أسبوع ثالث من قصف النظام السوري وروسيا جبل الزاوية

22 يونيو 2021
قتل سبعة مدنيين بقصف النظام على منطقة جبل الزاوية أمس (عبد العزيز كتاز/فرانس برس)
+ الخط -

على الرغم من سريان وقف إطلاق النار في ريف إدلب الجنوبي، شمال غربي سورية، إلا أن قوات النظام تواصل بدعم روسي خرق الاتفاق الموقع في مارس/ آذار 2020 في موسكو، موقعة مزيداً من الضحايا، بينهم أطفال ونساء، في استمرار للتصعيد، ما يفتح السؤال دوماً عن جدوى اتفاق وقف إطلاق النار وأهداف روسيا من خرق هذا الاتفاق.

وقصفت قوات النظام السوري، صباح أمس الإثنين، منطقة جبل الزاوية، جنوب إدلب، وتحديداً بلدات البارة واحسم والمسطومة، بالمدفعية الثقيلة والصواريخ، موقعةً سبعة قتلى، بينهم امرأتان، وعشرة جرحى، بينهم طفل وامرأة، بحسب بيان للدفاع المدني السوري. وقال الدفاع المدني في بيانه، إنه "للأسبوع الثالث، تواصل قوات النظام وحليفها الروسي حملة تصعيد عسكري على قرى ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب، راح ضحيتها حتى الأحد، 20 يونيو/ حزيران، 24 شخصاً، بينهم طفلان وجنين، وامرأتان، ومتطوع بالدفاع المدني السوري، وأصيب 52 آخرون، بينهم أطفال ونساء"، فضلاً عن ضحايا أمس.
وأدى استمرار قوات النظام في خرق وقف إطلاق النار إلى حركة نزوح في المنطقة خلال الأسبوعين الماضيين، وهو ما يشير إلى رغبة النظام بإبقاء المنطقة فارغة من السكان، ما يثير مخاوف من وجود نية لدى النظام ومن خلفه روسيا لشن عملية برية.
في المقابل، ذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن فصائل المعارضة المنضوية في غرفة عمليات "الفتح المبين"، قصفت مواقع لقوات النظام في محوري ميزناز وكفر حلب بريف حلب الغربي، رداً على استهداف المدنيين في جبل الزاوية.

علوان: تحرص روسيا دائماً على منع إظهار المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد بمظهر المعافاة تماماً

في السياق، رأى الباحث السوري في "مركز جسور للدراسات" وائل علوان أنّ "القصف والتصعيد في إدلب يأتي في إطار تنفيذ النظام السوري لرغبة روسية في الضغط على مناطق سيطرة المعارضة عموماً، في ظلّ التخوفات الروسية من تفاهمات إقليمية ودولية، وتحديداً تفاهمات أميركية تركية، لا تناسب المصالح الروسية، ليس في ملف إدلب فقط، وإنما على مستوى كامل الخريطة السورية". وأضاف علوان في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "التزام روسيا سابقاً باتفاق موسكو لا يعني قبولها باستقرار المنطقة، لأن روسيا تعاملت دائماً مع وقف إطلاق النار على أنه حالة مؤقتة قابلة للخرق في أي وقت، بذرائع مختلفة، كما حرصت على منع عودة النازحين إلى جنوب إدلب ومنع حالة الاستقرار الأمني والمجتمعي في مختلف المناطق الخارجة عن سيطرة قوات بشار الأسد، لا سيما في إدلب".
وعن احتمالات شن النظام عملية برية، لا سيما في ظلّ نزوح المدنيين ومنع عودة آخرين، قال علوان إنّ "الرغبة الروسية بالتقدم العسكري لا تتوقف على مسألة عودة السكان، بمقدار ما ترتبط بالموقف التركي المتقدم، الذي تدخل بشكل مباشر في مطلع عام 2020". وتابع: "لكن من الجانب السياسي، تحرص روسيا دائماً على منع إظهار المناطق الخارجة عن سيطرة الأسد بمظهر المعافاة تماماً، الأمر الذي يزيد صعوبة تعويم الأسد سياسياً، كذلك يزيد مناخ الامتعاض والقلق الداخلي في مناطق سيطرة النظام".

بدوره، قال فريق "منسقو الاستجابة في سورية" في بيان، أمس الإثنين: "ما زالت حملة التصعيد العسكري لقوات النظام السوري وروسيا على منطقة خفض التصعيد الرابعة (إدلب وما حولها) مستمرة منذ بداية شهر يونيو الحالي". وبحسب البيان، فإن "عدد الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في شمال غرب سورية بلغ منذ مطلع يونيو وحتى تاريخ اليوم (أمس الإثنين)، 308 خروقات". وبحسب البيان، فقد "أدت الخروقات المستمرة إلى وفاة أكثر من 37 مدنياً، بينهم خمسة أطفال وست نساء وكوادر إنسانية، فضلاً عن إصابة أكثر من 52 مدنياً، بينهم تسعة أطفال وست نساء، إضافة إلى استهداف أكثر من ثمانية مراكز ومنشآت حيوية في المنطقة". وطالب البيان "الفعاليات الدولية كافة بالعمل بشكل فعّال على وقف إطلاق النار في شمال غربي سورية وإيقاف استهداف البنى التحتية في المنطقة، والتوقف عن استهداف المدنيين بغية إرغامهم على النزوح من المنطقة".

خرق النظام اتفاق وقف النار 308 مرات منذ مطلع يونيو

وتزامن التصعيد في إدلب أمس، مع قصف مكثف من الجيش التركي على مواقع لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في ريف حلب الشمالي، وتحديداً في ناحية تل رفعت وعفرين. وقالت مصادر من المعارضة السورية المسلحة لـ"العربي الجديد"، إن القصف طاول مواقع وتحركات لـ"قسد" أيضاً في محاور قرى كور حسن وصوان وعريضة ولقلاقو وخربة بقر وزنوبيا وبير زنار بناحية تل أبيض، شمال غربي محافظة الرقة.
وفي البادية السورية، قالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن الطيران الحربي الروسي شن عشرات الغارات، ليل الأحد الإثنين، على محاور مختلفة. وأشارت المصادر إلى أنّ عدد الغارات تجاوز 60 غارة، شملت محور جبل البشري، جنوب غربي دير الزور، ومحمور السخنة، شمال شرقي حمص، ومحور أثريا خناصر، شمالي حماة، وامتداده في ريفي حلب والرقة. ولم تتبيّن، بحسب المصادر، نتائج تلك الغارات التي من المفترض أنها تستهدف كهوفاً وأوكاراً لخلايا تنظيم "داعش"، وفق إعلام النظام السوري.

المساهمون