أردوغان ينتظر وفاء فنلندا والسويد بوعودهما: نتعامل بحذر مع الاتفاق بصفتنا دولة طُعنت في ظهرها
نقلت وسائل إعلام عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قوله، اليوم الجمعة، إنّ الاتفاق الذي تم توقيعه مع فنلندا والسويد على رفع الفيتو الذي قدمته تركيا بشأن مساعي الدولتين للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ليس نهاية الأمر، ويُلزم دول الشمال الأوروبي بالوفاء بوعودها.
وبعد محادثات استمرّت أربع ساعات في مدريد، الثلاثاء، اتفق أردوغان مع الزعيمين الفنلندي والسويدي على سلسلة من الإجراءات الأمنية مقابل دعم أنقرة لانضمام الدولتين إلى التحالف العسكري.
وقال أردوغان، للصحافيين خلال رحلة العودة من قمة حلف شمال الأطلسي في العاصمة الإسبانية، إنه لا داعي للإسراع في التصديق على الطلبين في البرلمان، لافتاً إلى أنه يتعين على أنقرة أولاً معرفة ما إذا كانت الدولتان ستنفذان الوعود التي قطعتاها بموجب المذكرة، بما في ذلك تسليم المشتبه فيهم الذين تطلبهم تركيا.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن أردوغان تأكيده أن "التعهدات المدرجة بمذكرة التفاهم مع فنلندا والسويد مهمة، لكن الأهم هو تنفيذها، ونتعامل بحذر مع الأمر بصفتنا دولة طُعنت في ظهرها أكثر من مرة بمكافحة الإرهاب".
بدورها، نقلت قناة "إن تي في" التلفزيونية عن أردوغان قوله "يجب أن يكون هذا معلوماً، هذه التوقيعات لا تعني أن القضية انتهت... بدون موافقة برلماننا لن يدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ. لذلك لا داعي للاستعجال". وتابع: "الكرة في ملعبهم الآن. السويد وفنلندا ليستا عضوين في حلف شمال الأطلسي حالياً".
ورداً على سؤال حول تسليم المشتبه بهم، قال الرئيس التركي إنه إذا لم ترسل دول الشمال هؤلاء الأفراد "فسنفعل ما هو ضروري من خلال مؤسساتنا ووحداتنا".
ولفت أردوغان في هذا السياق إلى أن السويد سلّمت بلاده 4 إرهابيين من أصل 73 إرهابياً مطلوبين من قبل السلطات الأمنية التركية. وأشار الرئيس التركي إلى أنّه بعد مذكرة التفاهم الثلاثية، سيكون من الصعب جداً على إرهابيي "بي كي كي" (حزب العمال الكردستاني) و"غولن" تنفيذ حملات دعاية سوداء واستهداف المواطنين وشنّ هجمات. وأضاف: "لأول مرة يتم إدراج التهديدات القادمة من التنظيمات الإرهابية تجاه شعوبنا وأراضينا وقواتنا الأمنية ضمن المفهوم الاستراتيجي الجديد للناتو".
العلاقة مع روسيا
وتطرّق أردوغان في حديثه إلى العلاقة مع روسيا، خصوصاً بعد الحرب التي شنّتها موسكو على أوكرانيا، مؤكداً حرص بلاده، العضو في حلف شمال الأطلسي، على مواصلة نهجها المتوازن في علاقاتها.
ورداً على سؤال فيما إذا كان اعتبار روسيا "أكبر تهديد مباشر" للحلف في المفهوم الاستراتيجي الجديد للناتو، من شأنه إلحاق الضرر بالعلاقات بين أنقرة وموسكو، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ تركيا عضو في الحلف، أكد أردوغان حرص بلاده على مواصلة سياسة التوازن التي تنتهجها.
وكان الناتو قد وصف في وثيقته الجديدة للمفهوم الاستراتيجي للحلف روسيا بأنها "التهديد الأكبر والمباشر لأمن الحلفاء واستقرارهم".
ولفت الرئيس التركي إلى وجود روابط معينة بين أنقرة وموسكو، موضحاً أن تركيا تستورد نحو 40% من الغاز الذي تستهلكه من روسيا.
وأشار إلى التعاون مع روسيا في تشييد محطة "آق قويو" النووية جنوبي تركيا، فضلاً عن العلاقات في مجال الصناعات الدفاعية.
وأكد أردوغان أن تركيا ستواصل علاقاتها المتوازنة مع كل من روسيا وأوكرانيا المتحاربتين.
العملية العسكرية الجديدة شمالي سورية
ورداً على سؤال حول تصريحاته بشأن القيام بعمليات جديدة لاستكمال الحزام الأمني شمالي سورية، بمجرد الانتهاء من التحضيرات، وهل المقصود التحضيرات العسكرية أم الدبلوماسية وهل ثمة تحفظات روسية؟ جدد الرئيس أردوغان مقولته: "قد نأتي على حين غرة ذات ليلة". وأكد أنه ليس هناك داعٍ للاستعجال، وأن العملية الجديدة ستجرى حينما يحين الوقت المناسب.
العلاقة مع اليونان
من جهة أخرى، قال أردوغان إنّه من المستحيل أن يلتقي برئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس حتى "يتمالك نفسه"، حسبما أفاد تلفزيون "إن تي في"، وسط تجدد للتوتر بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.
وتركيا واليونان خصمان قديمان، وهما على خلاف الآن حول قضايا عديدة تشمل التحليق المتبادل في مجاليهما الجويين ووضع جزر في بحر إيجه والحدود البحرية والموارد الهيدروكربونية في البحر المتوسط وقبرص المنقسمة عرقياً. وتصاعد التوتر من جديد في الآونة الأخيرة بشأن المجال الجوي ووضع الجزر المنزوعة السلاح في بحر إيجه.
وقال أردوغان إنّ ميتسوتاكيس "لم يعد موجوداً بالنسبة لي" بعد أن سعى رئيس الوزراء اليوناني لدفع الولايات المتحدة إلى عدم بيع مقاتلات من طراز "إف-16" لتركيا، خلال كلمة ألقاها في الكونغرس الأميركي.
وأضاف للصحافيين في رحلة العودة من قمة حلف شمال الأطلسي في مدريد "دعوه يتمالك نفسه. لا يمكننا أن نلتقي طالما أنه لا يتمالك نفسه".
(رويترز، الأناضول)