أرمينيا: مقتل 4 جنود بنيران أذربيجانية في أكبر حادث منذ بداية المفاوضات

13 فبراير 2024
زهور في مقبرة عسكرية أرمينية بمناسبة الذكرى 32 لتشكيل القوات المسلحة (فرانس برس)
+ الخط -

قالت أرمينيا، اليوم الثلاثاء، إن أربعة من جنودها قتلوا بنيران أذربيجانية على الحدود المدججة بالحشود العسكرية، في أول حادث يسفر عن سقوط قتلى منذ أن بدأ الجانبان، العام الماضي، مفاوضات للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحروب المتقطعة التي تندلع بينهما منذ أكثر من 30 عاماً.

وقالت وزارة الدفاع الأرمينية، في بيان، صباح اليوم الثلاثاء: "إن وحدات من القوات المسلحة الأذربيجانية أطلقت النار باتّجاه مواقع قتالية أرمينية في منطقة نركين هاند، ما أدى إلى مقتل أربعة وإصابة آخر من الجانب الأرميني".

وقالت دائرة الحدود الأذربيجانية، في بيان، إنها نفذت "عملية انتقامية" رداً على "استفزاز" قالت إن القوات الأرمينية ارتكبته في اليوم السابق.

وأوضحت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن القوات الأرمينية أطلقت، مساء أمس الاثنين، النار على مواقع لباكو على طول قطاع بشمال غربي الحدود على بعد حوالي 300 كيلومتر من نركين هاند.

وبعد انتهاء العملية اليوم، أكد حرس الحدود الأذربيجاني "تدمير الموقع العسكري الذي انطلقت منه هذه النيران... بالكامل"، متوعداً بأن "الرد سيكون أكثر شدة وحزماً على أي استفزاز" عند الحدود بين أرمينيا وأذربيجان.

ورفضت وزارة الدفاع الأرمينية، من جانبها، هذه الاتهامات، معتبرة أنها "لا تمت إلى الواقع بصلة"، متّهمة باكو بـ"تقويض" الجهود الرامية إلى "استقرار جنوب القوقاز وأمنه".

من جهته، أعرب مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن أسفه "لإطلاق النار على جنود أذربيجانيين"، معتبراً أن "ردة فعل أذربيجان اليوم تبدو غير متناسبة".

وقال بوريل خلال لقائه وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان في بروكسل، إن قراراً اتُّخذ بالتحضير لشراكة استراتيجية جديدة بين يريفان والاتحاد الأوروبي.

وصرح للصحافيين "هذا القرار يوجّه رسالة قوية عن مصلحتنا المتبادلة من أجل حقبة استراتيجية جديدة في علاقاتنا"، متوقعاً بدء محادثات من أجل تحرير التأشيرات نحو دول الاتحاد الأوروبي.

ودعا الكرملين "الطرفين إلى ضبط النفس".

وضع أكثر استقراراً بين أرمينيا وأذربيجان

وتخوض أرمينيا وأذربيجان صراعاً منذ أكثر من ثلاثة عقود حول منطقة ناغورنو كاراباخ.

واستعادت أذربيجان في سبتمبر/ أيلول الماضي كاراباخ في هجوم خاطف، ما أدى إلى نزوح جماعي سريع لجميع السكان الأرمن من المنطقة تقريباً وعزز مسعى الجانبين للتوصل إلى معاهدة لإنهاء الصراع رسمياً.

وعلى الرغم من أن حوادث تبادل إطلاق النار التي تسفر عن سقوط قتلى ظلت شائعة بين أرمينيا وأذربيجان لعقود، فإن الوضع على الحدود أصبح أكثر استقراراً منذ بدء المحادثات ولم تقع إلا القليل من المواجهات الخطيرة منذ سقوط إقليم كاراباخ، في سبتمبر/ أيلول 2023.

وبدت محادثات السلام جامدة في الأشهر الماضية، وسط اتهامات متبادلة بإفشال الجهود الدبلوماسية.

كما تراجع سامفيل شهرمانيان، زعيم الانفصاليين الأرمن الذين طردتهم أذربيجان من إقليم ناغورنو كاراباخ في عملية عسكرية خاطفة قبل أشهر، عن قرار حلّ "الجمهورية" الانفصالية الذي كان سيدخل حيز التنفيذ في مطلع سنة 2024.

وأكد شهرمانيان إلغاء قرار حلّ المؤسسات الانفصالية الذي أعلنه في 28 سبتمبر/أيلول عام 2023، وكان يفترض أن يطبّق في الأول من يناير/كانون الثاني الماضي.

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون