أربيل تحمل بغداد مسؤولية استمرار اعتداءات "داعش" في كركوك وتدعو لتشكيل قوات مشتركة

01 مايو 2021
يطالب قادة إقليم كردستان بتشكيل قوة مشتركة من "البشمركة" والجيش العراقي (Getty)
+ الخط -

حمّلت حكومة إقليم كردستان العراق مسؤولية استمرار مسلسل الهجمات المتكررة التي يشنها تنظيم "داعش"، في محافظة كركوك ومناطق أخرى شمالي البلاد، للسلطات العراقية في بغداد، مطالبة بوضع حلول سريعة في ما يتعلق بضبط أمن تلك المناطق وإنهاء جيوب مسلحة تتبع تنظيم "داعش" فيها.

وفجر اليوم السبت، هاجمت مجموعة من عناصر التنظيم حواجز أمنية تابعة لقوات "البشمركة" الكردية، بين بلدتي الدبس والتون كوبري، شمالي محافظة كركوك، وبعد اشتباك معها، قتل سبعة من عناصر "البشمركة" وأصيب اثنان آخران، وأقدم عناصر التنظيم على إحراق أحد تلك الحواجز الأمنية قبل أن ينسحبوا.

وجرت اتصالات، صباح اليوم السبت، بين قادة الإقليم ورئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، بحث الجانبان خلالها خطورة تلك الاعتداءات، ووفقاً لمسؤول كردي تحدث لـ"العربي الجديد"، فإنّ "الكاظمي وعد بحسم الملف قريباً، إلا أنّ القادة الأكراد طالبوه بضمانات وخطوات حقيقية بهذا الاتجاه، وأكدوا أنّ إهمال تلك المناطق بات خطراً على البشمركة من جانب وعلى أربيل من جانب آخر، ما يستدعي قراراً حاسماً".

وبيّن المسؤول الكردي، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أنّ "الملف ستجرى مناقشته بشكل مفصّل الأسبوع الجاري لبحث إمكانية التوافق بشأنه، كما أنّ قادة الإقليم سيجتمعون اليوم لبحث خطواتهم إزاء الهجوم".

ودعا رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني الحكومة الاتحادية والبرلمان والتحالف الدولي إلى التحرك السريع لسد الفراغ الأمني الحاصل في المناطق المتنازع عليها، وقال في بيان: "نحن نبّهنا مرّات عدة الحكومة الاتحادية والتحالف الدولي إلى مخاطر تنظيم (داعش) واستفادته من الفراغ الأمني الحاصل في تلك المناطق، ونطالب مرة أخرى بالتعجيل بالعمل بتشكيل قوة مشتركة من البشمركة والجيش العراقي في مناطق النزاع، حتى لا تستغل هذه المنطقة من قبل التنظيم".

وحذر من أنّ "الخطر يهدد أمن جميع المنطقة والعالم"، مشيراً إلى أنّ "الإقليم على استعداد للتعاون التام من أجل تشكيل هذه القوة بشكل سريع".

ولم يختلف خطاب رئيس حكومة الإقليم مسرور البارزاني عن خطاب رئيس الإقليم، إذ دعا إلى بقاء قوات التحالف لضبط الأمن.

وقال في بيان: "من المهم أن يواصل التحالف الدولي تدريب البشمركة والجيش العراقي، وأن بقاءه مهم للتصدي لتنظيم داعش وإنهاء تهديداته المستمرة"، مشدداً: "نجدد التأكيد على أهمية تفعيل التعاون الأمني المشترك بين الجيش العراقي وقوات البشمركة هناك".

القيادي في الحزب "الديمقراطي الكردستاني"، ماجد شنكالي، أكد أنه "لا حل لضبط أمن الإقليم من دون نشر قوات البشمركة بالمناطق المتنازع عليها، وعلى بغداد أن تتفهم ذلك".

وقال شنكالي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تلك المناطق هي مناطق رخوة تستغل من قبل (داعش) وأذنابها للهجوم إما على البشمركة أو على المدنيين فيها، أو على القوات العراقية، لذا يجب أن يكون هناك تنسيق كبير بين بغداد وأربيل، وإعادة البشمركة لهذه المناطق لعدم تكرار الهجمات والتي تعد خطيرة جدا من المنظور الأمني".

وشدد على أن "حكومة الإقليم ستستمر بالضغط على بغداد لتحقيق أمن هذه المناطق، التي تستغلها الفصائل المسلحة أيضاً لتنفيذ هجماتها على أربيل، لذا على بغداد أن تتفهم خطورة الموقف، وإذا لم تعد البشمركة فإن داعش سيعيد الهجوم، لذلك فإن الإقليم سيعمل على نشر الكثير من قواته في تلك المناطق لدرء الخطر عن أمن كردستان".

وأشار إلى أن "التحالف الدولي اليوم مطالب بتكثيف طلعاته الجوية لتأمين تلك المناطق، كما هو مطالب بالتدخل والضغط على بغداد بشأن إعادة قوات البشمركة إلى تلك المناطق".

وتعدّ كركوك من أبرز المناطق المتنازع على إدارتها بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان في أربيل، وبقيت تحت سيطرة القوى الكردية منذ الأشهر الأولى للاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، حتى دخول الجيش العراقي عام 2017 على خلفية تنظيم أربيل استفتاءً شعبياً للانفصال عن العراق والذي شمل كركوك ومناطق أخرى متنازعاً عليها، وما زالت بغداد تدير ملف الأمن في تلك المناطق منذ ذلك الحين وترفض عودة "البشمركة" للمشاركة في إدارة الملف الأمني.

المساهمون