أرمين لاشيت، الرئيس الجديد للمحافظين الألمان، مؤمن بأوروبا بعمق ومدافع شرس عن سياسة استقبال اللاجئين ودمجهم التي اتبعتها أنجيلا ميركل. فاز هذا الكاثوليكي البالغ من العمر 59 عاما (ولد في 18 فبراير/ شباط 1961)، السبت برئاسة "الاتحاد الديمقراطي المسيحي"، أكبر حزب في ألمانيا، متقدما على مرشحين آخرين هما فريدريش ميرتس ونوربرت روتغن.
ويمهد فوزه، نظريا، الطريق له إلى السباق لخلافة المستشارة تمهيدا للانتخابات التشريعية التي ستجرى في 26 سبتمبر/ أيلول. وقال بعد إعلان فوزه "أريد أن ننجح معا وأن نضمن وصول الاتحاد" إلى المستشارية في سبتمبر/ أيلول.
ولاشيت يعود من بعيد: فقد كان الأوفر حظا منذ نحو عام بالفوز خلفاً لأنغريت كرامب كارينباور التي استقالت، لكنه واجه انتقادات لتردد إدارته في الأزمة الصحية.
ويدير أرمين لاشيت منذ 2017 منطقة رينانيا شمال فيستفاليا، التي تضم أكبر عدد من السكان وواجه فيها اتهامات بأنه يفتقر إلى التصميم في مكافحة الوباء، حتى أن شريكه في رئاسة الحزب وزير الصحة ينس شبان طغى عليه واكتسب شعبية بفضل الأزمة.
تركي
يعتبر هذا الأب لثلاثة أطفال معتدلا قريبا من المستشارة، وينوي مواصلة سياستها الوسطية. وأعلن أن "قطيعة مع (سياسة) أنجيلا ميركل ستكون إشارة خاطئة"، معتبرا أن ذلك سيفتح الطريق للخضر، الخصوم الرئيسيين لحزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" إلى الانتخابات المقبلة.
وكان من القلائل الذين قدموا لها الدعم الكامل بعد قرارها استقبال مئات الآلاف من المهاجرين من سورية أو أفغانستان في 2015.
قناعاته حول هذه القضية الحساسة ليست جديدة. فسياسة الاستيعاب الليبرالية التي اتبعها عندما كان وزيراً في منطقته في 2005 أكسبته لقب "أرمين التركي" داخل الاتحاد الديمقراطي المسيحي. وقال في 2009 إن التنوع العرقي ليس "تهديدا بل تحد وفرصة".
كما يقدم الصحافي السابق نفسه أنه "أوروبي متحمس".
وبعد خمس سنوات في مجلس النواب (بوندستاغ)، تعامل بشكل مباشر مع سياسات الاتحاد الأوروبي بين 1999 و2005 كنائب في بروكسل متخصص في القضايا الأمنية والسياسة الدولية.
وفي هذا الإطار، يقول إنه معجب بشارلمان "أبي أوروبا"، الذي كان مركز مملكته يقع في إيكس لا شابيل أو آخن مسقط أرمين لاشيت. وهو يضع على مكتبه تمثالا نصفيا ذهبيا للرجل.
وتؤكد سيرة له نشرت مؤخرا أن عائلة لاشيت لا تستبعد أن تكون من أحفاد الإمبراطور الشهير، ما أكسبه تعليقات ساخرة في وسائل الإعلام.
متردد
كتبت صحيفة "سود دويتشه تسايتونغ" اليومية مؤخرًا أن صفاته كموحد تلقى إشادة، لكنه يعاني من صورة مسؤول "متردد يتصرف أحيانا بلا تفكير"، ما يثير شكوكا في قدرته على قيادة أكبر اقتصاد أوروبي.
وهذا ما ينعكس نقصا في شعبيته. فقد أشار استطلاع للرأي، نشرت قناة "تسي دي إف" العامة نتائجه الجمعة، أن 28 بالمئة فقط يعتقدون أنه يمتلك صفات مستشار، بينما يؤيد 54 بالمئة رئيس الحكومة البافاري المحافظ ماركوس سودر بصفته مدير أزمات حازما.
وأرمين لاشيت رفض في البداية التدابير التقييدية الصارمة، قبل أن يتراجع ويفرض أول إجراءات محلية في البلاد بعد ظهور بؤرة واسعة لكوفيد-19 في مسلخ.
كما واجه انتقادات حادة لتصريحه أن من يعملون في هذا المسلخ من شرق أوروبا جلبوا الفيروس، قبل أن يعتذر.
مؤخرا، كان عليه أن يدافع عن نفسه من اتهامات المحسوبية، تتعلق بطلبيات تقدمت بها حكومة منطقته للحصول على كمامات ومعدات حماية تؤمنها شركة محلية للنسيج. فابنه يوهانيس، والمعروف باسم "جو"، هو أحد المؤثرين في مجال الموضة، ونشر إعلانات لهذه العلامة التجارية على مدونته.
(فرانس برس)