قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، اليوم الإثنين، إن العمليات التي نفذت أخيراً داخل إيران، ونسبت لإسرائيل، تشي بحدوث تحول استراتيجي.
وأشار تقرير نشرته الصحيفة إلى أن طابع العمليات يدل على أنها لم تعد عمليات انتقامية تنفذ في سورية، "بل هي ردود تنفذ في عمق الأراضي الإيرانية"، لافتة إلى أنه من بين هذه العمليات اغتيال مسؤول كبير في "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" داخل طهران، وتفجير أحد المختبرات الحربية في بارجين.
وأضافت الصحيفة، في التقرير الذي أعده معلقها للشؤون الاستخبارية رونين بيرغمان، أن تنفيذ العمليات في عمق الأراضي الإيرانية "سبب إحراجاً كبيراً لمنظومتي الاستخبارات والدفاع" في طهران.
وحسب الصحيفة، فقد شهد الأربعاء الماضي هجوما بالحوامات استهدف مبنى محددا داخل منشأة عسكرية بالغة السرية في منطقة بارجين شرقي طهران، مشيرة إلى أن المنشأة متخصصة في إجراء أبحاث سرية تتعلق بالمشروع النووي والمسيّرات العسكرية المتطورة.
ولفتت إلى أن الأبحاث في المنشأة تستهدف إجراء تجارب لإنتاج "مواد سريعة الاشتعال"، والتي تعد مركباً حيوياً في أي رأس نووي يمكن أن يتم تركيبه في صاروخ.
وحسب الصحيفة، فإن استخدام الحوامات ذات المدى القصير في الهجوم يدل على أنه تم تهريبها إلى إيران وإطلاقها من عمق الأراضي الإيرانية باتجاه المنشأة السرية، مع العلم أن وزارة الدفاع الإيرانية أعلنت، الخميس، عن مقتل شخص وإصابة آخر في "حادث" وقع مساء الأربعاء في موقع "بارجين" العسكري شرقي طهران.
واستخلصت الصحيفة أن النجاح بتنفيذ الهجوم يدل على أن الجهة التي نفذتها تمكنت من إحداث اختراق عميق في المنظومة الاستخبارية الإيرانية.
ولفتت إلى أن أحد المؤشرات التي تعكس عمق الاختراق في المنظومة الاستخبارية الإيرانية تمثل في إسقاط طائرة نفاثة أميركية مسيّرتين إيرانيتين في أجواء العراق بتاريخ 14 فبراير/شباط الماضي كانتا في طريقهما لتنفيذ هجوم ضد أهداف في العمق الإسرائيلي.
وأعادت الصحيفة للأذهان مجموعة من العمليات التي نفذت في العمق الإيراني وتسببت في إحراج الحكم في طهران، منها سرقة الأرشيف النووي، والإضرار بالمنشآت النووية، واغتيال علماء ومسؤولين على صلة بالمشروع النووي.
وأبرزت الصحيفة حقيقة توسيع إطار ومجالات العمليات السرية داخل إيران، لتشمل استهداف منظومات تطوير وإنتاج السلاح والمنظومات القتالية، وضمنها المسيّرات، واغتيال أشخاص ذوي علاقة بتخطيط وتوجيه العمليات التي ترمي إلى ضرب أهداف إسرائيلية.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، الأسبوع الماضي، إنّ إسرائيل أبلغت مسؤولين أميركيين بأنها هي التي اغتالت العقيد الإيراني حسن صياد خدايي.
ويزعم مسؤولون إسرائيليون أنّ العقيد صياد خدايي كان قائداً لـ"وحدة سرية" مكلفة عمليات اختطاف وقتل إسرائيليين وأجانب آخرين في جميع أنحاء العالم، على الرغم من أنّ إيران لا تعترف بوجود هذه الوحدة.
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الإثنين، أن فشل الإيرانيين في تنفيذ عمليات انتقام ردا على العمليات التي تنسب لإسرائيل جعلهم يتجهون إلى محاولة استخدام المسيّرات على اعتبار أنه من الصعب اكتشافها واعتراضها، مشيرة إلى أنه بواسطة هذا التكتيك تمت مهاجمة المنشآت النفطية السعودية في سبتمبر/ أيلول 2019.
وذكرت الصحيفة أن بروز خطر المسيّرات دفع نحو مهاجمة منشأة إيرانية في مدينة كرمنشاه المتخصصة في إنتاج المسيّرات في فبراير/ شباط الماضي، مشيرة إلى أن الهجوم الذي نفذ بمسيّرات أسفر عن تدمير مئات المسيّرات.
وحسب رواية الصحيفة، فإن الهجوم ضد المنشأة في كرمنشاه تم بعد 24 ساعة من إسقاط المسيّرتين الإيرانيتين فوق العراق عندما كانتا في طريقهما إلى إسرائيل، مما يعني أن جهاز "الموساد" يملك قدرات عملياتية داخل إيران تمكنه من تنفيذ ردود فورية.