حدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، هدفه المقبل بالتركيز على الانتخابات المحلية ومحاولة استعادة مدينة إسطنبول من يد المعارضة انطلاقا من شعار "إسطنبول مجددا"، لترد المعارضة التي تحكم المدينة بأن "إسطنبول بدأت مجددا قبل خمس سنوات".
وأعلن أردوغان في كلمة ألقاها أمام كتلة حزب "العدالة والتنمية" البرلمانية للشؤون الداخلية عن استعداد التحالف الجمهوري الحاكم للانتخابات المحلية المقبلة، مضيفا: "سنقوم باستعداداتنا لانتخابات 31 آذار/مارس 2024 التي ستجرى بعد 4 أشهر، وفق أولوياتنا وبرنامجنا، ولن ننسى أبدا أن المعارضين ليسوا هم من يواجهوننا بل من يسيطر عليهم".
وأثناء كلمته، أطلق أعضاء حزبه صيحات مرددين: "إسطنبول لنا وستبقى لنا"، ليرد عليهم :"تذكروا أيها الشباب أنني أضع اليوم العنوان الرئيسي: إسطنبول مجددا". وأوضح: "كما قلت دائما ليس لدينا أي عمل مع الدمى (المعارضة)، نحن نصارع من يتحكم في الدمى، وبغض النظر عما يفعله الآخرون فنحن نقوم بواجباتنا بأفضل طريقة ممكنة، ونواصل طريقنا بنفس النهج قبل الانتخابات المحلية".
وعن استعدادات حزبه لهذه الانتخابات قال إن "التقييمات الانتخابية لرؤساء البلدية المرشحين تسير بسلاسة، وهم يواصلون طريقهم في التحالف الجمهوري بأقوى طريقة ممكنة، حيث إن طلبات الترشح لرئاسة البلديات قد انتهت وهم مستمرون في تلقي طلبات عضوية المجالس". وتابع: "أجرينا استطلاعات رأي للحزبيين في الولايات إلكترونيًا في مناخ من التوافق التام وجو من الديمقراطية، كما أن المحادثات مع حزب الحركة القومية، الشريك في التحالف الجمهوري تتقدم على أساس التفاهم المتبادل"، معربا عن أمله بخروج التحالف الجمهوري ناجحا من الانتخابات المحلية، ومطالبا النواب بمواصلة عملهم في الميدان بهذه الحساسية.
وبعيد كلمته، أجرى أردوغان لقاء في القصر الرئاسي في العاصمة أنقرة، مع زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي، واستمر اللقاء ساعة دون أن تتكشف أجندته، فيما تشير مصادر إعلامية إلى أن مسألة كتابة دستور جديد في البلاد والانتخابات المحلية سيطرت على محادثات الزعيمين.
وسبق اللقاء قبل نحو أسبوعين خلاف ظهر على السطح يتعلق بمسألة التعديلات الدستورية وتحديدا شرط انتخاب الرئيس، حيث لم يدعم بهتشلي مطالب أردوغان بتغيير الشرط الحالي وهو 50% زائدا واحدا، ويرجح أن يكون اللقاء لتبديد أي خلافات بين الحزبين الحليفين.
وفي إطار رد المعارضة على العنوان الذي وضعه أردوغان "إسطنبول مجددا"، استخف رئيس بلدية إسطنبول عن حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم إمام أوغلو بتلك التصريحات، وخاطب أردوغان من خلال الصحافيين قائلا: "لقد تأخرت 5 سنوات، حيث صدر عنوان إسطنبول مجددا لتجديد وتقوية وشفاء وتجميل المدينة في 31 آذار/مارس 2019، وهذه الرحلة مستمرة، وسندعهم يواصلون متابعتنا".
وتمكنت المعارضة التركية في العام 2019 من تحقيق فوز نادر على حزب العدالة والتنمية في كبريات المدن التركية بالانتخابات المحلية والسيطرة على مدن إسطنبول وأنقرة وأضنة وأنطاليا وإزمير، رغم سيطرة حزب العدالة والتنمية على مقاليد الحكم في البلاد منذ العام 2002. وعقب الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي جرت في أيار/مايو الماضي، وفوز التحالف الجمهوري فيها، تركزت الأنظار على الانتخابات المحلية وخاصة مدينة إسطنبول، إذ يسعى الرئيس أردوغان لاستعادة حكم المدينة بعد خمس سنوات من حكم المعارضة.
ويواجه أردوغان تحدي تقديم مرشح لمنافسة إمام أوغلو الذي اكتسب شعبية كبيرة تجعله منافسا رئاسيا قويا لأردوغان، وبالتالي يحتاج أردوغان لمرشح ذي شعبية ويتمتع بحيوية الشباب، قادر على هزيمة إمام أوغلو، وهناك تسريبات عديدة عن وزراء سابقين منهم وزير البيئة والتمدن السابق مراد قوروم، الذي يحظى باحترام لدى الشارع التركي.