كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن الطيران الإسرائيلي استهدف مرّتين خلال العامين الماضيين، آخرهما في يونيو/حزيرن الماضي، منشآت يعتقد مسؤولون إسرائيليون أن النظام السوري دشنها لإعادة بناء ترسانته الكيميائية، التي أعلن، ظاهريًّا، تسليمها في عام 2014، ضمن صفقة مع إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما بوساطة روسيّة، بعد أن لوّح الأول بهجوم عسكري على النظام في أعقاب مجزرة الغوطة الكيميائية بريف دمشق في عام 2013.
ونقلت الصحيفة عن مصادر استخباريّة مطّلعة أن الغارة الإسرائيلية التي وقعت في الثامن من يونيو الماضي، واستهدفت 3 مواقع قرب مدينتي دمشق وحمص، كانت جزءًا من حملة لوقف ما يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أنها محاولة وليدة من قبل سورية لاستئناف تصنيعها المحلي لغازات الأعصاب المميتة.
أما الغارة الأولى، فكانت في الخامس من مارس/آذار عام 2020، واستهدفت فيلا ومجمعًا سكنيًّا في إحدى الضواحي جنوب شرق حمصي، المدينة التي كانت في السابق مركزًا لإنتاج الأسلحة الكيميائية في البلاد.
وقال مسؤولان استخباريان غربيان إن تلك الضربة كانت مرتبطة بشكل مباشر بحصول سورية، في العام السابق، على كمية كبيرة من فوسفات ثلاثي الكالسيوم، وهي مادة يمكن تحويلها إلى ثلاثي كلوريد الفسفور الذي يعد العنصر الأولي في إنتاج غاز السارين وغازات الأعصاب الأخرى.
وتضيف مصادر الصحيفة أن المستفيد النهائي من تلك المواد الكيماوية هو وحدة عسكرية في قوات النظام تعرف باسم الشعبة 450، إحدى أكبر الوحدات في مركز الدراسات والبحوث العلمية الذي يعد بمثابة المختبرات العسكرية للنظام.
وبحسب الصحيفة، فإن تلك الضربات كانت مختلفة عن نسق الضربات الإسرائيلية في سورية الذي يتخذ من المليشيات الإيرانية وشحنات الأسلحة أهدافًا له؛ إذ استهدفت هذه المرة بشكل مباشر منشآت عسكرية تابعة للنظام.
وتستدرك الصحيفة بأنه من غير الواضح بعد ما إذا كانت الهجمات قد أفلحت بالكامل في إجهاض خطط النظام لإعادة إنتاج ترسانته الكيميائية.
وكان النظام قد أعلن عن مقتل 7 من جنوده إثر الضربات التي شنّتها إسرائيل في يونيو الماضي، بينهم العميد أيهم إسماعيل، الذي عرّفته صفحات تابعة للنظام في حينها بأنه خريج الكلية الحربية اختصاص كيمياء.