ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم السبت، أنّ إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، تتفادى رسم "خطوط حمر" مع إيران في ظل مساعيها لبداية جديدة بالعراق، وذلك على خلفية تأنّيها في الرّد على الهجوم الصاروخي الذي استهدف أربيل بإقليم كردستان العراق، وهو الأمر الذي يختلف مع حقبة الرئيس السابق، دونالد ترامب، الذي قاد حملة ضد طهران، وكان العراق عالقاً وسط الخلاف بينهما.
وفيما توعدت الولايات المتحدة الأميركية، بمحاسبة الجهات المسؤولة عن هجوم أربيل الصاروخي الذي قتل به متعاقد مدني أجنبي وجرح آخرون بينهم أميركيون، بحسب توضيح التحالف الدولي، قالت "نيويورك تايمز" إنّ الهجوم دفع لطرح تساؤلات سواء بواشنطن أو ببغداد بخصوص الخطوط الحمر التي يضعها بايدن حينما يتعلق الأمر بالرد على الهجمات التي تشنها مليشيات تدعمها إيران وتستهدف الأميركيين المتواجدين بالعراق.
وأوردت الصحيفة عن مسؤولين دبلوماسيين وعسكريين قولهم إنّ الهدف الأكبر لبايدن يتمثّل في خفض التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران وحلفائها بالمنطقة، بما في ذلك العراق، والبحث عن سبيل للعودة للدبلوماسية مع طهران.
وأشارت "نيويورك تايمز" في هذا الصدد إلى إعلان البيت الأبيض أنّ الولايات المتحدة قبِلت عرضاً أوروبياً للتوسّط في الحوار مع إيران، بعدما شهدت الأيام الماضية حراكًا دبلوماسيًّا متناميًا باتجاه إذابة الجليد بين الطرفين.
كما سحبت واشنطن إعلان إدارة ترامب إعادة فرض العقوبات الأممية على طهران من مجلس الأمن، وأنهت القيود على تحركات البعثة الدبلوماسية الإيرانية في الأمم المتحدة بنيويورك.
President Biden's measured response to a rocket attack in Erbil raised a question both in D.C. and in Baghdad: What are the administration's red lines when it comes to responding to attacks from Iranian-backed militias that target Americans in Iraq? https://t.co/s64Wtl9ppC
— NYT At War (@NYTimesAtWar) February 20, 2021
في المقابل، أشار تقرير "نيويورك تايمز" إلى أنّ جهود التقارب هذه تتزامن مع إمعان إدارة بايدن النظر في ما تقوم به المليشيات الموالية لإيران بالعراق، والتي يرى المسؤولون الأميركيون أنها تتحرك بدعم من طهران، وربما تتلقى الأوامر منها.
وأضافت، نقلاً عن مسؤولين، أنّ أي هجمات يتم تنفيذها ضد الأميركيين من قبل إيران أو حلفائها، قد تعرقل الهدف الدبلوماسي الأكبر لإدارة بايدن.
وأشارت كذلك إلى أن تداعيات أي هجوم يمكن أن تقلب رأساً على عقب محاولات الولايات المتحدة إقناع العراق بالابتعاد عن إيران، وذلك بدون فرض قطيعة في ما يتعلق بالروابط الدينية والاقتصادية والثقافية، من خلال تقديم تحفيزات بدل اللجوء للتهديد.
وبشأن هجوم أربيل، أوردت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين كبيرين بوزارة الدفاع الأميركية قولهما إنه لم يتم الخوض في أي نقاش مفصل بالقيادة المركزية في البنتاغون بشأن أي رد عسكري على الهجوم، الذي تواصل السلطات الأميركية والعراقية التحقيق في الجهة التي تقف خلفه.
وأشار التقرير إلى أنّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، شرع في مراجعة للسياسة الأميركية بالعراق بشكل يمكّن من تحقيق تحوّل في مقاربة واشنطن، بحسب مسؤول بارز بالخارجية الأميركية. وستضم المراجعة، التي يرجح أن يتم الانتهاء من إعدادها الشهر المقبل، ملاحظات من البنتاغون قبيل تقديمها للبيت الأبيض.
كذلك تدرس الإدارة الأميركية، ضمن إجراءات أخرى، إعادة مئات الموظفين الدبلوماسيين وعناصر الأمن والمتعاقدين إلى سفارتها ببغداد، والذين جرى تقليص عددهم في مايو/ أيار 2019، خلال الفترة التي شهدت تصاعد التوتر مع إيران.