أعلن الائتلاف الوطني السوري المعارض، يوم السبت، أن وفداً برئاسة سالم المسلط سيشارك في المؤتمر السادس لـ"دعم مستقبل سورية والمنطقة"، المنعقد في بروكسل في 9 و10 مايو/أيار الحالي، في وقت انتقدت روسيا استبعاد ممثليها من المؤتمر ورأت أنه لم يعد له أي "قيمة مضافة".
وأكد رئيس الائتلاف، في بيان صدر السبت، على أهمية أن تتحمل الدول مسؤولياتها تجاه الشعب السوري، ودعم مطالبه في الحرية والكرامة والعيش بسلام، وأن تعيد التفكير في إستراتيجيتها، وأن تقدم الدعم الحقيقي للسوريين لمواجهة نظام الأسد وداعميه وعلى رأسهم روسيا وإيران.
وقال رئيس الائتلاف إنه سيقدم ملفاً يشمل مسائل عديدة، وفي مقدمة هذا الملف ما يتعلق بالعملية السياسية وتحديداً مفاوضات اللجنة الدستورية.
ضغط سياسي بتمويل أقلّ
وكان مؤتمر بروكسل 5 الذي أقيم في نهاية مارس/آذار الماضي انتهى بتعهد الدول تقديم 6.4 مليارات دولار لصالح دعم جهود المساعدات الإنسانية في سورية ودول اللجوء، وهو دون المبلغ الذي طالبت به الأمم المتحدة والبالغ 10 مليارات.
وحول النتائج المرجوة من المؤتمر هذا العام قال مدير موقع الاقتصادي السوري يونس الكريم، لـ"العربي الجديد"، إن مؤتمر بروكسل السادس يفتتح هذا العام بمشاكل بالغة الصعوبة أهمها حرب أوكرانيا وما تحتاجه من تمويل كبير، في حين أن الحرب السورية بدأت تنطفئ ويخف الاهتمام بها، مضيفاً أن هذا الأمر ينعكس على حجم التمويل، وهو ما بدأ منذ العام الماضي حيث لم يصل من التعهدات أكثر من 30% بحسب ما عكسته تصريحات رسمية أردنية وتركية ووفق مصادر عاملة في المجال الإغاثي.
وأضاف أن مؤتمر المانحين هذا العام يتزامن أيضاً مع أزمة اقتصادية عالمية وارتفاع كبير لمعدلات التضخم، ما يقلل من تبرعات الشركات للمنظمات الإنسانية وتبرعات الدول.
وبحسب الكريم فإن مؤتمر بروكسل السادس لن يكون أفضل من الخامس، لأن الدول قد تعيد إدارتها للملف السوري كونه وصل إلى مرحلة التفاوض التي يخف فيها الدعم المادي عموما لإجبار الأطراف على التوصل لاتفاق سياسي ينهي الحرب.
وأشار إلى أن ارتفاع أصوات الدول المجاورة المستضيفة للاجئين السوريين لإعادتهم سيخفض من تعهدات الدول ويحول الدعم لمشاريع إعادة التعافي المبكر داخل سورية وقد يستخدم هذا الأمر كسبيل للتهرب من دعم اللاجئين.
وفي تصريح سابق، لـ"العربي الجديد"، قال مدير منظمة (فضّل عدم ذكر اسمه) مطلع على إدخال المساعدات إلى سورية وتقييمها، لـ"العربي الجديد"، إنه خلال العام 2020 تعهدت الدول بدفع 6.9 مليارات دولار، إلا أن الدول المانحة لم تلتزم بأكثر من خمسة بالمائة من تعهداتها عدا دولة الكويت، موضحا أن هذه الأرقام ليست مبالغ دُفعت، وإنما هي التزامات تعهد المانحون بها وليس بالضرورة دفعها كاملة.
روسيا: مؤتمر "عديم القيمة"
انتقدت روسيا تنظيم الاتحاد الأوروبي للمؤتمر من دون دعوة موسكو وحكومة النظام السوري للمشاركة، ورأت أنه مؤتمر لم تعد له أي "قيمة مضافة".
وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان صدر عنها يوم السبت، إن "الهدف المعلن لهذا المؤتمر هو مواصلة دعم السوريين في بلدهم والمنطقة، إلا أن بروكسل قررت هذه المرة الذهاب أبعد من ذلك وعدم توجيه الدعوة لحضور الفعالية إلى المسؤولين الروس، الذين سبق أن شاركوا في مؤتمرات المانحين بشأن سورية".
واعتبرت موسكو، بحسب موقع "روسيا اليوم"، أن هذا القرار دفع قادة الأمم المتحدة إلى التخلي عن صفة الرئيس المشارك للمؤتمر والاكتفاء بحضوره على مستوى الخبراء فقط، كما حذرت من أن مؤتمرات بروكسل "تنزلق أكثر فأكثر إلى التسييس المتهور للقضايا الإنسانية حصرا".
واتهمت الخارجية الروسية الغرب ببذل قصارى جهده بغية "منع عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، بغض النظر عن التدهور المؤسف للظروف الاجتماعية والاقتصادية وظروف المعيشة في الدول التي تستضيفهم"، بحسب البيان.
كما اتهمت روسيا كلا من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بإعاقة تطبيق المشاريع الخاصة في المرحلة المبكرة من إعادة إعمار سورية، وذلك بطرح شروط سياسية مسبقة، منها تمديد الآلية الخاصة بنقل المساعدات عبر الحدود.
وختم البيان بالقول: "هكذا تحول مؤتمر بروكسل، من دون مشاركة ممثلي سورية وروسيا، وبعد فقدانه الرعاية الأممية نهائيا، إلى تجمع لـ(شلّة) من الغربيين ليست له أي قيمة مضافة، لا سعياً حقيقياً لحل المشاكل الإنسانية الملحة في سورية بعيداً عن أي تسييس وضمن إطار المبادئ الإرشادية المعترف بها دوليا للدعم الإنساني".
وكان الاتحاد الأوروبي أصدر بياناً، يوم أمس الجمعة، قال فيه إن مؤتمر بروكسل، الذي سيعقد يومي الـ9 والـ10 من مايو/أيار الجاري، سيعمل على حشد الدعم المالي الضروري لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين والمجتمعات المُضيفة لهم في البلدان المجاورة، ومتابعة وتعميق الحوار مع المجتمع المدني، كما سيكون المؤتمرُ الحدثَ الرئيسي لإعلان التعهّدات لسورية والمنطقة في عام 2022.
وأكد الاتحاد الأوروبي أنه سيواصل حشد جميع الأدوات المتاحة له لدعم الشعب السوري، للتوصّل أخيراً إلى حلّ سياسي تفاوضي والمساعدة في تهيئة الظروف لمستقبلٍ أكثر إشراقاً للسوريين قاطبة.