أداء جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال العدوان على غزة: تغلغل "ثقافة الكذب"

27 مايو 2021
جيش الاحتلال بعث إشارات مضللة (Getty)
+ الخط -

عادت مجلة إسرائيلية إلى تسليط الضوء على الإشارات المضللة التي بعثها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه العسكري الأخير على قطاع غزة، الذي استمر 11 يوماً، محذرة مما أسمته تغلغل "ثقافة الكذب" في أوساط القيادات العسكرية، كما عكست ذلك بيانات وتسريبات الجيش.

وقالت أخيراً مجلة "هعاين هشفيعيت"، التي تعنى بنقد أداء الإعلام في دولة الاحتلال، إنّ بيانات الجيش والتسريبات التي خص بها المعلقين العسكريين خلال العدوان على غزة دلت على أنّ "الجيش بات مستلباً لثقافة الكذب".

ورأت "هعاين هشفيعيت" أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي اعتبرته "رائد ثقافة الكذب"، هو المسؤول عن تسلل هذه الثقافة إلى الجيش.

وأشارت المجلة، في تحليل أعده الكاتب عوزي بنزيمان، إلى أنّ ما يدل على أنّ "ثقافة الكذب" قد استشرت في الأوساط العسكرية، هو أنه في الوقت الذي سرّبت فيه قيادة الجيش خلال العدوان على غزة معلومات إلى مجموعة من الإعلاميين المؤسساتيين الذين يعملون "كأبواق" للناطق بلسان الجيش، جوناثان كونريكوس، تفيد بتحقيق "إنجازات كبيرة" في المعركة الأخيرة، فإنّ هذه القيادة أقرّت بعد انتهاء العدوان بمظاهر الفشل، وتحديداً عدم قدرتها على الحصول على معلومات استخبارية حول ترسانة الصواريخ التابعة لحركة "حماس".

ولفتت إلى أنّ الصحافيين الإسرائيليين الذين انبروا لتسويق رواية الجيش خلال العدوان حول "النجاحات" فيها، هم أنفسهم الذين يحاولون حالياً تقليص مظاهر ذلك، استناداً إلى تقديرات المصادر العسكرية نفسها التي اعتمدت عليها أولاً في الحديث عن "النجاحات".

وهاجم بنزيمان زملاءه الصحافيين الذين "لم تكن لهم مصادر معلومات بديلة غير قيادة الجيش، وفي الوقت ذاته لم يتحلّوا بالنزاهة والأمانة في نقل الحقائق، مما جعلهم يعتمدون بشكل تام على رواية الجيش".

وأشار إلى أنّ الجمهور فقد ثقته برواية الناطق بلسان الجيش والمراسلين والمعلقين العسكريين "الذين ضللوا الجمهور" خلال الحرب عبر تكريس انطباع بأنّ تحولات عميقة حدثت على مسار المواجهة لصالح إسرائيل، من خلال الحديث عن المسّ بشبكة أنفاق "حماس" وقدراتها الصاروخية، وهو ما تبين لاحقاً أنه غير دقيق.

وحذر من أن الكذب والتضليل سيدفعان الجمهور الإسرائيلي إلى حالة "إنكار"، ينقطع فيها تضامنه مع الجنود والطيارين الذين شاركوا في المعركة.

وشدد بنزيمان على إسهام نتنياهو في تحكم "ثقافة الكذب" بمؤسسات "الدولة" وضمنها الجيش، لافتاً إلى أنّ الأخير سارع إلى إعلان "النصر" بعيد الإعلان عن وقف إطلاق النار، وأن الحرب على غزة حققت "إنجازات هائلة لدولة إسرائيل".

واستحضر كذلك أنه أعلن بعيد إغلاق صناديق الاقتراع في الانتخابات الأخيرة كذباً فوزه بها.

ولفت إلى أن نتنياهو الذي قام بعملية "غسيل مخ للجمهور الإسرائيلي وروّج أنّ الدولة تحت حكمه الطويل حققت نجاحات كبيرة، هو الذي ادعى أيضاً أنّ إسرائيل حظيت خلال العدوان الأخير على غزة بدعم دولي كبير، وأنكر وجود أي حقائق في التهم الموجهة ضده بالفساد في حين أنه يجلس الآن في قفص الاتهام".

المساهمون