اختتمت أستراليا ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، اليوم الأربعاء، قمة استمرت 3 أيام، ودعا بيان مشترك إلى ضبط النفس في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه ووقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
وجاء في بيان مشترك لقادة عشر دول، من بينها بلدان مسلمة مثل إندونيسيا وماليزيا، المجتمعين منذ الاثنين في ملبورن: "نحث على التوصل لوقف إنساني لإطلاق النار فوري ودائم". وكان النص محور توترات دبلوماسية.
وكانت الحرب على غزة والوضع المتدهور فيها موضوع نقاش حاد خلال اجتماع قادة بلدان آسيان العشرة في ملبورن، في قمة تستمر ثلاثة أيام مع نظرائهم الأستراليين.
ومع اقتراب شهر رمضان، تكثف الولايات المتحدة وعدد متزايد من الدول جهودها للتوصل إلى هدنة.
وقالت دول آسيان وأستراليا "ندين الهجمات ضد جميع المدنيين والمنشآت المدنية، التي تؤدي إلى مزيد من التدهور في الأزمة الإنسانية في غزة، بما في ذلك تقييد الوصول إلى الغذاء والماء والاحتياجات الأساسية الأخرى".
وأضافت "ندعو إلى إيصال المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ومن دون عوائق ومستدام إلى جميع المحتاجين، بما في ذلك عبر زيادة القدرات عند المعابر الحدودية وعن طريق البحر".
وعبرت المجموعة أيضاً عن دعمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا)، على الرغم من تعليق أستراليا تمويلها بعد اتهام إسرائيل عدداً من موظفيها بالانتماء إلى مجموعات إسلامية مسلحة.
ورفضت سنغافورة اقتراحاً بأن يدين البيان "استخدام التجويع" في قطاع غزة، وهي عبارة من شأنها أن تثير غضب إسرائيل. وتناول الجدل بين الدبلوماسيين مسألة ما إذا كان ينبغي الدعوة في البيان إلى وقف كامل لإطلاق النار أو وقف مؤقت "إنساني".
ويعيش في جنوب شرق آسيا نحو أربعين بالمئة من سكان العالم المسلمين. كما تعتبر إندونيسيا وماليزيا اللتان تتمتعان بوزن كبير في رابطة جنوب شرق آسيا من أشد المؤيدين للقضية الفلسطينية.
لكن دولا أخرى في آسيان تتمتع بنفوذ كبير مثل سنغافورة، لديها علاقات أوثق مع إسرائيل، وهي لا تميل إلى إثارة جدل.
آسيان تندد بالتحركات "المهددة للسلام" في بحر الصين الجنوبي
وفي سياق آخر، حذر قادة بلدان رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) وأستراليا، الأربعاء، من التحركات "المهددة للسلام" في بحر الصين الجنوبي حيث تثير تصرفات الصين القلق.
وأجج اتهام مانيلا سفنا صينية بمضايقة سفن فيليبينية خلال الأسبوع الحالي، التوتر في هذا الممر البحري.
وجاء في إعلان مشترك لاستراليا والدول العشر الأعضاء في "آسيان": "نشجع كل الدول على تجنب أي تحرك أحادي الجانب من شأنه تهديد السلام والأمن والاستقرار في المنطقة".
وأضاف الإعلان "نحن ندرك فوائد بحر الصين الجنوبي بصفته بحراً للسلام والاستقرار والازدهار".
ولمانيلا وبكين تاريخ طويل من النزاعات في بحر الصين الجنوبي الذي تمر عبره بضائع بمليارات الدولارات كل عام.
وتطالب بكين بكل هذه المساحة البحرية تقريباً، بما في ذلك المياه وجزر قريبة من سواحل الكثير من الدول المجاورة. وقد تجاهلت قراراً لمحكمة العدل الدولية صدر في 2016 وأكد أن مطالبها لا أساس قانونياً لها.
كما تطالب الفيليبين وبروناي وماليزيا وتايوان وفيتنام بعدد من الشعاب المرجانية والجزر الصغيرة في هذا البحر الذي يمكن أن تحوي مناطق فيه احتياطات نفطية كبيرة.
ورابطة دول جنوب شرق آسيا المعروفة اختصارا باسم "آسيان" هي عبارة عن اتحاد سياسي واقتصادي بين 10 دول أعضاء في جنوب شرق آسيا، بهدف تعزيز التعاون الحكومي الدولي وتسهيل التكامل الاقتصادي والسياسي والأمني والعسكري والتعليمي والاجتماعي والثقافي بين أعضائه ودول منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
كان الهدف الرئيسي لرابطة أمم جنوب شرق آسيا هو تسريع التوسع الاقتصادي، والذي من شأنه بعد ذلك تسريع التقدم الاجتماعي والتنمية الثقافية. أما الأهداف الثانوية للرابطة فهي تعزيز السلام والاستقرار الإقليميين على أساس سيادة القانون وميثاق الأمم المتحدة، وتوسعت أهداف الرابطة لتتجاوز القطاعات الاقتصادية والاجتماعية بسبب وجود العديد من الدول الأعضاء التي لديها أسرع الاقتصادات نموا في العالم.
(فرانس برس، العربي الجديد)