أسبوع تونسي حاسم

09 يناير 2023
وقفة لـ"جبهة الخلاص الوطني" أمام بلدية المنيهلة في محافظة أريانة، أمس (العربي الجديد)
+ الخط -

سيكون هذا الأسبوع في تونس مهماً للغاية بالنسبة إلى الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، والتي تبدو الآن فعلاً في مرحلة مفترق طرق واضحة وتقترب من حسم خياراتها. وأصبحت هناك أغلبية كبيرة بين معارضين كليّاً وجوهرياً للرئيس قيس سعيّد لا يرون حلاً إلا بإزاحته نهائياً من المشهد السيسي، ومعارضين نسبيين يعتبرون أنّ بالإمكان إصلاح مساره والاتفاق معه، وأقلية داعمة لم تفلح في توفير دعم شعبي لمشروع سعيّد، وهو ما بيّنته نتائج الانتخابات التشريعية أخيراً.

وسيكون هذا الأسبوع حاسماً ومهماً، لأن تحركات ومشاورات مكثفة تجري بين جهات مختلفة، حزبية ومدنية. وبرغم أنها لا تزال في بداياتها، إلا أنها قد تتوضح في اتجاهاتها الكبرى على الأقل، وستعكس أهم الخيارات المطروحة على الساحة. لكنّ نهاية الأسبوع ستشهد خروج أغلب المعارضين إلى شارع بورقيبة وسط العاصمة تونس، في يوم الثورة، 14 يناير/ كانون الثاني، كسْراً لمقولة سعيّد بأن 14 يناير هو إجهاض للثورة، وأن تاريخها هو 17 ديسمبر/ كانون الأول فقط، ومحاولته كتابة تاريخ على هواه لمسار الثورة التونسية.

وتريد المعارضة في هذا اليوم أن تصرخ بصوت أعلى وأقوى ضد سعيّد ومؤيديه، وتثبِت للداخل والخارج أن مقولة الدعم الشعبي للرئيس التونسي سقطت نهائياً، وأن هذا الشارع على عكس ذلك داعم للديمقراطية والشرعية الدستورية، من وجهة نظر المعارضة طبعاً.

ولأول مرة منذ أشهر، وبرغم خلافاتها السابقة، ستكون أغلب أطياف هذه المعارضة معاً في ذات الشارع، ميدانياً على الأقل، في انتظار تقاربها سياسياً. وإلى حد الآن، صدرت دعوات للتظاهر عن جبهة الخلاص الوطني، وخماسي الأحزاب الاجتماعية والهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والديمقراطية.

وبعد رفضه السابق للحضور مع جبهة الخلاص في مكان احتجاج واحد، دعا خماسي الأحزاب (التكتل والجمهوري والقطب والعمال والتيار الديمقراطي)، "سائر القوى السياسية والمدنية التقدمية وعموم الشعب التونسي إلى التظاهر يوم السبت 14 يناير في شارع بورقيبة، إحياءً لذكرى الثورة وانتصاراً لقيمها".

وقالت هذه الأحزاب في بيان لها إن دعوتها تأتي "تصدياً لانقلاب قيس سعيّد على الدستور والتفافه على مطالب الشعب في الشغل والحرية والكرامة وتدميره الممنهج لمؤسسات الدولة وسطوه على تاريخها ومستقبلها". بدورها، تراهن جبهة الخلاص الوطني بقوة على هذا اليوم، لتوجيه رسالة قوية للداخل والخارج بأن مرحلة سعيّد انتهت، وأن الشارع التونسي قد حسم أمره، وأنه ينبغي التفكير سريعاً في ترتيبات للمرحلة المقبلة، فيما يرى مؤيدو سعيّد أنها مجرد صرخات لن تغير من الواقع شيئاً، وبين هذا وذاك سيكون هذا الأسبوع كاشفاً لحقيقة المشهد التونسي ومستقبله.

المساهمون