تأثرت الشعوب العربية تأثراً شديداً بزلزال المغرب الذي ضرب البلاد ليل الجمعة السبت الماضي، وشهدت مواقع التواصل حملة من الحب الصادق والتضامن الحقيقي مع الشعب المغربي في هذه المحنة.
وجاءت كذلك البيانات الرسمية العربية، وفيها ما يتجاوز مجرد القول الدبلوماسي إلى فعل تضامني لا ينتظر جزاءً ولا شكوراً، غير أن ما يستوقفنا في هذا الخصوص هي المواقف التونسية والجزائرية، وحالة المغرب العربي التي تدفع إلى الحسرة، واليأس من رؤية حلم الوحدة المغاربية متحققاً.
تونس، التي تعيش خلافاً كبيراً مع المغرب منذ أن اختار الرئيس قيس سعيّد الانحياز نهائياً إلى الجزائر في ملف الصحراء، قالت في بيان لها، أول من أمس السبت، إنها "تقف إلى جانب المملكة المغربية الشقيقة في هذه المحنة وتضع كل ما لديها من إمكانات لمعاضدة جهود أشقائها، وتتقدم بعبارات التعازي لأهالي الضحايا".
بدورها، أعربت الجزائر، السبت، عن تضامنها، وأفاد بيان للخارجية بأنها قررت "فتح مجالها الجوي أمام الرحلات لنقل المساعدات الإنسانية والجرحى والمصابين"، من دون أن يشمل الرحلات الجوية التجارية لنقل المسافرين. وأبدت "استعدادها التام لتقديم المساعدات الإنسانية ووضع كافة الإمكانيات المادية والبشرية، تضامناً مع الشعب المغربي الشقيق وذلك في حال طلب من المملكة المغربية".
وكانت الجزائر قد أغلقت أجواءها أمام عبور الطائرات المغربية في سبتمبر/ أيلول 2021 بعد شهر من قطع العلاقات مع المغرب، بسبب توترات سياسية، وظلت هذه الأجواء مغلقة حتى الآن. ويتساءل عرب كثيرون، لماذا لا نتضامن إلا زمن النكبات، ولماذا لا تبرز هذه الأخوّة إلا في المحن.
لقد سقط حلم ملايين في المنطقة المغاربية بولادة اتحاد ظنوا في وقت من الأوقات أنه بات قريباً، ولكن القيادات الخمس التي تداولت على الحكم إلى اليوم، في المغرب وموريتانيا والجزائر وتونس وليبيا، دفنت حلم الشعوب في الوحدة، بسبب رغبتها الجامحة في الحكم لوحدها.
واليوم، ألا يمكن للجزائر وتونس والمغرب أن يجلسوا إلى طاولة واحدة، يبحثون فيها عن أدنى الأدنى المشترك، لتخفيف المعاناة عن شعوبهم بسبب هذه القطيعة، التي لم تكسب منها لا الجزائر ولا المغرب شيئاً، أما تونس فقد ضيّعت فرصة لتكون وسيط خير بين شقيقين، ظناً منها أنها ستربح شيئاً.