أبي أحمد: قادرون على تجنيد مليون مقاتل لكن نريد الهدوء بتيغراي

05 يوليو 2021
مخاوف من اشتعال المواجهة مجدداً (إدواردو سوتيراس/ فرانس برس)
+ الخط -

قال رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد، اليوم الاثنين، أمام البرلمان، إن حكومته قادرة بكل سهولة على تجنيد مليون مقاتل جديد، لكنّها تريد تعزيز الهدوء في منطقة تيغراي التي شهدت معارك كبيرة.
وجاءت تصريحات أبي أحمد، الحائز نوبل للسلام في العام 2019، بعد أسبوع على سيطرة "قوات دفاع تيغراي" على ميكيلي عاصمة الإقليم، وإعلان حكومة أبي وقفا لإطلاق النار من جانب واحد في إطار نزاع مستمر منذ ثمانية أشهر.
ووصفت "قوات دفاع تيغراي" سيطرتها على ميكيلي وغالبية المناطق الشمالية في تيغراي بأنها انتصار كبير، فيما اعتبر أبي وغيره من المسؤولين أن القوات الفدرالية نفّذت انسحابا استراتيجيا للتركيز على تهديدات أخرى.
والاثنين، قال رئيس الوزراء أمام البرلمان "يمكن، خلال أسبوع أو أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، تعبئة مئة ألف عنصر من الوحدات الخاصة وتدريبهم وتسليحهم وتنظيم صفوفهم"، مضيفا "وإن لم تكن القوة الخاصة كافية وتبيّن أن هناك حاجة لمليشيا، فيمكن خلال شهر أو شهرين تنظيم صفوف نصف مليون عنصر. يمكن تعبئة مليون شاب وتدريبهم".
لكن أبي شدد على أن المسؤولين خلصوا إلى ضرورة إرساء "فترة من الهدوء" لتمكين الجميع من التفكير بوضوح.
والأحد، أعلن المتمردون في تيغراي القبول بـ"وقف إطلاق نار مبدئي" في الإقليم، الذي استعادوا السيطرة على أجزاء كبيرة فيه وسط تراجع الجيش الإثيوبي، مشترطين انسحاب القوات الإريترية من الإقليم الإثيوبي الشمالي، وكذلك القوات الآتية من إقليم أمهرة المجاور، بعد انتشارها فيه دعماً للجيش الإثيوبي في عمليته العسكرية ضد السلطات المحلية.
كذلك طالب المتمردون بـ"إجراءات كفيلة بمساءلة أبي أحمد و(الرئيس الإريتري) أسياس أفورقي بشأن الأضرار التي تسببا بها"، إضافة إلى تشكيل الأمم المتحدة "هيئة تقصي حقائق مستقلة" حول "الجرائم المريعة" التي ارتكبت خلال النزاع.
والاثنين، لم يتطرّق أبي أحمد خلال كلمته أمام البرلمان إلى هذه الشروط. وتسببت الحرب بخسائر بشرية هائلة وبأزمة إنسانية مروعة، ويقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن 5,2 ملايين شخص، أو 91% من سكان تيغراي، يحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة.
والأسبوع الماضي، استعرضت قوات دفاع تيغراي في شوارع ميكيلي مجموعة من الأشخاص قالت إنهم جنود إثيوبيون أسرى.
والاثنين، قال أبي أحمد إن سيطرة قوات دفاع تيغراي على المناطق جاءت بعد أن قرر الجيش الخروج منها في عملية استغرقت شهرا ونيّفا.
كذلك أشاد أبي أحمد بالجيش قائلا إن "قواتنا الدفاعية لا تتلقى الأموال الكافية. عناصرها يجوبون الجبال صعودا ونزولا. تحت المطر وتحت الشمس يقاتلون دفاعا عن كرامة البلاد".

وتزداد حالة عدم اليقين في إقليم تيغراي ومستقبل المنطقة، ولعل الثابت الوحيد في المشهد اليوم هو أن المعادلة التي أراد أبي أحمد إرساءها في الإقليم بعد تسعة أشهر من القتال، بطرد قادة "جبهة تحرير شعب تيغراي" ومحاكمتهم وإنهاء تمردهم، فشلت، وعادت الأمور لتنقلب على عكس ما تمناه رئيس الوزراء. فالوضع اليوم، على الأقل من الجهة العسكرية، عاد إلى ما قبل 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وهو التاريخ الذي أعلنت فيه الحكومة الإثيوبية انتهاء الصراع بالنصر على "جبهة تحرير شعب تيغراي" والسيطرة على عاصمة الإقليم ميكيلي، علماً أن الصراع استمر في الأشهر التالية، إلى أن شهد النزاع منعطفاً رئيسياً جديداً الاثنين الماضي، مع استعادة قوات تابعة لـ"جبهة تحرير تيغراي" السيطرة على ميكيلي.
 

المساهمون