أردوغان: لقاء أوزال تطور إيجابي وسأزور مقر حزب الشعب الجمهوري قريباً

03 مايو 2024
خلال لقاء أردوغان بأوزال في مقر حزب العدالة والتنمية بأنقرة، 2 مايو 2024 (الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الرئيس التركي أردوغان أعلن عن لقاء إيجابي مع زعيم المعارضة أوزغور أوزال، مؤكدًا على نيته زيارة مقر حزب الشعب الجمهوري لتخفيف الاحتقان السياسي وتعزيز العلاقات بين الحكومة والمعارضة.
- أوزال وصف اللقاء بأنه خطوة مهمة للديمقراطية التركية، مقترحًا تعاونًا لمعالجة قضايا مثل الزلزال بعيدًا عن السياسة، مما يعكس رغبة في تجاوز الخلافات لصالح تركيا.
- اللقاء بين أردوغان وأوزال يأتي في سياق تغيرات سياسية واسعة في تركيا، بما في ذلك فوز حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات المحلية وزيادة التعاون بين الأحزاب، مما يشير إلى بداية مرحلة جديدة من السياسة الناعمة وتعزيز الديمقراطية.

وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، لقاءه مع زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض أوزغور أوزال بأنه تطور إيجابي، كاشفاً عزمه زيارة مقر الحزب في أقرب وقت. جاء ذلك في تصريح صحافي لأردوغان بعد يوم من لقاء جمعه مع أوزال في أول لقاء بين زعيمي حزب العدالة والتنمية الحاكم في البلاد وحزب الشعب الجمهوري المعارض منذ 8 سنوات.

ولم يصدر عقب اللقاء الذي استضافه مقر "العدالة والتنمية" في أنقرة، أي تصريح أمس، ولكن صدرت اليوم تصريحات إيجابية من الزعيمين ما يفتح المجال إلى مرحلة من السياسة الناعمة في تركيا عقب سنوات من الاحتدام والاستقطاب السياسي في البلاد، ولا سيما أن الانتخابات المقبلة لن تجرى إلا في العام 2028. وقال أردوغان في تصريحه "أصبح أوزال الآن رئيس حزب الشعب الجمهوري، وإن قيامه بمثل هذه الزيارة بعد أن أصبح رئيساً يعد تطوراً إيجابياً بين الحكومة والمعارضة الرئيسية حيث لم يتم اتخاذ مثل هذه الخطوات سابقاً".

وأضاف "مع هذه الخطوة نرى أن السياسة دخلت فترة أكثر ليونة في بلدنا، وأخبرت أوزال أنني سأرد بالمثل على هذه الزيارة في أول فرصة، تركيا في حاجة إلى هذا. أريد أن تبدأ عملية تخفيف الاحتقان السياسي في تركيا من خلال أقرب فرصة لهذه الزيارة".

بدوره قال أوزال في مؤتمر صحافي عقده "أتيحت لي الفرصة للتحدث مع أردوغان حول كل ما هو مدرج في جدول الأعمال وأستمع لكل شيء واستمعنا إلى التقييمات التي أدلى بها. اجتماع الأمس كان محطة هامة للديمقراطية التركية، إن نهاية الفترات التي لم يتصافح فيها السياسيون وكانت دائماً بمثابة كارثة للديمقراطية".

وأضاف رداً على سؤال حول صورة الكرسي الفارغ في اللقاء الذي أزعج أوزال قائلاً: "ليس من المجدي الحديث عن الأزمات التي تم تجاوزها. بعد الصورة التي ظهرت هناك واللقاء بيننا، قال أردوغان إنه سيقوم بزيارة حزب الشعب الجمهوري في الوضع الذي تم فيه حل الأمر بأفضل طريقة ممكنة، لن أعتبر أن من المناسب العودة والحديث عنه". وتابع كلامه "اقترحت على الرئيس إنشاء وزارة الآفات وقلنا إذا طلب من كل حزب نائباً للوزير فسأعين نائب وزير من حزب الشعب الجمهوري. كما تطرقنا إلى أهمية معالجة قضية الزلزال بطريقة فوق السياسة وإخراجها من المناقشات العقيمة للسياسة".

اهتمام إعلامي واسع بلقاء أردوغان وأوزال

وحظي لقاء أردوغان أوزال أمس باهتمام إعلامي كبير وتمت تغطيته وتحليله تحليلاً واسعاً، وتواصل الاهتمام اليوم، حيث سيطر اللقاء على المناقشات والتحليلات الجارية في تركيا. وكان آخر لقاء بين زعيمي الحزبين في العام 2016 قبيل النظام الرئاسي الذي يسمح للرئيس بأن ينتمي إلى حزب ما، وجمع آنذاك رئيس حزب العدالة والتنمية بن علي يلدريم، وزعيم حزب الشعب الجمهوري السابق كمال كلجدار أوغلو.

الصورة
خلال لقاء أردوغان ورئيس حزب الشعب الجمهوري في مقر حزب العدالة والتنمية يوم أمس (الأناضول)

ويأتي اللقاء بعد تمكن حزب الشعب الجمهوري من الفوز لأول مرة على حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية التي جرت في نهاية مارس/ آذار الماضي محققاً المرتبة الأولى بنسب الأصوات. ودفعت الخريطة السياسية الجديدة الأحزاب إلى الانفتاح على الحوارات، وبات حديث الحكومة أكثر عن كتابة الدستور الجديد بمشاركة بقية الأحزاب، ليأتي هذا اللقاء ضمن هذا الإطار من الرئيس أردوغان.

لقاء بين الشعب الجمهوري وديم الكردي

وفي سياق اللقاءات السياسية، أجرى الرئيسان المشاركان لحزب ديم الكردي، تولاي حاتم أوغلاري وتونجر بقرهان اليوم الجمعة، زيارة إلى حزب الشعب الجمهوري ولقاء زعيمه أوزغور أوزال، فقد تعاون الحزبان في الانتخابات المحلية التي جرت في مارس/ آذار الماضي. وعقب اللقاء قال بقرهان إنه تم تقييم نتائج الانتخابات وإن "اللقاء كان إيجابياً وباركنا للشعب الجمهوري نتيجة الانتخابات، وكانت هناك حتى اليوم جدران بين الأحزاب وحالة استقطاب، من دون إمكانية نقاش سياسي حر بين الأحزاب، والشعب أعطى رسالته بوضوح عقب الانتخابات المحلية". وأضاف "نحن المعارضة سنتواصل بصورة مكثفة أكثر من قبل، كما ناقشنا مسألة الدستور حيث إنها في حاجة إلى صدق والأجواء الحالية لا شفافية فيها، بل في حاجة إلى تنظيف الطرق".

من ناحيته، قال أوزال "بعد الانتخابات المحلية السابقة، تعرضت الديمقراطية التركية لانقلاب خطير مع تعيين الوصاة (في بلديات فازت بها الأحزاب الكردية)، وفي هذه الانتخابات برز الوضع نفسه في ولاية فان أولاً، ومع التضامن تم تصحيح الخطأ". وكانت ولاية فان قد شهدت منع الفائز من حزب ديم الكردي من الحصول على وثيقة فوزه ومنعها لحزب العدالة والتنمية وبعد اعتراض الحزب الكردي أعيدت الوثيقة إلى المرشح الفائز بعد يومين من التظاهرات المحدودة من أنصار الحزب الكردي في عموم البلاد. وينتظر أن تتكثف اللقاءات السياسية في الفترة المقبلة في تركيا بضوء التغييرات والنتائج التي أفرزتها الانتخابات المحلية الأخيرة.