رحب الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، اليوم السبت، عقب لقائه في باكو وفداً روسياً رفيع المستوى قاده وزير الخارجية سيرغي لافروف، بالمفاوضات النشطة الجارية بين روسيا وتركيا حول إنشاء مركز مشترك لمراقبة وقف إطلاق النار في كاراباخ، فيما أكد وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، أن الجيش أتمّ استعداداته من أجل التوجّه إلى أذربيجان.
وتطرق علييف خلال اللقاء إلى العمليات التي نفذها الجيش الأذربيجاني لتحرير أراضيها، وهجمات القوات الأرمينية على المدنيين، بحسب بيان للرئاسة الأذربيجانية أوردته "الأناضول".
وأشار إلى انخراط مرتزقة أجانب في صفوف الجيش الأرمني، مؤكداً أنّ ذلك أمر مرفوض. ورحب بوجود جنود روس يقومون بمهام مؤقتة في المنطقة.
وقال: "نرحب بإجراء تركيا وروسيا مفاوضات نشطة من أجل إنشاء مركز مشترك (للمراقبة). نعتقد أن هذا عامل مهم للغاية في تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة".
وتابع: "سيتولى البلدان الصديقان، روسيا وتركيا، مراقبة وقف إطلاق النار. هذا مؤشر على تعزيز التعاون بين بلدين مجاورين لنا".
وذكرت الرئاسة الأذربيجانية في بيان أنّ علييف التقى وفداً روسياً يضم وزير الخارجية سيرغي لافروف، ونائبي رئيس الوزراء، ألكسندر نوفاك وأليكسي أوفرتشوك، ووزير الصحة ميخائيل موراشكو، ورئيسة وحدة حماية صحة الإنسان وحقوق المستهلك آنا بوبوفا.
وقال علييف خلال اللقاء، إنّ البيان المشترك بين روسيا وأذربيجان وأرمينيا، لوقف الحرب في إقليم كاراباخ، خطوة مهمة لإرساء سلام قوي وطويل الأمد في المنطقة.
وأكد علييف أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لعب دورًا مهمًا لضمان وقف إطلاق النار. وأشاد أيضاً بالمساهمات التي قدمها نظيره التركي رجب طيب أردوغان، بخصوص أمن المنطقة.
من جهته، قال لافروف، عقب اللقاء مع علييف، إن مواقف البلدين تجاه تسوية النزاع في إقليم ناغورنو كاراباخ "متطابقة".
وفي مؤتمر صحافي عقد، مساء اليوم السبت، قال لافروف إن اللقاء ركز على ضرورة التنفيذ المتواصل والنزيه لجميع بنود البيان الذي تبنته روسيا وأذربيجان وأرمينيا لوقف الحرب في كاراباخ.
وتابع، وفق ما أوردته وكالة "نوفوستي" الروسية: "تتطابق مواقفنا كذلك تجاه ضرورة تهيئة الظروف لإعادة السلم الديني والعرقي والتعايش والمصالحة" في الإقليم.
كذلك عبّر وزير الخارجية الروسي عن ثقته بأنّ "محاولات بعض الأطراف للتشكيك في البيان الثلاثي قد باءت بالفشل"، مشيراً إلى أن روسيا وفرنسا والولايات المتحدة بصفتها الدول الرئيسة في مجموعة مينسك، "أشارت مراراً إلى ضرورة حل مشكلة كاراباخ بناءً على المبادئ التي يجري تطبيقها في الوقت الراهن في إطار البيان الثلاثي".
من جهته، قام وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، بزيارة مزدوجة لطرفي النزاع، أرمينيا وأذربيجان.
وأطلع شويغو الرئيس علييف على معلومات عن أنشطة الجنود الروس في كاراباخ. وأشار إلى انتشار الجنود الروس في 23 نقطة بالمنطقة، مؤكداَ أنه يجري التزام وقف إطلاق النار باستثناء بعض الاشتباكات الصغيرة.
وكان شويغو قد أعلن في وقت سابق، من يريفان، أن 7 آلاف لاجئ قد عادوا بالفعل إلى كاراباخ بعد ضمان قوات حفظ السلام الروسية الأمن للقوافل التي نقلتهم.
وذكر شويغو، خلال لقاء مع نظيره الأرميني فاغارشاك هاروتيونيان، بحسب ما أوردته وكالة "تاس" الروسية، أن "العمل على إعادة اللاجئين مستمر، وأنا واثق من أن كل من يرغب في العودة إلى كاراباخ سيتمكن من القيام بذلك".
وشدد الوزير الروسي على أن المسائل المتعلقة بالحياة اليومية للمواطنين في المنطقة، بما في ذلك قضايا الطب والنقل والطاقة والغذاء، تحتل مقدمة العمل، على حد تعبيره.
بدوره، دعا رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان إلى تعزيز التعاون العسكري مع روسيا، قائلاً: "نأمل أن نتمكن من تعزيز التعاون مع روسيا، ليس فقط في المجال الأمني، لكن أيضاً في المجالين العسكري والتقني".
وأضاف، بحسب "فرانس برس": "بالطبع، كانت هناك لحظات صعبة في الحرب، لكن الوضع اليوم أصعب بكثير".
من جانب آخر، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، أن قوات بلاده ستذهب إلى أذربيجان بأقرب وقت، لمراقبة وقف إطلاق النار في كاراباخ.
وأشار أكار، في كلمة له خلال زيارة أجراها الجمعة، برفقة كبار قادة الجيش، إلى شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية "TUSAŞ"، وفق "الأناضول"، إلى أن القوات البرية استكملت استعداداتها للذهاب إلى أذربيجان، لأداء مهامها إثر اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين باكو ويريفان.
ولفت إلى وجود محادثات بين تركيا وروسيا حول التطورات في كاراباخ، وأضاف: "قمنا ونقوم بكل ما يجب القيام به لحماية جميع حقوق ومصالح الأشقاء الأذربيجانيين والدفاع عنها".