أردوغان خلال استقبال عباس في أنقرة: علاقتنا مع إسرائيل لن تؤثر على دعمنا للقضية الفلسطينية
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفلسطيني محمود عباس، الثلاثاء، في العاصمة أنقرة التي وصل إليها عباس الإثنين، في إطار زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام.
وشدد أردوغان على رفضه للإجراءات التي تهدف إلى تغيير مكانة القدس والمسجد الأقصى بأي شكل من الأشكال، وسعى خلال تصريحات إلى توجيه عدة رسائل للشعب الفلسطيني عقب إعادة تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين انقرة وتل أبيب والتي أسفرت عن تبادل السفراء، قائلا: "ننقل حساسيتنا وتوقعاتنا إلى نظرائنا الإسرائيليين بشكل مباشر وواضح، وأن الخطوات التي اتخذت في علاقتنا مع إسرائيل لن تقلل بأي حال من الأحوال دعمنا للقضية الفلسطينية، بل بالعكس من ذلك، يعرب أشقاؤنا الفلسطينيون أيضاً عن أن هذه الخطوات ستسهم في حل القضية الفلسطينية وتحسن أوضاع الشعب الفلسطيني".
وأردف: نتابع الجهود لتحقيق الوحدة والمصالحة بين أشقائنا الفلسطينيين ونحن على استعداد لتقديم جميع أنواع الدعم في هذا المجال، وتستمر المساعدات الإنسانية والتنموية لفلسطين من قبل مؤسسة "تيكا" والهلال الأحمر التركي والمنظمات الحكومية التركية.
عباس يدعو إلى وقف الاعتداءات الإسرائيلية
من جانبه أطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نظيره التركي على الأوضاع الصعبة في فلسطين، وأكد له عدم القبول "باستمرار الممارسات العدوانية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا وأرضنا ومقدساتنا".
وأضاف: "لا بد من وقف جميع الأعمال الأحادية الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي، والتوقف أيضاً عن الاستيطان، وعنف المستوطنين وجرائم القتل وهدم المنازل والمدارس والمنشآت في أرضنا الفلسطينية المحتلة، وإطلاق سراح الأسرى والإفراج عن جثامين الشهداء الفلسطينيين المحتجزة".
وتابع: "تتصورون أن إسرائيل تحتجز جثامين الفلسطينيين" متسائلاً: "هي تعاقب من؟ الجثامين أم أهل الشهداء؟".
ودعا عباس إلى "وقف الاعتداءات (الإسرائيلية) على أهلنا في مدينة القدس الشرقية ومقدساتنا المسيحية والإسلامية، وكذلك الاعتداء على المناهج المدرسية ومحاولات تهويدها".
وأردف أن "ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من اقتحامات للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية بشكل يومي، وما جرى منذ أيام بإغلاق مؤسسات مدنية حقوقية فلسطينية، يشعل الأوضاع".
حل الدولتين
وجدد الرئيس الفلسطيني التأكيد "على أن تحقيق الأمن والسلام يبدأ بالتوقف الكامل عن تقويض حل الدولتين من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والتوجه نحو الأفق السياسي".
وقال عباس إن "تقويض حل الدولتين المستند لحدود عام 1967 من جانب إسرائيل، وتحويله إلى واقع الدولة الواحدة بنظام الأبارتهايد، لن يخدم الأمن والاستقرار في منطقتنا، بل سيؤدي إلى قطع العلاقات وانهيار الاتفاقيات القائمة".
وأضاف أن الفلسطينيين سيتوجهون إلى مجلس الأمن الدولي ومنظمات الأمم المتحدة، من أجل الإسراع لحماية حل الدولتين، تمهيداً للذهاب إلى أفق سياسي، ينهي الاحتلال لأرض دولة فلسطين على حدود 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، ويقدم حلاً عادلاً لقضية اللاجئين الفلسطينيين.
وتابع: "كل دول العالم تقول (إنها مع) حل الدولتين، وتعترف بإسرائيل، بعضها كأميركا وأوروبا لا يعترفون بالدولة الفلسطينية، لا أدري لماذا؟".
وأشار إلى أنه وفي إطار المسعى لحماية حل الدولتين، أطلع نظيره التركي على مطالبته الدول التي تؤمن به بأن تعترف بدولة فلسطين، ومساعي الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
وتابع: "نحن حصلنا قبل سنوات (2012) على عضوية مراقب في الأمم المتحدة، وكان الفضل الأول، وأقول هنا أمام السيد الرئيس الفضل الأول لحصولنا على ذلك الاعتراف هو للجمهورية التركية". وقال: "تركيا وقفت إلى جانبنا موقفاً حاسماً مع كل دول العالم حتى حصلنا على 138 صوتاً".
وأضاف أن مشاورات واسعة تجري ومساعي للحصول على دعم جميع أعضاء مجلس الأمن والجمعية العامة "ويمكن في هذا الصدد عقد مؤتمر دولي بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة من أجل حماية حل الدولتين".