جددت أحزاب الحزام الرئاسي في الجزائر، مشاركة بالحكومة، مع أحزاب أخرى لا تشارك في الحكومة، توجيه انتقادات حادة إلى حكومة أيمن بن عبد الرحمن، بسبب ما وصفته بضعف الأداء في بعض القطاعات، لا سيما التي لها صلة مباشرة بالحياة اليومية للجزائريين، كالتجارة والنقل والصناعة، والتي تتعرض في الوقت نفسه لانتقادات من المواطنين بسبب الإخفاق في ضبط الأسواق وتنظيم مجالات الشأن العام، وسط توقعات عن إعلان قريب لتغيير حكومي يمس بعض هذه القطاعات الوزارية.
وقال أمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، عضو في الحزام الحكومي، الطيب زيتوني، خلال لقاء مع كوادر حزبه، مساء السبت الماضي، إنه يشعر بالقلق من أداء بعض القطاعات الحكومية، خاصة تلك التي لها صلة مباشرة بجوانب المعيشة اليومية للجزائريين، مضيفاً: "لطالما طالبنا الحكومة بإصلاحات جذرية وعاجلة ".
وانتقد زيتوني، الذي يحوز حزبه على ثالث أكبر كتلة نيابية في البرلمان، إخفاق الحكومة في التخفيف مما وصفها "شدة البيروقراطية والحواجز الإدارية التي تعارض المنطق، وتعرقل المبادرة الاقتصادية ".
من جهتها، جددت حركة البناء الوطني، من الحزام الحكومي، السبت الماضي، الدعوة إلى "تشكيل حكومة حاضرة في الميدان لايخفى عليها رقم ولا إحصاء، تكون ذات توجه استراتيجي في قضايا التنمية"، وكان رئيس الحركة، عبد القادر بن قرينة عبّر، خلال مؤتمر للحركة في ولاية "سيدي بلعباس" غربي البلاد، الأسبوع الماضي، عن القلق من عجز الحكومة الحالية في السيطرة على أزمة ارتفاع الأسعار وحلها قبل حلول شهر رمضان المبارك.
وقال بن قرينة: "نطالب الحكومة بمعالجة سريعة للاختلال والارتباك المسجلين بشأن توريد الأسواق الوطنية بما يلبي الاحتياجات الأساسية واليومية للمواطن، الذي أنهكته التذبذبات في توفير المواد الغذائية ذات الاستهلاك الواسع وأثقل كاهله لهيب الأسعار مع اقتراب شهر رمضان".
واللافت أن هذه الانتقادات التي تُوجه إلى أداء الحكومة تأتي بعد انتقادات حادة وجهها الرئيس عبد المجيد تبون للحكومة قبل أسبوعين بسبب بعض قراراتها، وعبر عن غضبه البالغ إزاء ذلك في حوار تلفزيوني بث في 26 فبراير/شباط الماضي. الأمر الذي عزز التوقعات بإجراء تغيير حكومي يمس عدداً من الوزارات.
ومن خارج الائتلاف الحكومي، طالب حزب "جيل جديد"، المصنف من المعارضة المعتدلة، تبون بإنهاء ما وصفه بـ"الشلل حكومي"، وقال رئيس الحزب جيلالي سفيان، أمس الأحد، خلال احتفالية أقامها الحزب بمناسبة الذكرى الـ12 لإنشائه ، إن "الحكومة جرى تشكيلها وتعديلها عدة مرات، ولا يبدو أنها متجانسة مع الواقع. في الآونة الأخيرة، يظهر رئيس الوزراء على الساحة الدولية في حين ينعدم وجوده عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن البرنامج الحكومي أمام الرأي العام".
واعتبر سفيان أن الأداء الحكومي "يعيش حالة أزمة ثقة عميقة مثل التي شهدناها بعد عام 2019، الحكومة لا تحدد أهدافها بوضوح، ولا رؤيتها العملية لتنفيذ أجندة تنمية متماسكة وعملية، فرغم تمتعها بكامل حرية التصرف، لم تستغل الوضع لبدء إصلاحات حقيقية وضرورية جداً".
وهاجم سفيان، الذي سبق له أن التقى تبون، الحكومة: "رئيس الجمهورية يصبو إلى تطلعات كبيرة، لكن من الناحية العملية، غالباً ما نجد في السلطة التنفيذية رداءة في الأداء، ونقصاً في الكفاءة، ولسوء الحظ، لا يزال هنالك الكثير من الفساد، وبدلاً من أن تبادر الحكومة إلى تعزيز المقاولين وتشجيع المبادرة، تنشغل الحكومة بسجن التجار ممن وجد عندهم مخزوناً زائداً من الموز أو الزيت، ووضع عراقيل بيروقراطية لامنتهية في وجه رجال الأعمال".