ذكر تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ إيران لا تستبعد وقوف إسرائيل وراء تصفية اثنين من عملائها أخيراً عبر دس السم لهما، موضحاً أنه إذا ثبتت صحة الشكوك الإيرانية فإنها ستكون آخر التمظهرات لحرب خفية زادت وتيرتها مع اقتراب طهران من امتلاك أسلحة نووية.
وفي التفاصيل، قالت الصحيفة الأميركية، في تقرير لها، الإثنين، إنّ عالم الجوفضاء أيوب انتظاري، وعالم الجيولوجيا كمران آغا مولاي توفيا قبل بضعة أيام في ظروف غامضة، مشيرة إلى أنّ كليهما درسا في أرقى الجامعات بإيران، وفي مقتبل العمر ويتمتعان بصحة ولياقة بدنية جيدة.
وأضافت أنه قد ظهرت عليهما علامات المرض أواخر مايو/ أيار المنصرم، قبل أن يتدهور وضعهما الصحي تدريجياً ما تطلب وضعهما ضمن قسم الإنعاش، قبل الإعلان عن وفاتهما ببضعة أيام متقاربة.
وأوردت "نيويورك تايمز" عن مسؤول إيراني وشخصين آخرين على ارتباط بالحكومة قولهم إنّ إيران ترى أن إسرائيل هي من اغتالتهما عبر دس السم في طعامهما، لافتة إلى أنّ ما أضفى هالة أكبر من الغموض حول وفاتهما ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية وقنوات إخبارية بالفارسية في الخارج، ذكرت أنّ آغا مولاي كان يعمل في منشأة نطنز النووية الإيرانية.
Iran suspects that Israel killed two scientists recently, probably by poisoning their food, as part of a long-running shadow war between the two countries. https://t.co/TdBlNImwAd
— New York Times World (@nytimesworld) June 13, 2022
إلى ذلك، أشارت "نيويورك تايمز" إلى أنّ انتظاري (35 عاماً) وتوفي في 31 مايو/أيار، كان يحمل الدكتوراه في الجوفضاء واشتغل على مشاريع مرتبطة بالصواريخ وتوربينات الطائرات بمركز للجوفضاء تابع للحكومة بمدينة يزد، جنوب شرق العاصمة طهران.
ونقلت الصحيفة عن موظف بمكتب أحد المسؤولين الإيرانيين (لم تسمه) أنّ انتظاري قد بدأت تظهر عليه علامات تعرضه لتسمم بعدما حضر عشاء كان قد دعي إليه بيزد، مضيفة أنّ الشخص الذي أقام حفل العشاء اختفى عن الأنظار، وتبحث عنه السلطات الإيرانية.
أما آغا مولاي (31 عاماً) وتوفي في 2 يونيو/حزيران، فنقلت عن صديق له قوله إنه كان عائداً إلى مدينة تبريز بعد رحلة عمل بطهران، قبل أن تظهر عليه أعراض المرض وتسوء حالته يوماً عن يوم حتى فشل أعضائه ووفاته بعدها.
وقالت "نيويورك تايمز" إنه إذا صحت الشكوك الإيرانية بأنّ حالات الوفاة هذه وغيرها مدبرة، فإنها ستكون بمثابة "حرب سرية" بين إيران وإسرائيل يحاول فيها الطرفان استهداف بعضهما مع الالتزام بأكبر قدر من السرية لتفادي الدخول في حرب مباشرة.
ورصد "العربي الجديد" مقتل أو وفاة سبعة إيرانيين عاملين في المجالات العسكرية والجوية والنووية خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة داخل إيران التي أكدت سلطاتها فقط وقوع عملية اغتيال واحدة، وأدت لمقتل العقيد حسن صياد خدايي يوم 22 مايو/أيار، في طهران، من قبل شخصين يستقلان دراجة نارية أطلقا خمس رصاصات عليه وهو أمام منزله.
لكن السلطات الإيرانية في ما يتعلق بالحوادث الست الأخرى لم تنسبها رسمياً إلى عملاء أجانب، غير أنّ البيانات الرسمية المنفصلة تتحدث عن مقتل ثلاثة منهم، في "حوادث وأثناء تأدية المهمة"، الأول هو المهندس إحسان قدبيغي وإصابة شخص آخر جراء "حادث"، بمركز بحوث لوزارة الدفاع الإيرانية، يوم 26 مايو/أيار الماضي، في منطقة بارشين العسكرية، شرقي طهران، التي تضم مجمعاً عسكرياً.