حصلت صحيفة "نيويورك تايمز" على فحوى مكالمات هاتفية جرت بين جنود روس وأصدقاء لهم وعائلاتهم قالت إنها تكشف مدى "امتعاضهم" من الحرب الذي يخوضها رئيسهم فلاديمير بوتين في أوكرانيا، وتضع صورة من الداخل عن الهزائم التي تعرضوا لها بالميدان، موجهين انتقادات لاذعة لقادتهم بعد أسابيع فقط من بدء الغزو الروسي للسيطرة على كييف.
وقالت الصحيفة الأميركية إن الروس كانوا ينتظرون سقوط كييف بين أيديهم في بضعة أيام، لكن الأخطاء التكتيكية والمقاومة الأوكرانية الشرسة، تسببت في تقهقر التقدم الروسي المدمر والسريع، ما دفع الجيش الروسي للتراجع بدءا من مارس/ آذار الماضي والتخندق في ضواحي العاصمة الأوكرانية.
وكشفت "نيويورك تايمز" أن الجنود الروس قاموا انطلاقا من الخنادق والملاجئ والمنازل التي استولوا عليها بالمنطقة المحيطة ببوتشا، الضاحية الغربية لكييف، بعصيان الأوامر من خلال إجرائهم اتصالات غير مخول لهم القيام بها بهواتفهم المحمولة مع زوجاتهم، وصديقاتهم، وأصدقائهم، وباقي أفراد عائلاتهم على بعد مئات الكيلومترات من خط الجبهة.
وقالت الصحيفة إنها حصلت حصرياً على تسجيلات الآلاف من الاتصالات الهاتفية التي جرت خلال شهر مارس/ آذار الماضي والتقطتها السلطات الأوكرانية من الميدان. وأضافت أنها قامت بالتحقق من صحة المكالمات من خلال التأكد من تقاطع أرقام الهواتف الروسية مع تطبيقات التراسل والحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لتحديد هوية الجنود وأفراد عائلاتهم. كذلك قالت الصحيفة إنها أمضت نحو شهرين في ترجمة فحوى التسجيلات.
وقال جندي يدعى سيرغي لوالدته: "لا أحد قال لنا إننا ذاهبون للحرب. لقد حذرونا من ذلك قبل يوم واحد من مغادرتنا".
وعن ذلك، أوضحت "نيويورك تايمز" أن الأمر يتعلق بمحادثات أجراها العشرات من المقاتلين بالوحدات الجوية والحرس الوطني الروسي، مضيفة أنه يُكشف عنها لأول مرة بشكل علني وتضع صورة من الداخل عن درجة الامتعاض من الحملة العسكرية الروسية بعد أسابيع فقط من بدئها في فبراير/ شباط الماضي.
وقالت إن الجنود وصفوا خلال مكالماتهم أزمة تهز معنوياتهم ونقصاً في المعدات، فضلا عن الكذب عليهم بشأن المهمة التي يشاركون فيها. وخلصت "نيويورك تايمز" إلى أن هذه الظروف ساهمت كلها في التقهقر الذي عرفته الحملة الروسية أخيراً شرقي أوكرانيا.
وأشارت كذلك إلى أن المكالمات تتراوح بين التداول في الأمور البسيطة وصولا إلى تصوير المشاهد الوحشية، وتتضمن انتقادات لاذعة وصريحة لبوتين والقادة العسكريين، موضحة أن تلك الانتقادات يعاقب عليها القانون الروسي إذا ما تم التفوه بها بشكل علني داخل روسيا. وكشفت "نيويورك تايمز" أنها استخدمت الأسماء الأولى للجنود، وأخفت أسماء عائلاتهم لحمايتهم.
وقالت "نيويورك تايمز" إن كُثراً من الجنود عبروا عن احتقارهم لقادتهم، الذين يحمّلونهم المسؤولية عن القرارات التكتيكية المميتة، مضيفة أن بعضهم انتقد بجسارة قائدهم الأعلى الرئيس فلاديمير بوتين، وباقي قيادات الجيش.
وقال جندي يدعى رومان لشريكته بلغة كلها سباب يعتذر "العربي الجديد" عن عدم نشر محتواها بالكامل: "القيادات العليا لا تستطيع القيام بشيء. اتضح أنها لا تعرف شيئا. في وسعها فقط التحدث بشكل متعالٍ في بزّاتها العسكرية".
Exclusive: The New York Times obtained intercepted calls made by Russian soldiers in Ukraine, including damning accounts of the execution of civilians. Hear the audio. https://t.co/CtMjVhLLZl pic.twitter.com/yjN0EGSQiu
— The New York Times (@nytimes) September 28, 2022
أما جندي يدعى سيرغي فقال لصديقته الحميمة: "عُزل جنرالنا الجديد لأننا تعرضنا للكثير من الخسائر تحت قيادته".
وأضاف سيرغي في مكالمة أخرى: "أفكر دوماً كيف أني محظوظ لتمكني من البقاء على قيد الحياة هنا بسبب قرارات صادرة عن أحمق"، في إشارة على ما يبدو لبوتين.