أربيل تجهز ملف القصف الإيراني لتقديمه إلى مجلس الأمن

24 يناير 2024
آثار القصف الذي استهدف منزل رجل أعمال في أربيل (العربي الجديد)
+ الخط -

أنهت فرق الدفاع المدني في محافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق عملية البحث في منزل رجل الأعمال الكردي "بيشرو دزيي"، بعد مضي أكثر من أسبوع على تعرضه إلى قصف بصواريخ بالستية إيرانية أدت إلى مقتل 5 أشخاص، بينهم رجل الأعمال الكردي وطفلة، فيما لم يُعثر على جثة عاملة الخادمة الفيليبينية، وبقي مصيرها مجهولاً.

ويأتي ذلك في وقت تتجهّز السلطات في إقليم كردستان العراق لتقديم ملفٍ كامل يضم تفاصيل شاملة للقصف الذي استهدف أربيل، الأسبوع الماضي. ويشمل الملف "حقائق" تنفي مزاعم إيران بشأن وجود مقرات للموساد الإسرائيلي، وفقاً لما أفادت به مصادر كردية لـ"العربي الجديد".

وأعلنت الخارجية العراقية، الثلاثاء من الأسبوع الماضي، تقديم شكوى ضد إيران إلى مجلس الأمن الدولي، تتعلق "بالعدوان الصاروخي الإيراني الذي استهدف أربيل وأدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين الأبرياء وإصابة آخرين، وتسبب بأضرار في الممتلكات العامة والخاصة".

وذكرت الوزارة، في بيان، أنها "رفعت شكوى بموجب رسالتين متطابقتين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي، عبر الممثلية الدائمة للعراق في نيويورك"، مؤكدة أن "هذا العدوان يعد انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق وسلامته الإقليمية وأمن الشعب العراقي".

وبحسب مصادر مطلعة من أربيل، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن "الحزب الديمقراطي الكردستاني (الحاكم في الإقليم) جاد هذه المرة في توجيه الاتهامات إلى إيران بشأن استهداف منازل لمدنيين، بحجج كاذبة"، مبينة أن "إيران سعت خلال الأيام الماضية إلى التهدئة مع أربيل، إلا أن الوضع لا يزال متوتراً، وأن السلطات الكردية تسعى إلى طمأنة الشعب الكردي الغاضب والحزين، بسبب الاستهدافات المتكررة".

وفي أحدث صور حصل عليها "العربي الجديد" من موقع القصف الإيراني (15 يناير/ كانون الثاني الجاري)، يظهر حجم الدمار الكبير الذي ألحق بمنزل رجل الأعمال بيشرو دزيي.

آثار القصف الذي استهدف منزل رجل أعمال في أربيل (العربي الجديد)
آثار القصف الذي استهدف منزل رجل أعمال في أربيل (العربي الجديد)

و"جمعت فرق الدفاع المدني بقايا بعض الجثث المتناثرة لأجل فحصها ومعرفة المواد التي دخلت في صناعة الصواريخ الإيرانية، ووضعها في التقارير النهائية التي ستُعرض على مجلس الأمن"، وفقاً للمصادر.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني أنه شنّ هجمات صاروخية في مدينة أربيل بإقليم كردستان العراق استهدفت ما قال إنه "مقر رئيسي لجهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية (الموساد)"، لكن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني دان القصف، واعتبره "عملاً عدوانياً وتطوراً خطيراً يقوّض العلاقات القوية بين بغداد وطهران".

كذلك أبلغ رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بضرورة تحرك المجتمع الدولي بعد هجوم الحرس الثوري الإيراني على أربيل. لكن مراقبين وباحثين قللوا من احتمالية مساندة بغداد لجهود أربيل في الشكوى على إيران، من جرّاء العلاقة المتينة بين معظم الأحزاب الحاكمة في العاصمة العراقية مع النظام الإيراني.

بغداد قد لا تتعاون مع أربيل بشأن الشكوى

من جهته، قال عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، سورت أيزيدي، إن "حكومة كردستان ستتعامل مع القصف الإيراني وفق القوانين الدولية، وهناك جدية في هذا الاتجاه، كما أن الشعب الكردي باشر عملياً بخطوات لأجل المقاطعة الاقتصادية والتجارية للبضائع الإيرانية"، موضحاً لـ"العربي الجديد" أن "بغداد قد لا تتعاون مع أربيل في تقديم الشكوى ضد إيران أمام المجتمع الدولي ومجلس الأمن".

وأكمل سورت أن "إيران لم تلتزم بقرار مجلس الأمن الدولي الصادر عام 1987 بشأن وقف إطلاق النار بين العراق وإيران، وهي تمارس الاعتداء على السيادة العراقية منذ أعوام، لكن القصف الأخير مثّل حالة إيغال بالعنف وقتل المدنيين"، معتبراً أن "القانون الدولي يمنح الحق لأربيل في مساءلة إيران عن أدلتها في وجود مقرات للموساد، ومحاسبتها على هذا العدوان".

وشهدت بغداد، خلال الأيام الماضية، حراكاً جمع عدة مسؤولين إيرانيين مع مسؤولين عراقيين، بُحثت خلالها الأزمة الناجمة عن القصف الإيراني لمدينة أربيل وطرق احتوائها، مع التأكيد على أهمية المضي بالتنسيق الأمني بين البلدين.

وأعلن مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، السبت الماضي، عن استقبال السفير الإيراني محمد كاظم آل صادق، وعقد مباحثات ثنائية بين الجانبين. ووفق بيان عراقي، فإنه "استعرض مع آل صادق الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، إلى جانب بحث تعزيز العلاقات بين البلدين الجارين، والتأكيد على حل جميع الإشكالات عبر الحوار".

وبالرغم من ذلك، إلا أن إيران تواصل زعمها بوجود مقرات للموساد الإسرائيلي في أربيل، وأن القصف الأخير استهدف "أعداء إيران"، معتبرة أن القصف "لا يتعارض" مع سيادة العراق، فيما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن بلاده "لن تتوانى عن الدفاع عن أمنها".

المساهمون