيليين فيها، ما يعني أنه يطبق عمليا إجراء "هانيبال" العسكري الذي يرمي إلى تفضيل مقتل الجنود الذين يقعون في الأسر.

وقد دافع مسؤولون إسرائيليون بشكل غير مباشر عن استخدام إجراء "هنيبال" ضد الأسرى. فقد قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش خلال جلسة الحكومة: "علينا ضرب حماس بقسوة وعدم مراعاة وجود الأسرى بشكل جدي"، في حين قال ممثل إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد أردان لشبكة "سي أن أن": "القلق على الأسرى لن يحول دون توجهنا لعمل كل شيء من أجل ضمان مستقبل إسرائيل".

ويمثل إنذار ممثلي عائلات الأسرى لحكومة نتنياهو مؤشرا بأنها ستشرع في تحركات جماهيرية ضد الحكومة والجيش للمطالبة بإعادة الجنود والمستوطنين الأسرى بأسرع وقت.

ففي مقابلة مع قناة "12" هاجمت والدة أحد الجنود الأسرى نتنياهو وحملته المسؤولية عن الفشل الذي قاد إلى أسر الجنود والمستوطنين، قائلة إن عليه إعادتهم "فورا".

ومما يفاقم مستوى التحدي أمام حكومة نتنياهو أن عدد الأسرى كبير جدا نسبيا، ما يعني أن أي تحركات احتجاجية لذويهم ستكون ذات صدى جماهري كبير بشكل لا يمكن مقارنته بحركات الاحتجاج التي تفجرت في أعقاب عمليات أسر سابقة، مثل أسر الجندي جلعاد شليت والجنود والمستوطنين الذين أسروا خلال حرب 2014 وفي أعقابها.

في الوقت ذاته، فإنه نظرا لأن الكثيرين في إسرائيل يحملون حكومة نتنياهو والجيش المسؤولية عن نجاح "حماس" في تنفيذ عملية "طوفان الأقصى" وضمن ذلك أسر المستوطنين والجنود، فإن هذا الواقع سيحرج الحكومة ويقلص هامش المناورة أمامها.

إلى جانب ذلك لا يمكن تجاهل حقيقة أن عملية "طوفان الأقصى" جاءت في أوج حالة الاستقطاب الداخلي والتصدع المجتمعي الذي تعاني منه إسرائيل في أعقاب طرح الحكومة خطة "التعديلات القضائية"، وهو ما سيساهم في تعزيز تأثير تحرك عائلات الأسرى على الحكومة.

وعلى الرغم من أن معظم المعلقين في إسرائيل ما زالوا يتبنون موقفا متشددا يدعو إلى منح أولوية للعدوان العسكري ضد "حماس"، فإن هناك من دعا إلى وجوب التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع الحركة بأسرع وقت ممكن.

ففي افتتاحية عددها الصادر اليوم الأربعاء، دعت صحيفة "هآرتس" إلى التوصل لصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس "فورا".

وأضافت الصحيفة: "ليس لأي حكومة وتحديدا الحكومة الأكثر تفريطا بمصالح إسرائيل الحق بالمتاجرة بحياة مواطنيها الأبرياء الذين وقعوا في الأسر، وأن تقرر قتلهم فقط من أجل الحفاظ على الكبرياء القومي".