أردوغان يحاول القيام بوساطة بين أوكرانيا وروسيا في موازاة الجهود الأوروبية

03 فبراير 2022
أردوغان يدعو لحل سلمي للأزمة الأوكرانية (Getty)
+ الخط -

سيحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، في كييف، القيام بواسطة بين أوكرانيا وروسيا، ليضم بذلك صوته إلى الجهود المكثفة التي يبذلها الأوروبيون لتجنب نزاع مسلح.

واستقبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره التركي رجب طيب أردوغان بمراسم رسمية في العاصمة كييف.

ورحب الرئيس الأوكراني بأردوغان عند بوابة قصر "مارينسكي" الرئاسي، ومن ثم عُزف النشيد الوطني لكلا البلدين.

وعقب ذلك، قدم أردوغان وزيلينسكي وفدي البلدين، قبل أن يلتقط الجانبان صوراً تذكارية، ومن ثم التوجه لعقد اجتماع ثنائي، يعقبه آخر على مستوى الوفود.

ووصل أردوغان إلى أوكرانيا ظهر الخميس، في زيارة رسمية تلبية لدعوة نظيره فولوديمير زيلينسكي، بهدف المشاركة في الاجتماع العاشر للمجلس الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين.

وترافق أردوغان في زيارته عقيلته أمينة، ووزراء الخارجية مولود جاووش أوغلو، والطاقة والموارد الطبيعية فاتح دونماز، والداخلية سليمان صويلو، والدفاع خلوصي أكار.

كما يرافقه كل من المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن، ورئيس دائرة الاتصال في الرئاسة فخر الدين ألطون، وعدد من المسؤولين.

وفي وقت لاحق، سيحضر أردوغان الاجتماع العاشر للمجلس الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين، ثم سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات قبيل المؤتمر الصحافي المشترك للرئيسين.

وأدى إرسال موسكو عشرات آلاف الجنود إلى الحدود الأوكرانية، والذي أثار مخاوف من احتمال حصول غزو قريب، إلى إحدى أسوأ الأزمات بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة.

وفي تصعيد لهذه المواجهة، قررت الولايات المتحدة إرسال ثلاثة آلاف جندي أميركي إضافي إلى أوروبا الشرقية، وحضها الكرملين رداً على ذلك على "وقف تأجيج التوتر".

ومع التحذير من عقوبات اقتصادية شديدة في حال شن هجوم، كثف الأوروبيون الاتصالات بهدف وقف التصعيد مع زيارات شبه يومية يقوم بها قادة ومسؤولون غربيون كبار إلى كييف، واتصالات بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي هذا السياق، سيتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هاتفياً، اليوم الخميس، مع قادة روسيا وأوكرانيا وبولندا، ويعتزم زيارة موسكو على غرار المستشار الألماني أولاف شولتز.

وتسعى باريس وبرلين من جانب آخر إلى استئناف عملية السلام في شرق أوكرانيا، حيث تتواجه قوات كييف منذ ثماني سنوات مع الانفصاليين الموالين لروسيا.

ويشدد الرئيس التركي على عضوية بلاده في حلف شمال الأطلسي وعلاقاتها الجيدة مع كييف، الشريك التجاري لأنقرة، في مساعي وساطته التي يأمل في إشراك بوتين فيها.

وأكد أردوغان في نهاية الأسبوع الماضي أنه "بصفتنا عضو في حلف الأطلسي، لا نريد حرباً بين روسيا وأوكرانيا ستكون نذير شؤم للمنطقة"، داعياً إلى "حل سلمي" للأزمة.

طائرات بدون طيار

وأقام أردوغان وبوتين علاقة وثيقة في السنوات الماضية، لكن أوكرانيا تشكل ملفاً حساساً بينهما: فأنقرة تدعم انضمام كييف إلى حلف الأطلسي، وعارضت بشدة قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم في 2014 باسم حماية أقليتها من التتار الناطقين بالتركية.

من جهته، يأخذ بوتين على نظيره التركي أنه زود كييف بطائرات مسلحة تستخدم ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.

وبينما يتوافد الزوار الغربيون إلى كييف لدعم الرئيس الأوكراني، أكد زيلينسكي، أمس الأربعاء، أنه لا يريد سوى "السلام"، مشدداً في الوقت نفسه على حقه في الدفاع عن النفس ضد مخاطر غزو روسي.

ويتهم الغربيون روسيا منذ نهاية 2021 بحشد آلاف الجنود على حدود أوكرانيا تمهيداً لغزو محتمل.

وتنفي روسيا أي مخطط لشن هجوم، لكنها تربط وقف التصعيد بإنهاء سياسة توسيع حلف الأطلسي ليشمل أوكرانيا، وسحب قدرات الحلف العسكرية من أوروبا الشرقية.

ورفضت واشنطن هذه المطالب، مقترحة في المقابل إجراءات للحدّ من التسلّح وبناء الثقة. والمقترحات حازمة في إصرارها على حق أوكرانيا وأي دولة أخرى في التقدم بطلب للانضمام إلى عضوية الحلف.

خطر "ضئيل"

ومع عدم حصول انسحاب عسكري روسي، أعلنت واشنطن عن تعزيزات لقوات الأطلسي في أوروبا الشرقية مع إعادة نشر ألف من جنودها الموجودين في ألمانيا وتوجيههم نحو رومانيا، وإرسال ألفين آخرين إلى بولندا.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "نناشد باستمرار شركاءنا الأميركيين وقف تأجيج التوتر"، ورأى أن "مخاوف روسيا واضحة ومبرّرة تماماً"، مشيراً إلى أن "الأميركيين هم الذين يتمّ إرسالهم إلى دول أوروبية".

ويضاف هؤلاء العسكريون الثلاثة آلاف إلى 8500 عسكري وضعتهم الولايات المتّحدة في نهاية يناير/كانون الثاني في حال تأهّب استعداداً لنشرهم على وجه السرعة في قوة التدخّل السريع التابعة لحلف شمال الأطلسي "إذا ما اقتضى الوضع ذلك".

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي إن "هذه القوات لن تقاتل في أوكرانيا".

من جهتها، أبدت السلطات الأوكرانية تحفظاً أكبر حيال اجتياح محتمل، واعتبر وزير الدفاع الاوكراني أوليسكيي ريزنيكوف، اليوم الخميس، أن خطر حصول "تصعيد كبير ضئيل".

وتتركز مخاوف كييف على "زعزعة للاستقرار من الداخل" تدبّرها روسيا التي ضمت شبه جزيرة القرم في 2014، وتدعم الانفصاليين في الشرق.

وحذر المجلس النروجي للاجئين في حال حصول هجوم روسي من نزوح حوالى مليوني شخص يقيمون قرب الجبهة.
(الأناضول، فرانس برس)

المساهمون