أبرز داعم لـ"عرين الأسود".. نائل السخل أسيراً ثم مبعداً فشهيداً

02 اغسطس 2024
صورة للشهيد نائل السخل (العربي الجديد)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **استشهاد نائل السخل ودوره في المقاومة:** استشهد نائل السخل، الأسير المحرر المبعد إلى غزة، بعد قصف إسرائيلي استهدف مخيم الشاطئ. كان من أبرز الداعمين لتشكيل مجموعات المقاومة في الضفة الغربية.

- **تاريخ نائل السخل ونشاطه في حماس:** كان محكوماً بالسجن المؤبد وأبعد إلى غزة ضمن صفقة "وفاء الأحرار". عمل ضمن الإطار القيادي لإقليم الضفة الغربية في حماس وتعرض للاستهداف عدة مرات حتى استشهد.

- **معاناة عائلة السخل:** عانت عائلته من ملاحقات واعتقالات من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وتعرضت محلاتهم التجارية للمداهمات والإغلاقات بتهمة تلقي أموال من حماس.

بعد سنوات من اتهام قوات الاحتلال الإسرائيلي له بدعم المجموعات المسلحة في الضفة الغربية، استشهد الأسير المُحرر المبعد إلى قطاع غزة نائل السخل من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، إذ أعلنت عائلته استشهاده اليوم الجمعة، ليسلط الضوء على أحد أبرز الداعمين لتشكيل مجموعات المقاومة في الضفة الغربية، خلال السنوات الأخيرة، وأبرزها مجموعات "عرين الأسود" التي اشتهرت في نابلس.

وعقب تحرره وانتقاله إلى العيش في قطاع غزة، كانت قوات الاحتلال والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية تتهم نائل السخل بالإشراف على تجنيد الشبان وضمهم إلى المقاومة وتمويل المجموعات العسكرية التي تعمل في الضفة الغربية، وفق سجلات الاتهام التي كانت توجه إلى عدد من المعتقلين.

ووفق مصدر خاص تحدث لـ"العربي الجديد"، عمل نائل السخل ضمن الإطار القيادي لإقليم الضفة الغربية في حماس، وكان أحد أبرز الداعمين والممولين لمجموعة "عرين الأسود" التي ظهرت في البلدة القديمة في مدينة نابلس خلال العامين الماضيين، إضافة إلى كونه أحد المؤسسين لجمعية "النور" في غزة، التي كانت تشرف على متابعة شؤون الأسرى والمحررين المحسوبين على حركة حماس في الضفة الغربية.

إعلان استشهاد نائل السخل

وبحسب شقيقه محمد السخل، في حديث لـ"العربي الجديد"، تأكدت العائلة من استشهاد شقيقه الأكبر نائل (50 عاماً) متأثراً بجراحه الخطيرة إثر قصف إسرائيليّ استهدف المكان الذي كان يوجد فيه في مخيم الشاطئ في غزة، الأسبوع الماضي. وكان القصف قد استهدف بناية مكونة من عدة طبقات فجر الخميس 25 يوليو/ تموز الماضي، ما أسفر عن استشهاد عدد من الفلسطينيين، وإصابة نائل السخل بجراح خطيرة، حتى جرى إبلاغ العائلة اليوم الجمعة أنه استشهد.

وكانت الاتصالات مع نائل، وفق شقيقه محمد، صعبة جداً، بعد بدء العدوان على غزة، وقد وصلت إليهم طوال الأشهر الماضية رسائل تفيد باستشهاده، لكنها لم تكن مؤكدة. ويقول محمد: "جرى استهداف نائل عدة مرات، لكنه نجا من كل محاولات الاغتيال، واستشهد عدد من رفاقه الأسرى المحررين، حتى وقعت الضربة الأخيرة التي استهدفته بالفعل وأدت إلى استشهاده".

أسيراً ثم مبعداً فشهيداً

والسخل من مدينة نابلس، كان محكوماً بالسّجن المؤبد، وأبعدته سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى قطاع غزة، عقب الإفراج عنه ضمن صفقة "وفاء الأحرار" التي تمكنت فيها المقاومة بغزة من الإفراج عن 1027 أسيرةً وأسيراً مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، في حين يقبع الآن شقيقه مصطفى السخل في سجون الاحتلال قيد الاعتقال الإداري منذ أكتوبر/ الماضي، وسبق أن أمضى 11 سنة قبلها أسيراً لدى الاحتلال.

واعتقلت قوات الاحتلال نائل السخل عام 2001، بعد مطاردة ساخنة، بعد مشاركته في تنفيذ العديد من العمليات النوعية لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس. ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، يركّز جيش الاحتلال استهدافه تجاه كل مقدّرات حركة حماس، وتحديداً الشخصيات البارزة فيها عسكرياً وسياسياً، ولا سيما الأسرى المحررين الناشطين في أطر الحركة التنظيمية، الذين أفرج عنهم في صفقة شاليط "وفاء الأحرار" عام 2011، وأبعدوا من الضفة الغربية إلى قطاع غزّة، بحجّة عملهم ضمن الإطار القيادي لإقليم الضفة في حماس.

وينشط إقليم الضفة في الحركة، منذ أكثر من 10 سنوات بشكلٍ عملي، لكن بدأ العمل به رسمياً بعد انتخابات الحركة الداخلية في عام 2021، وذلك ضمن إجراء تنفيذي، لتسهيل عمل الإقليم ولأسباب أمنية حتى تكون دوائر العمل أضيق، فيما تتبع دائرة القدس إلى إقليم الضفة بالإضافة إلى دوائر أخرى. 

لم تسلم عائلته من السلطة

وكانت عائلة السخل قد اتهمت جهاز المخابرات العامة الفلسطينية بالتسبب بوفاة والدهم سعدي السخل في يونيو/ حزيران 2013، إثر إصابته بنوبة قلبية حادة خلال وجوده في المقر لمتابعة ملف اعتقال الجهاز الأمني لأحد أبنائه آنذاك. وخلال العقد الأخير، تعرض معظم أشقاء الشهيد السخل للاعتقال والملاحقة لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية، كما تعرضت محلاتهم التجارية للعديد من المداهمات والإغلاقات، بتهمة تلقي أموال من حركة حماس.

وحتى اللحظة لا يعلم العدد الحقيقي للشهداء والأسرى من محرري صفقة وفاء الأحرار، لكن الإحصائيات المتوفرة تشير إلى استشهاد 13، آخرهم السخل، واعتقال الاحتلال لـ8 أسرى محررين مبعدين من الضفة إلى غزة. وكانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية قد أفادت في يونيو/ حزيران الماضي بأن 27 شخصاً من قادة مكتب الضفة التابع لحركة حماس قد استشهدوا أو أسروا منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. 

وعرف ممن استشهدوا من إقليم الضفة "ياسين ربيع"، مسؤول مكتب الضفة في حركة حماس بغزة، ومعه القيادي خالد النجار مسؤول دائرة الإسناد في إقليم الضفة، وكلاهما أعضاء في الإطار القيادي للإقليم، وذلك خلال قصف إسرائيليّ على منطقة تل السلطان غرب رفح في أواخر مايو/ أيار الماضي. 

وقبلهم استشهد فادي دويك، القيادي في استخبارات كتائب القسّام، خلال اقتحام مستشفى الشفاء نهاية مارس/ آذار الماضي، ومعه مسؤول قسم الإسناد في ملف القدس عن إقليم الضفة زكريا نجيب، فيما استشهد قادة آخرون سابقاً، وهم مسؤول الإعلام المركزي والناطق باسم حماس عن القدس محمد حمادة، وعبد الله أبو سيف في دائرة الإسناد عن الخليل، وسالم ذويب عن بيت لحم، وطارق حليسي عن منطقة القدس، والذي يعمل في دوائر الإعلام الموجّه ضد الاحتلال، وفرسان خليفة مسؤول ملف الشهداء في إقليم الضفة، بالإضافة إلى القادة جبريل جبريل وخويلد رمضان ونضال أبو شخيدم.

وفي وقت سابق، أعلن الاحتلال أن ثلاثة أسرى محررين من صفقة "وفاء الأحرار" أعيد اعتقالهم من غزّة، لكن مجمل من اعتقلهم فعلياً هو 8، هم "محمود القواسمة، وعمر عصيدة، وسعيد بشارات، ولؤي قفيشة، وعصمت مطاوع، ونادر أبو تركي، وطارق حساين، وحمد الله الحاج علي".