الأحزاب السياسية في الجزائر تستعد لعقد مؤتمراتها: تقييم الخيارات وتجديد القيادات

14 مارس 2022
تأتي هذه الاستعدادات بعد فراغ الأحزاب من مجموع الاستحقاقات الانتخابية (العربي الجديد)
+ الخط -

تستعد مجموعة من الأحزاب السياسية في الجزائر لعقد مؤتمراتها العامة، إذ يتوقع أن تفرز قيادات جديدة تدير العملية السياسية، بعد قرار بعض القيادات التنحي الطوعي، في وقت يسود فيه قلق سياسي واضح في البلاد، إزاء الظروف المحيطة بالعمل السياسي ونشاط الأحزاب وعودة النقاش حول قانون جديد للأحزاب السياسية يتفق مع بنود الدستور الجديد. 

ويعقد حزب العمال اليساري المعارض، نهاية الشهر الجاري، في 25 و26 منه، مؤتمره العام، لتجديد قيادته السياسية وإعادة تنظيم صفوف الحزب، بعد فترة شهد فيها حزب العمال محاولات استيلاء عليه بدعم من السلطة، من قبل عدد من الكوادر التي سبق فصلها من الحزب، لأسباب سياسية وانضباطية.

 لكن المعطيات ترجح إمكانية استمرار الأمينة العامة الحالية لويزة حنون في قيادة الحزب، أو التوجه نحو استحداث منصب رئيس الحزب، للسماح بانتخاب أمين عام جديد من بين القيادات البارزة. 

وفي السياق، بدأ حزب "جبهة القوى الاشتراكية" التحضير لعقد مؤتمره، خريف هذا العام، حيث سيحدد المجلس الوطني للحزب التاريخ المحدد للمؤتمر. وقال السكرتير الأول لـ"جبهة القوى الاشتراكية"، يوسف أوشيش، السبت الماضي، في لقاء مع منتخبي الحزب في المجالس المنتخبة، إن الحزب يتوجه "بخطى واثقة نحو المؤتمر الوطني السادس، هو موعد سياسي وتنظيمي على قدر من الأهمية، من شأنه أن يعيد كامل التوازن لتشكيلتنا السياسية، ويضعها في موقع المبادر على الساحة الوطنية".

وأضاف أوشيش أن لجنة تحضير المؤتمر قررت "فتح النقاش، وإشراك كل الإرادات والنيات الصادقة البناءة في إنجاح هذا الاستحقاق الحزبي، وفي صياغة لوائحه السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكذلك قوانينه الأساسية، عبر إنشاء أرضية رقمية لتلقّي المقترحات وتنظيم لقاءات حزبية على القواعد النضالية لإنجاح المؤتمر".

وكان الحزب، الذي يعدّ أقدم أحزاب المعارضة الجزائرية (تأسس عام 1963)، قد شهد في الفترة الماضية خلافات داخلية حادة، وانقساما بين قيادتين تنازعتا السلطة في الحزب، قبل أن يحسم المجلس الوطني للحزب الخلافات لصالح القيادة الحالية. ويدار الحزب منذ استقالة مؤسسه التاريخي حسين آيت أحمد، قبل أكثر من عقد، من قبل هيئة رئاسية تضم خمسة قيادات، وسكرتيرا أول.

 وفي نفس السياق، يستعد حزب "التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية"، لعقد مؤتمره العام هذه السنة، وتحديداً في يونيو/حزيران المقبل، إذ يجري سلسلة لقاءات ومؤتمرات قاعدية، ونقاشات سياسية، حول اللوائح والمقررات السياسية والتنظيمية للحزب.

تأتي هذه الاستعدادات السياسية بعد فراغ الأحزاب من مجموع الاستحقاقات الانتخابية

 وعبّرت قيادة التجمّع، في بيان أخير، عن رضاها عن مستوى التحضيرات الجارية، لإنجاح المؤتمر السادس للحزب المقرر عقده في شهر يونيو/حزيران، والذي سيشهد انتخاب قيادة جديدة، بعد قرار رئيسه الحالي، محسن بلعباس، عدم الترشح لولاية جديدة في قيادة التجمّع. ويعقد الحزب في شهر إبريل/نيسان المقبل، مؤتمرات قاعدية لاختيار المندوبين إلى المؤتمر.

وكان حزب "طلائع الحريات" الذي أسسه رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس، قد عقد قبل أسبوع مؤتمره العام، والذي انتهى بانتخاب رضا بن ونان أميناً عاماً للحزب، بعد فترة انتقالية شهدها الحزب، منذ انسحاب مؤسسه بن فليس من العمل السياسي، في أعقاب فشله في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ديسمبر/كانون الأول 2019.

وتأتي هذه الاستعدادات السياسية بعد فراغ الأحزاب من مجموع الاستحقاقات الانتخابية، كالانتخابات البرلمانية، التي تلتها انتخابات محلية، إضافة إلى الاستحقاق الأخير لانتخابات مجلس الأمة، التي جرت في الخامس من فبراير/شباط الماضي.

 كما أن هذه الاستعدادات محطات تفرضها الحاجة إلى إجراء هذه الأحزاب عملية تقييمية ومراجعة للحصاد السياسي خلال الخمس سنوات الأخيرة، وتحديد الخيارات، على ضوء تداعيات المتغيرات السياسية التي حدثت في البلاد عام 2019 بعد الحراك الشعبي.

 كذلك تأتي الاستعدادات في ظروف تتسم، على وجه الخصوص، بتقلص مساحات النقاش السياسي في الجزائر، لاعتبارات تلعب فيها خيارات السلطة الدور الأبرز. كما أنها تأتي في ظل عودة المطالبات السياسية بسن قانون جديد للأحزاب السياسية، يسمح، بحسب رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة في تصريح السبت الماضي، بـ"تطهير الساحة السياسية من الأحزاب الطفيلية، وإعادة الاعتبار للعمل الحزبي، ومنع التداخل بين نشاط الأحزاب والجمعيات والنقابات".

المساهمون