أردوغان وبايدن يلتقيان في لحظة متوترة للعلاقات بين البلدين

13 يونيو 2021
قائمة الخلافات طويلة بالنسبة إلى الحليفين في "الناتو" (Getty)
+ الخط -

عرف الرئيس جو بايدن ونظيره التركي رجب طيب أردوغان بعضهما البعض منذ سنوات، لكن اجتماعهما غداً الاثنين سيكون الأول لهما كرئيسين، ويأتي في لحظة متوترة بشكل خاص للعلاقات بين البلدين.

قائمة الخلافات طويلة بشكل غير عادي بالنسبة إلى الحليفين في الناتو: هناك دعم أميركي للمقاتلين الأكراد في سورية، بالإضافة إلى شراء تركيا نظام أسلحة روسياً. في إبريل/ نيسان، أثار بايدن غضب أنقرة بإعلانه أن القتل الجماعي والترحيل الجماعي للأرمن في العهد العثماني كانا "إبادة جماعية".

تجنب رؤساء الولايات المتحدة السابقون استخدام المصطلح خوفًا من أنه سيعقد العلاقات مع تركيا، التي تفخر بشدة بتاريخها العثماني وتصر على أن القتلى في أوائل القرن العشرين كانوا ضحايا للحرب الأهلية والاضطرابات.

وقال الرئيس التركي إنه يتعين عليه هو والرئيس الأميركي استغلال الاجتماع المقرر غدا لـ"تجاوز المشكلات السابقة"، بما فيها الخلاف الحاد حول شراء تركيا صواريخ إس-400 الروسية.

وقبل السفر إلى بروكسل لحضور قمة حلف شمال الأطلسي وعقد أول اجتماع له مع بايدن منذ الانتخابات الأميركية العام الماضي، قال أردوغان للصحافيين إنه سيثير، خلال اللقاء، قرار البيت الأبيض وصف أحداث 1915 بـ"الإبادة الجماعية" بحق الأرمن. وقد أبدت تركيا غضبها إزاء هذا القرار.

ومن المقرر أن يبحث مع بايدن أيضا برنامج المقاتلات "إف-35"، الذي استبعدت واشنطن أنقرة منه بعد شرائها منظومة إس-400 الروسية في 2019 كما سيتطرق الاجتماع إلى ما وصفه أردوغان بالوعود الأميركية التي لم تنفذ بشأن صواريخ باتريوت الأميركية البديلة.

وترى راشيل إليهوس، المحللة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أن أردوغان يريد علاقة جيدة مع بايدن.

وأضافت "لأسباب ليس أقلها أنه يحتاج إلى تلك العلاقة الاقتصادية مع الولايات المتحدة وظهور علاقة تعاونية من أجل الحفاظ على قاعدته، التي بُنيت إلى حد كبير على اقتصاد تركي فعال ومرتبط بالغرب".

وخفف أردوغان، الذي ظل في السلطة لمدة 18 عاماً رئيساً للوزراء ثم رئيساً، لهجته المناهضة للغرب في الوقت الذي تكافح فيه حكومته الانكماش الاقتصادي الذي تفاقم بسبب جائحة فيروس كورونا. وتعرض حزبه الحاكم، حزب العدالة والتنمية، مؤخرًا، لسلسلة من مزاعم الفساد، بما في ذلك تهريب المخدرات وتهريب الأسلحة، التي أدلى بها رئيس هارب للمافيا كان ينشر مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي، بدون دليل.

 

وقالت ميرف طاهر أوغلو، منسقة برنامج تركيا في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط: "إن أهم شيء بالنسبة للزعيم التركي في هذا الوقت هو إضفاء مظهر خارجي للعلاقات الإيجابية مع الولايات المتحدة من حيث صورة تركيا... يبدو أنه يفهم أنه للحصول على أي نوع من الاستثمار الدولي في تركيا، سيحتاج إلى عرض صورة للعلاقات الإيجابية مع الولايات المتحدة".

ولطالما روّج بايدن للعلاقات الشخصية التي طورها مع قادة العالم على مدار ما يقرب من 50 عامًا كعامل يجعله مجهزًا بشكل فريد لتنشيط سمعة الولايات المتحدة بعد رئاسة دونالد ترامب.

(أسوشيتد برس، رويترز)

المساهمون