اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، الدول الغربية بـ"مفاقمة" الأزمة الأوكرانية، منتقداً نهج الرئيس الأميركي جو بايدن والذي وصفه بـ"غير الإيجابي".
وقال أردوغان للصحافيين في رحلة العودة من أوكرانيا: "لسوء الحظ لم يقدم الغرب حتى الآن أي مساهمة في حل هذه المشكلة. يمكنني القول إنهم يزيدون الأمور سوءاً"، معتبراً أنه "توجد مشكلة قيادة جدية أوروبياً لحل هذه الأزمة في الوقت الحالي".
ورأى أن بايدن "لم يتمكن حتى الآن من إظهار مقاربة إيجابية للتعامل مع هذه الأزمة"، معلناً أنه "في حال تكليفنا بدور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، بعد لقائي بـ(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، فإننا نقبل هذه المهمة وسنعمل على أداء المسؤولية الملقاة على عاتقنا".
وأضاف: "نريد عقد لقاء يجمع رئيسي روسيا وأوكرانيا على مستوى عالٍ، واتفقنا مع (الرئيس الأوكراني فلاديمير) زيلينسكي في هذا الاتجاه".
وقال أردوغان: "أنظار العالم موجهة للتطورات في دونباس والمناطق الحدودية. آمل ألا يفارق السلام المنطقة".
وساطة تركية
وجدد الرئيس التركي خلال زيارته كييف، أمس الخميس، دعوته لاستضافة قمة أوكرانية-روسية في أنقرة لحلحلة الأزمة الراهنة، ولقيت الدعوة ترحيباً من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي أبدى شكره لنظيره التركي.
وأكد أردوغان إمكانية أن تستضيف أنقرة قمة أوكرانية-روسية على مستوى القادة أو محادثات على المستوى الفني، لتجاوز الأزمة الراهنة بين البلدين.
وأوضح أن "تركيا على استعداد لفعل ما يلزم من أجل إنهاء الأزمة بين أوكرانيا وروسيا (البلدين) الصديقين والجارين في البحر الأسود".
وتابع: "تناولنا في لقائنا وضع أبناء جلدتنا الأتراك في أوكرانيا، الذين يشكّلون جسر صداقة تاريخية بين البلدين وعلى رأسهم تتار القرم".
وأردف: "اجتماعنا اليوم والاتفاقيات التي وقعناها دليل على إرادتنا لتعزيز شراكتنا الاستراتيجية، وتناولنا خلال لقائنا سبل رفع التبادل التجاري مع أوكرانيا إلى 10 مليارات دولار".
ووصل أردوغان إلى أوكرانيا ظهر أمس الخميس، في زيارة رسمية تلبية لدعوة نظيره فولوديمير زيلينسكي، بهدف المشاركة في الاجتماع العاشر للمجلس الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين.
وكانت الولايات المتحدة، قد أعلنت الأربعاء، أنها سترسل ثلاثة آلاف عسكري إضافي إلى أوروبا الشرقية لحماية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "من أي عدوان"، في خطوة اعتبرتها روسيا، المتهمة من الغرب بالتحضير لغزو جارتها أوكرانيا، "مدمرة".
ويضاف هؤلاء العسكريون الثلاثة آلاف إلى 8500 عسكري وضعتهم الولايات المتحدة في نهاية يناير/كانون الثاني في حال تأهب، استعداداً لنشرهم على وجه السرعة في قوة التدخل السريع التابعة لحلف شمال الأطلسي إذا ما اقتضى الوضع ذلك.
ويذكر أن روسيا حشدت أكثر من 100 ألف عسكري على حدودها مع أوكرانيا، في تحرك اعتبره الغرب تحضيراً لغزو وشيك، محذراً موسكو من أن أي توغل لقواتها في الجمهورية السوفييتية السابقة سيُقابل "بعواقب شديدة".
(العربي الجديد، الأناضول)